توقيت القاهرة المحلي 22:32:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انت اللى هتغنى يا «أردو»!

  مصر اليوم -

انت اللى هتغنى يا «أردو»

بقلم - أحمد رفعت

لم يكن وزير الصحة التركى السابق أحمد دميرجان وحتى رحيله من الوزارة يعرف سبب السؤال المستمر شبه الهستيرى لأردوغان عن مستشفى «دار الشفاء» للأمراض العقلية الذى بناه السلطان بيازيد الثانى فى مدينة «أدرنة».. لم تتضح الصورة له إلا بعد رحيله من الوزارة وتولى فخر الدين قوجة (فخر الدين قوجة وليس فخر الدين أقطاى.. حيث أقطاى هو مستشار أردوغان وأسماء أغلب رجال أردوغان مفزعة هكذا وتنقلنا جميعاً إلى عصر المماليك)، حيث سرب الأنباء عن زيارات منتظمة لأردوغان لعدد من مستشفيات الأمراض العصبية ربما أشهرها مستشفى الأناضول الطبى على حدود إسطنبول، وبإشراف من الدكتور «يساركوتوكشو» طبيب الأعصاب التركى المعروف.. من ماذا يعانى أردوغان تحديداً؟ لا أحد يعرف إلا هو شخصياً وأسرته وجهاز المخابرات التركية، إلا أن المؤكد الوحيد أنه يعانى من نوبات هلوسة كلما سمع اسم «مصر» أو الرئيس السيسى تحديداً تؤدى إلى أعراض عصبية مزمنة، يردد فيها بصوت مرتفع اسم «مصر» والرئيس «السيسى»! الحالة تتطلب حصوله على جرعات مهدئة ومسيطرة على الأعصاب اعتبرت سراً طبياً لكن يتردد أن المادة الفعالة للعقار الذى يستخدمه مستمدة من مادة «إكس بى 173» التى استخدمها وطورها بروفسير الأعصاب الألمانى الشهير «راينر روبريشت» الذى كان يعمل فى معهد «ماكس بلانك بميونيخ»، معتمداً أنها بلا أعراض جانبية لا تتطلبها حالة أردوغان، نظراً لخطورتها أصلاً.. مع نصائح قدمها له بعض قادة حزبه باستخدام عدد من الأعشاب المهدئة للأعصاب والمسكنة للآلام مثل زهرة البابونج وزهرة اللافندر والكاموميل، خصوصاً أنه فعال عند الأطفال، وإكليل الجبل وغيرها مع عدد من الأكلات والأطعمة.. وقد نصحوه تحديداً بتناول شرش اللبن، نظراً لفائدته المباشرة على هرمون السيرتونين، الذى أثبتت التحاليل أنه يعانى من نقص شديد منه يتزايد كلما سمع اسم «مصر» والرئيس «السيسى» تحديداً!

أردوغان لم تفلح محاولات إشغاله بعدد من القضايا العامة التى تهم بلاده، مثل تطورات الأوضاع فى سوريا ولا فى شمال العراق ولا سعى الأكراد لبناء دولتهم، وسيكون أكراد تركيا فى مقدمتهم وهم أكبر أقلية فى تركيا، يشكلون خمس سكانها، ولا حتى بعلاقاته مع ألمانيا ولا الولايات المتحدة، وكذلك فشلت محاولات إشغاله بعدد من القضايا الخاصة، مثل بيزنس أفراد العائلة الأردوغانية ولا أيضاً قصره الجديد فى ولاية «موغلا» وتحديداً عند خليج «أوكلوك» بمنطقة «غوك أوفا»، التى تتبع إدارياً مدينة «مرمريس»، وهو القصر الفخيم الذى بناه ليس فقط من أموال الشعب التركى وإنما أيضاً بناه محل قصر أثرى كان يقيم به الرئيس التركى الأسبق «تورجوت أوزال»، ضارباً عرض الحائط بقيمته التاريخية، وهو القصر الذى انتهى المهندسون الأتراك من تصميم قاعة مغلقة ومغطاة على مساحة 4 آلاف متر وحدها، فضلاً عن قاعات الطعام والسينما وغرف الإقامة وأماكن للموظفين والإداريين والمساعدين، وكل ذلك من أجل أن يقضى أردوغان وقتاً فى فصل الصيف، أو كلما تعرض لحالة انهيار الأعصاب التى يتعرض لها كلما سمع اسم «مصر» أو «الرئيس السيسى» تحديداً!

المشهد الثانى

بينما مصر تستقبل قادة العرب وأوروبا فى مؤتمر تاريخى لم يكن يليق إلا أن يقام على أرض مصر، التى وصفت دائماً فى كتب التاريخ والجغرافيا بأنها تارة «نقطة التقاء الحضارات» وتارة أخرى بأنها «نقطة اتصال العالم الجديد بالقديم»، كانت الهيستريا فى قنوات الشر تتصاعد إلى حدود الغليان المباشر والعلنى.. لم يجد خدام أيمن نور، الذى يطل على الناس يومياً رافعاً شعره إلى أعلى على طريقة الفنان فؤاد خليل، مفراً من مزيد من العصبية ولا زميله الآخر خريج حجز سجن استئناف «بيشكطاش» التابع لمحكمة جنوب إسطنبول قبل أسبوعين إلا عصبية فوق العصبية.. ومع مطرب الزوابع وعدد آخر هنا وهناك نقول: لم يجد كل هؤلاء ومن يدير شئونهم إلا ضرورة ظهور المعلم الطويل شخصياً للتعبير عن الغضب مما تحققه مصر من تزايد وتصاعد لدورها وتأثيرها دولياً.. كان المشهد أقرب إلى عودة أستاذ أردوغان وشيخه «نجم الدين أربكان» ليتقمص دور حسين رياض فى فيلم «شارع الحب» ويبلغه بكل رجاء وكأنه الأمل الأخير، واضعاً يده على كتف أردوغان قائلاً له «انت اللى هتغنى يا أردو»! مدللاً إياه مخاطباً له كما كان يخاطبه قديماً.. كان عليه أن يحاول التشويش على ما يجرى.. كان الحل أن يظهر فى قناة أخرى غير قنواته التى أتى أداؤها بنتائج عكسية.. كانت المشكلة الأساسية هى أن تعاود الحالة العصبية «أردو» أثناء الحوار، وكان الحل فى أمرين معاً.. الأول أن يكون الحوار مسجلاً حتى لو وضعوا علامة البث المباشر.. والثانى تناول «أردو» لجرعة مناسبة من عقار الأعصاب أو كميات كبيرة من شرش اللبن والبابونج والكاموميل تكفى لحجم «أردو» صاحب البنيان متعدد الأدوار.. إلا أنه ورغم كل مجهود الماكيير الخاص به لمح الكثيرون تغيراً فى شكل «أردو».. بعضهم قال إنه ليس «أردو» وإنما شبيه له.. وإن «أردو» ربما كان مع الدكتور «يساركوتوكشو» للسيطرة على حالته، بعد أن برز كثيراً اسم «مصر» والرئيس «السيسى» فى أغلب وسائل الإعلام التركية، وبعضهم قال إنه يتابع تشطيبات وأعمال المحارة والبطانة الأولى من دهانات قصر «مرمريس»، إلا أن عدداً كبيراً لاحظ «شنيب» (تصغير شنب) يشبه شنب هتلر ولم يعرف أحد هل هو مقصود أم أنها عيوب ماكينات الحلاقة التى يستخدمها أم هو استعجال انفلات الأعصاب بسبب الحالة السابقة إلا أن الانفلات كان سيد الموقف.. وهى حالة نفسية معروفة عند علماء الطب النفسى يسمونها «الفصام»، تؤدى إلى ارتباك فى الوعى والإدراك وأحياناً يرى المريض نفسه فى اتهاماته التى يوجهها للآخرين.. فيقتل ويتهم غيره بالقتل.. ويعتقل ويتهم غيره بالاعتقال.. ويفصل قضاة، قضاة يا محترم، وضباط جيش وشرطة وعشرات الألوف من شعبه ويتهم غيره.. ويتسبب فى مشاكل لبلاده مع دول مهمة ويتوهم أن غيره أولى بها! وبكل بجاحة، وطبعاً هذه أيضاً حالة مرضية لها تفسيرها العلمى يتدخل فى شئون الآخرين حتى لو بدعم إرهابيين ومجرمين وقطاع طرق.. ثم يهاجم غيره لمجرد أن العالم يحترمهم أكثر منه!!

الخلاصة: كان الغناء نشازاً حول الأمر إلى فقرة كوميدية ترّفع للرد عليها المسئولون المصريون.. رغم أنها صدمت أطباء «أردو» ودفعتهم إلى لعن اليوم الذى قال له فيه أربكان «انت اللى هتغنى يا أردو يا بنى»!

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انت اللى هتغنى يا «أردو» انت اللى هتغنى يا «أردو»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon