توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى تكتمل الصورة.. صناعة النسيج (١)

  مصر اليوم -

حتى تكتمل الصورة صناعة النسيج ١

بقلم - أحمد رفعت

عندما تبدأ خطة استنهاض صناعة النسيج فى أن تؤتى ثمارها وفقاً للخطة الموضوعة فى العام المقبل بإذن الله ستزيد التحديات ولن تنتهى ولن تتوقف.. إذ بعد خطة شاملة وكبيرة بدأتها القيادة السياسية قبل سنوات بإشراف الرئيس عبدالفتاح السيسى بشكل مباشر وبإدارة تنفيذية بدأت وقتها مع الراحل أشرف الشرقاوى، وزير قطاع الأعمال، رحمه الله.. والتى بدأت بدراسة جيدة لكل أبعاد أزمة انهيار الصناعة ودار حوار أفقى بين عدة وزارات أسفر عن قيام وزارة الزراعة بالعودة للتوسع فى زراعة القطن، فلم يكن ممكناً السير فى أية صناعة للنسيج دون القطن الذى تراجعت المساحة المزروعة به إلى مساحات لا يمكن وضعها فى أى اعتبار وهو ما لم يلتفت إليه أو يستوعبه كل من استعجلوا عودة الصناعة!

وبعد زيادة مساحات القطن، تم التفكير فى الوقت نفسه فى عدة ملفات فى وقت واحد أولها مديونيات الشركات، خصوصاً المحلة وكانت هناك ضرورة لسدادها دون اللجوء للاقتراض وكان الحل يكمن فى النظر إلى ممتلكات الشركات غير المستغلة، كالشونات التى أصبحت فارغة، كما أنها -وهذا هو الأهم- داخل الكتل السكنية ومعها المحالج القديمة وأصبح يتعارض وجودها مع حسابات البيئة والضوضاء والزحام، وكان الحل فى البحث عن أماكن أخرى خارج المدن، على أن يوجّه فارق السعر لسداد الديون أو تغيير المعدات والماكينات وتجديد خطوط الإنتاج ولو على مراحل (وقتها أشاع البعض أن الدولة تبيع المصانع من أجل تحويلها إلى مساكن ولم يكن ما يجرى سوى نقل وتبديل) مع الاستناد إلى قاعدة مهمة وهى أن تكون المحالج قريبة من زراعات القطن حيث لا تحتاج إلى جهد للنقل ولا إهدار المال والوقت فى ذلك!

ثم جاء الاستثمار وتجديد المصانع متزامناً مع التدريب والتأهيل الذى جرى لمئات العمال لنكون فى العام القادم أمام مناخ مختلف تماماً لهذه الصناعة المهمة التى لم تعتمد القيادة على ما سبق ذكره فقط للتطوير بل رصدت ما يقترب من واحد وعشرين ملياراً من الجنيهات لتحقيق الهدف واستكملت الخطة فى عهد الوزيرين خالد بدوى وهشام توفيق لأنها فى الأصل، وكما قلنا «خطة دولة»!

لم يتوقف التعامل مع ملف النسيج عند هذه الخطة، بل افتتح الرئيس -فجأة بعد العمل الشاق دون إعلان إلا بعد إتمام الإنشاءات- ثلاثة مصانع لتحضير النسيج وللنسيج الدائرى والمستطيل ومصنعاً آخر للصباغة والطباعة، كذلك يضم المجمع الصناعى الجديد بالروبيكى ستة مصانع، منها مصنع الغزل الرفيع وآخر للغزل السميك وهى مصانع جُهزت بأحدث المعدات التى تعمل وفق أحدث البرامج والنظم التكنولوجية!

هذا كله سيفرض على المواطن المصرى فى كل مكان ليس فقط استهلاك إنتاج هذه الصناعة وهذه المصانع والاعتماد عليها، إنما سيفرض عليه أيضاً تبنيها، والفارق كبير بين التبنى والاستهلاك، إذ إن الكلمة الأولى تعنى الدعاية والترويج لها والدفاع عنها أمام هجمات منتظرة ستحاول تشويه الجودة وانتقاد الأسعار، وعلى كل مصرى واعٍ أن يدرك أن تنمية ونجاح أية صناعة يعنى منحها فرصة المنافسة، ولا منافسة بغير قدرة على التجويد والأخيرة تعنى وجود أموال لذلك، والأموال تعنى الأرباح، والأرباح تعنى حركة بيع نشطة وكبيرة!

فهناك أولاً قوى لا تحب الخير لمصر.. ولن تحبه لمصر.. وهناك قوى لا تريد وجود دولة قوية فوق هذه الأرض ستكون خطراً بالضرورة على مصالح أطراف أخرى فى المنطقة.. وهناك قوى هى أصلاً على مسار المنافسة مع صناعة الغزل والنسيج تحديداً ولا تريد منافساً جديداً رغم أننا فى الأصل أصحاب الصناعة بل وأصحاب أجود وأرفع منتجات النسيج على الإطلاق فى العالم كله!

هذا ما دعانا للقول إن التحدى سيزيد بعد عودة مصانع النسيج للعمل وليس العكس.. خصوصاً أن تطلعات المصريين لا حدود لها ولا سقف لها وتستعجل الأمر فى مثالية طيبة.. لكن ولله الحمد محلج أقطان الفيوم الأكبر فى مصر بدأ العمل، وأكبر مصانع الغزل فى المحلة على ذات المسار، وهكذا كانت السنوات السابقة سنوات للعمل والجهد أسهم فى إنجاحها عمال الغزل والنسيج أنفسهم ممن عانوا السنوات السابقة وتحملوا وقدّروا الظروف التى تعرضت لها الصناعة التى أريد لها فى فترات سابقة القضاء عليها تماماً.. وتفهموا عملية الإصلاح الجارية وخطواتها ولم يستجيبوا لقوى الشر.. ولذلك سيكونون فى مقدمة الصفوف ابتهاجاً بالإنجاز الكبير الذى سنراه قريباً.. وقريباً جداً بإذن الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى تكتمل الصورة صناعة النسيج ١ حتى تكتمل الصورة صناعة النسيج ١



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon