توقيت القاهرة المحلي 05:23:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في الحرية والوعي والمسؤولية

  مصر اليوم -

في الحرية والوعي والمسؤولية

بقلم - عائشة سلطان

أتوقف طويلاً، ومن باب الاهتمام، وأنصت بانتباه كبير حين يكون الكلام حول سقف الحرية والاختلاف وتمايز تجارب الناس وتجارب الكتّاب، وكيف يختلف كاتب عن آخر وفكر عن فكر، بشرط أن يكون ما نتحدث عنه فكراً حقيقياً في حدوده الدنيا على الأقل، ففي الإبداع الحقيقي حتى عندما يكون في بداياته كثير من البشارات الواضحة على أننا على موعد مع نجم يتخلق أو أن نوره في طريقه لأن يصل إلينا!

ما من روح تشبه أخرى، ما من تجربة تطابق أخرى، لكن التجربة الإنسانية كلها في الأدب والفن والإبداع والعمارة و.... إلخ، تنهل من معين بعضها وتسترشد بها كمن يحمل قنديلاً ليرى على هديه تفرعات الطريق التي يسير فيها.

نحن نسخ فريدة من نوعها حين نريد، وأرقام متكررة وباهتة حين نريد أيضاً، الحياة كما أنها قدر فهي اختيار، والدروب التي مشيتُها أنا لم تمشها أنت، والكتب التي قرأتها أنت لم تمنحني الظروف فرصة لقراءتها، لكنني جدفت صوب مساحات أخرى للمعرفة، ومكنتك الحياة من أن تُطل عليها من نوافذ تشرف على الجهات كلها، نحن نختلف بقدر ما نعرف ونتبصر، ونقول (لا) بقدر ما نحترم خياراتنا، ونتفق بقدر ما نذهب عميقاً في إنسانيتنا، لذلك في البدء كان الإنسان وكانت الحرية. الذين يراهنون على مشروع الرداءة لا يفعلون شيئاً مفاجئاً، لكنهم حتماً لا يختارون المشروع الأنجح.

فعلى مر التاريخ كانت الرداءة موجودة، وكانت بعيدة عن التداول لأنها لا إنسانية ولا تبني ولا يتأسس عليها أي بناء، أما الحرية فمسؤولية أولاً وعبء ليس سهلاً أبداً، إنه على خفته وجماله، إلا أنه لا يحتمل أحياناً كالكائن الذي لا تُحْتمل خفته، على حد وصف التشيكي ميلان كونديرا، لكننا لا يمكن أن نرتقي إلا بالحرية، في الإعلام كما في الأدب وكما في كل الحياة، لكن بمقدار ما نحمل من فهم ووعي ومسؤولية تجاه المجتمع ورغبتنا في أن نقدم شيئاً حقيقياً لا مجرد مزايدات تجارية.

حينما نختلف في اختياراتنا كأشخاص واعين فلأن تجاربنا مختلفة: كونتك تجاربك، وصنعتني تجاربي، جئت أنت من عالم وأتيت أنا من ثقافة وتربية مغايرة.

أسماؤنا مختلفة وعاداتنا وأمهاتنا وقراءاتنا وربما المدارس التي تعلمنا فيها، لكننا برغم كل ذلك يمكننا أن نجلس ونتحدث ونلتقي عند نقاط كثيرة طالما وجد أساس نتفق حوله، ونؤسس عليه لعلاقات عميقة، ذلك هو الوعي الذي توفره لنا المعرفة وتقودنا إليه الحاجة.

 

نقلا عن البيان الاماراتيه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الحرية والوعي والمسؤولية في الحرية والوعي والمسؤولية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon