توقيت القاهرة المحلي 05:53:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طعم العراق

  مصر اليوم -

طعم العراق

بقلم - عائشة سلطان

ما زلت أقول لأصدقائي الذين يسألونني عن أجمل المدن التي زرتها، أو عما إذا كانت ثمة أماكن أحلم بالذهاب إليها، إنني لم أسافر كما ينبغي لمسافر أن يكون مخلصاً لترحاله، فلطالما سمعتُ أبي يحدث أمي عن أسفاره التي عاد منها للتو، عن المدن والأسواق والأقمشة والتمور، وكنت طفلة لم أتجاوز السادسة بعد حينما سمعته لأول مرة يقول لوالدتي «من لم يرَ البصرة يموت حسرة».

كان العراق درة في مفرق الشرق، وأما بغداد فهي حاضرة العرب وخزانة ثرواتهم وآثارهم ومكتباتهم ومنطلق فتوحاتهم، وقد غنته فيروز فأبدعت حين شدت:

بغـــداد والشــعراء والصـــور      ذهب الزمان وضوعه العطر

يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس         يغســــل وجـــهك القــــمر

أما الشاعر عمر عناز فيقول بحنين العراقي الأزلي:

«من لم يذقْ طعمَ العراق / فمالهُ من قهوة الأحزان غير الرائحة / من لم يمتْ موتاً عراقيــــــــاً../ تُقَصّـرُ بالنواح على ثراهُ النائحة / إنَّ العراقَ / حكايةُ الجرح الذي ينمو على رمل الأماني المالحةْ».

اليوم كلما رأيت العراق منتهكاً ومستباحاً على محطات التلفزة، في نشرات الأخبار، في الأفلام التي تروي حكاية الحرب من وجهة نظر صناع السينما الأميركيين الذين يقدمون العراق فيها جزءاً مهلهلاً مشوهاً ومقتطعاً كيفما اتفق على طريقة خبثاء هوليوود، أوقن فعلاً أن للعراق طعماً مختلفاً وأن من لم يزره ولم يعرفه كمن لم يشرب قهوته واكتفى منها بالرائحة فقط!

وعندما انطلق مشروع الفوضى وخراب الوطن العربي الحالي تحت شعارات الربيع والتغيير، كان العراق أول الأبجدية في بداية الصفحة وقد قدمت عشرات الحجج والتبريرات ابتداء بديكتاتورية صدام والمقابر الجماعية وانتهاء برغبة الدول العظمى في تطوير العراق وإقرار الديمقراطية فيه وتوفير الحياة الحرة والكريمة للعراقيين، وكان ما كان من حرب وتدمير، لكن العراق لم ير حرية ولا كرامة ولا ديمقراطية!

لقد مر على العراق 15 عاماً منذ 2003 عام الاحتلال وحتى اليوم، فكيف أصبح؟ ما أحوال الحرية فيه وكيف أصبحت الديمقراطية، كم قتل من العراقيين بعد الاحتلال وكم فقد وكم هاجر وكم تشرد؟ أين هي ثروات النفط وملايينه؟ أين هم علماء العراق وجامعاته، مآذنه وكنائسه، طلابه ومهرجاناته؟ أين الشعراء والكتاب والكتب، أين اللغة وأهلها، والفن وعمالقته، ودجلة وعشاقه، أين الآثار والمتاحف والمزارات الشريفة؟

تابعت منذ أيام وبفرح عودة مهرجان المربد الشعري، وهو حدث يعيد الأمل ويبشر بالكثير وقد يكون المربد البشارة لعودة العراق لدوره العظيم، فالعراق كمصر وسوريا ودول الخليج العربي صمام الأمان الحقيقي في وجه مشاريع الفوضى والإرهاب !

نقلا عن البيان الاماراتيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طعم العراق طعم العراق



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon