توقيت القاهرة المحلي 13:12:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ابن مين فى مصر هانى أبوريدة؟!

  مصر اليوم -

ابن مين فى مصر هانى أبوريدة

بقلم - أحمد رفعت

صحيح أن اتحاد الكرة من المؤسسات التى تتشكل فى بلادنا بالانتخاب وبالاختيار الحر المباشر ممن يملكون حق اختيارهم وانتخابهم، أى الأندية المصرية. وحقيقى أن دورة الاتحاد الحالى لم تنته.. لكن هذه المؤسسات، مثلها مثل كل كيان منتخب، لها دور وأهداف انتُخبت من أجلها.. وعليها وعلى القائمين عليها احترام من انتخبوهم واحترام من فشلوا فى تمثيلهم، وتقدير من فشلوا فى إسعادهم، وعليهم -اختصاراً- احترام أنفسهم والاستقالة فوراً!

لكن أن يذهب حلم الأحلام.. وأمل الآمال.. وهدف الأهداف.. الذى انتظرناه طويلاً، وراح جيل وجاء آخر انتظاراً له، وهو الوصول إلى كأس العالم، ثم يحدث ما حدث ويجرى ما جرى، وينتهى الأمر بتصرف بارد لا يليق بالموقف الملتهب الذى انتهى بنتائج لا علاقة لها بطموحات شعبنا، ولا شأن لها بالإمكانيات التى توافرت، ودول أخرى وفرت أقل منها.. نقول ثم ينتهى الأمر بتصرف بارد من خلال مؤتمر يخرج خلاله اتحاد الكرة لسانه لعشرات الملايين من المصريين ومعهم عشرات الملايين من العرب الذين حزنوا وغضبوا على خروج منتخبنا وعلى أدائه وارتبطوا بأداء نجم المنتخب محمد صلاح، وكان حزنهم عليه أكبر امتد من لحظة إصابته إلى لحظة انطلاق دموع الخروج غير المشرف من التصفيات! فهذا عجيب وغير مقبول.

الانفجار المفاجئ للموقف بين اتحاد الكرة ومحمد صلاح، ربما يكون قد تم احتواؤه عند نشر هذه السطور، رغم أن أى احتواء أو تهدئة لن ينهى الأزمة، ولن يوقف المشاكل الصادرة من الجبلاية، لأنه ببساطة لن يغير انطباع المصريين عن الاتحاد ورجاله.. الأسباب عديدة يعرفها الناس.. أولها ما قلناه عن الفشل فى تحقيق أحلام المصريين، والإساءة لسمعة البلاد بشكل غير متوقع على الإطلاق بنتائج سيئة للغاية.. صحيح أن المنافسة رياضية تحتمل المكسب والخسارة، لكن لهذه الأخيرة حدوداً، أهمها الاتساق بين ما تيسر من إمكانيات والطموحات المبنية عليها وعلى تاريخ سابق وقدرات فنية حالية.. وليست فكرة المكسب والخسارة مطلقة هكذا.. حتى كان الفيديو الأخير لمحمد صلاح الذى أكد كل ما أثار الجدل دون حسم، حيث أخيراً شهد شاهد من أهلها ليؤكد سوء إدارة معسكر المنتخب والفوضى فى تنظيمه وعدم حماية حق اللاعبين فى الراحة وفى الخصوصية، والتى كان من تداعياتها النتائج التى جرت!

ولذلك كان منطقياً أن ينتفض المصريون للدفاع عن محمد صلاح وحمايته والتهكم على عبارات حاولت النيل منه، من عينة «المدعو» وغيرها.. ليس لأن صلاح قدم للمصريين السبت دون معرفة مسبقة بأن معارك فى المستقبل تنتظره.. فهو الرجل الذى تبرع لصندوق تحيا مصر بخمسة ملايين، ثم مثلها، ثم عشرات الألوف لجمعية قدامى اللاعبين.. ثم مثلها لبناء ملجأ للأيتام فى طنطا، ثم اثنى عشر مليوناً لمستشفى الأطفال لشراء أجهزة زرع النخاع، وثمانية ملايين لبناء معهد أزهرى بقريته.. قريته التى تبرع لها لإنشاء مسجد ومدرسة ووحدة غسيل كلوى ونقطة إسعاف، وقدم عدة ملايين لإتمام زواج سبعين عروساً وعريساً، فضلاً عن مبلغ الخمسين ألف جنيه التى تخرج من ذمته كمرتبات شهرية، وربما ما لا نعرفه أكثر.. والأهم من كل ذلك هو رفع اسم بلاده فى كل مكان، حتى صار ثالث ثلاثة يتحدث عنهم العالم وتدور بينهم منافسات الأفضل عالمياً، لتحتل مصر مقعد الشريك الأساسى فى أى قسمة من هذا النوع.. وقد أدى ذلك إلى تمدد شعبية صلاح من مصر وجمهور أنديته التى لعب لها إلى أربعمائة مليون عربى يعتبرونه رمزاً لهم ومصدر فخرهم وسبباً فى إسعادهم، وفى ذلك تروى الحواديت عن حب العرب له.. ومن العرب إلى الإنسانية كلها التى باتت تحترمه وتقدره!

كل هؤلاء سيقفون معه وسيحمونه، والمصريون فى مقدمتهم، لأنهم لن يسمحوا بالاغتيال المعنوى لرمز لهم ومصدر فخرهم، خصوصاً أن تجاربنا فى اغتيال رموزنا معنوياً عديدة ومؤلمة!

ونبقى فى حل من إعادة ما قدمه اتحاد الكرة لشعب مصر.. فالكل يعلمه، ويصبح المثل الشهير عندئذ هنا أن «التكرار قد يصيب بأمراض العالم الشطار»، لكن يفرض السؤال نفسه: لماذا لا يستقيل المهندس هانى أبوريدة؟ ألم يصله رأى الناس فى سيادته وجماعته؟ ورأى الناس فى اتحاده وأدائه ومشاكل أعضائه و«خناقاتهم»؟ ولماذا كان مؤتمره بعد خيبة المونديال بكل هذه القسوة على شعب كل خطئه أنه حلم وانتظر الفرحة التى ليست إلا أداء مشرفاً؟ بل هل فكر المهندس أبوريدة فى فكرة الاستقالة أصلاً؟ شكل المؤتمر لا يوحى بذلك، وهنا يطل غصباً عنا وعنه السؤال الأهم: لماذا لا يقال أبوريدة من منصبه رغماً عنه؟ قوانين الاتحاد الدولى لكرة القدم تمنع؟ لها أن تمنع، ولكن تعودنا أن لكل منع ولكل منح حججاً قانونية قادرة على التعامل معه.. وقادرة على التوصل بالقانون إلى صيغ حل الاتحاد، أى اتحاد بالمناسبة، وإعادة انتخابه وتشكيله.. لكن يظل الناس يتساءلون لماذا هو أكبر من الاستقالة وكبير على الإقالة، حتى نسأل معهم بسؤال الفلكلور المصرى: «ابن مين فى مصر هانى أبوريدة» حتى يكون أكبر من الاستقالة وكبيراً على الإقالة؟ ابن مين فى مصر يعنى ليكون أكبر من كل من استقالوا سابقاً وأهم ممن حُلت مؤسساتهم، ومن بينها برلمان مصر ذاته، وقد حُل مرتين.. ومجالس نقابات مهمة وكبيرة وغيرها وغيرها..؟ وابن مين فى مصر ليكون أكبر من الإقالة وقد أقيل رؤساء حكومات وحكومات؟ وهل هو أكبر من المساءلة القانونية، ولدينا رؤساء سابقون فى السجن؟!

ابن مين فى مصر هانى أبوريدة؟!

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابن مين فى مصر هانى أبوريدة ابن مين فى مصر هانى أبوريدة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 19:23 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
  مصر اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 11:41 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ميتسوبيشي تعلن طرح "إي إس إكس" 2020 أيلول المقبل

GMT 07:09 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

معرض بريطاني فوتغرافي للهاربين من نار النازية

GMT 23:36 2019 الخميس ,16 أيار / مايو

بورصة تونس تقفل على ارتفاع بنسبة 41ر0 %

GMT 03:43 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

رنا سماحة تستعد لطرح أحدث أغانيها "مكسورة"

GMT 22:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المخرج كريم اسماعيل يوقع عقد إخراج فيلم "الشاطر"

GMT 22:29 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ابنة هيفا وهبي وحفيدتها يشعلان مواقع التواصل بمقطع فيديو

GMT 20:12 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

أجييري يؤكد أن علاقته مع محمد صلاح "استثنائية"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon