توقيت القاهرة المحلي 05:23:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لهذا يقتلون الكتَّاب!

  مصر اليوم -

لهذا يقتلون الكتَّاب

بقلم - عائشة سلطان

القصص والحكايات والأسرار والمواقف التي تروى وتكتب وتؤلف حول عالم الأدب والأدباء والفن والفنانين كثيرة تملأ مجلدات، حتى يقال إن ما لم يكتب ويدون أكثر بكثير مما قرأناه وعرفناه، وهنا تحضرني حكاية عن الأديب الكبير نجيب محفوظ، صاحب الروايات التي رصدت حياة الإنسان المصري البسيط والمهمش، سواء في مصر القديمة، أو في الحارة المصرية الفقيرة، بحيث شكلت شخوص هذه الحارة أبطال رواياته دائماً، وقد دفع ثمناً نظير ذلك، تجلى في محاولة القتل التي تعرض لها عام 1995 على يد شابين من المتطرفين!

حين تم استجواب الشاب الضالع في محاولة القتل عن السبب الذي جعله يقدم على فعلته، قال إنه كان يدرس على يد شيخ متشدد ظل يردد على مسامعه أن رواية محفوظ (أولاد حارتنا) هي رواية فاجرة، وأن محفوظ خارج على الملة ويجب قتله دفاعاً عن الإسلام، لكن حين سئل عما إذا كان قد قرأ الرواية أجاب بأنه ليس بحاجة لقراءة هكذا روايات، ويكفيه أنه قرأ كل أدبيات وفكر الجماعات المتشددة التي شرفته بمهمة الاغتيال، المهم أن محفوظ سامح الشابين المتورطين وعفا عنهما، وتمنى لو أنهما لم يعدما، وقد أبلغ الشاب الذي نفذ الاغتيال قبل إعدامه بذلك، فأجاب بأن هذا العفو لا يعنيه أبداً!

هذا الموقف يقودنا لفهم حالة الانفعال الغوغائي التي تصيب الجماهير في الحالتين: الاندفاع لمناصرة عمل أو رواية معينة بناء على رأي أحد النقاد أو توصيات الأصدقاء أو ترويج شركات النشر والتوزيع وأسواق الدعاية والإعلان، فيتحمسون للكاتب والرواية وتنهال الكتابات المادحة في «السوشال ميديا» بشكل لافت، مع أن 95٪, من هؤلاء لم يقرأوا سطراً من الرواية ولا حتى مقالاً رصيناً في نقدها وتفنيدها! أما الحالة الثانية.

فالاندفاع كذلك لكن في مهاجمة العمل أو النص الأدبي بناء على قراءات معارضة بناء على مواقف أيديولوجية أو اختلافات فكرية وسياسية، فيبدأ الطعن في الكاتب وفي الكتاب، وتبدأ حملة الترويج السلبية ضده وشيطنته في نظر الجمهور حتى يصل الأمر إلى اتهامات تصل إلى حد التكفير والتخوين والانحراف الأخلاقي وووو، وهنا تظهر تلك الأصوات المشبوهة وسط هذه الجموع الصارخة فتطالب بمنع الكتاب وحرقه ومحاكمة الكاتب أو إهدار دمه وقتله، كما حدث منذ أيام ابن رشد ونجيب محفوظ وكثيرين..

نقلا عن البيان الاماراتيه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لهذا يقتلون الكتَّاب لهذا يقتلون الكتَّاب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon