توقيت القاهرة المحلي 12:20:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأمن القومى ومحطات معالجة المياه

  مصر اليوم -

الأمن القومى ومحطات معالجة المياه

بقلم - أحمد رفعت

موضوع المياه فى مصر يحتاج إلى الوعى به للتعامل معه.. وربما أنقذنا السد العالى من ضربات الجفاف التى تمت أكثر من مرة فى السنوات السابقة واستطعنا تعويض ذلك من خلال بحيرة ناصر، أكبر بنوك المياه فى العالم.. لكن ماذا لو لا قدّر الله تعرضنا لموجات من الجفاف فى المستقبل؟ وماذا لو طال الجفاف أكثر من قدرة استيعاب بحيرة ناصر؟! هل سنترك الشعب لمصيره؟! القيادة السياسية أجابت عن السؤال عملياً من خلال التعامل مع الموضوع وبجدية منذ ٢٠١٤.. وللتفاصيل نبدأ من الأول دون الدخول فى موضوعات فنية شديدة التعقيد والتفاصيل!

تحتاج مصر سنوياً إلى ما يقرب من ١١٠ مليارات متر مكعب من المياه.. بما يضعنا فى قائمة الدول التى تعانى ما يسمى علمياً بـ«الفقر المائى».. لكن ماذا تفعل مصر مع هذا الرقم الكبير، فى حين ما يصلها من مياه النيل وفق حصتها القانونية ٥٥ مليار متر مكعب؟!

فى الحقيقة تستكمل مصر هذا الرقم من خلال مياه الخزانات الجوفية، سواء فى الصحراء الغربية أو فى سيناء.. وكذلك مياه الآبار وقد توسعت فيها مصر كثيراً الفترة الماضية ثم مياه الأمطار ثم مياه محطات التحلية ومحطات المعالجة لمياه الصرف الثلاثة: الصحى والزراعى والصناعى!

حاصل كل ذلك يصل بالمتوافر من المياه إلى ٨٠ ملياراً، تتبقى الـ٣٠ الباقية تستوردها مصر من خلال استيراد السلع التى لو أنتجناها فى مصر لاستهلكنا كمية المياه المذكورة، مثل القمح وكافة الحبوب التى نستوردها، فضلاً عن اللحوم! وهى طبعاً كمية المياه المستخدمة فى المراعى لتوفير ٤٥٪ تقريباً من احتياجات مصر من اللحوم!!!

المهندس سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان، أعلن أمس الأول أن خطة الدولة لإضافة مليون متر مكعب من المياه يومياً تقتضى إنتاج محطة مياه الجبل الأصفر التى تنتج حالياً ٢٫٥ مليون متر، على أن المحطة ستنتج فى الأخير ٣٫٥ مليون متر مكعب لتتحول إلى أكبر محطات العالم وتخدم أكثر من ١٢ مليون مواطن يعيشون فى عدد كبير من أحياء القاهرة، منها: قلعة الكبش، السيدة زينب، الدرب الأحمر، الزيتون، المرج، القلج، الخصوص، السلام والنهضة، الزاوية الحمراء، الفسطاط، دار السلام، مصر القديمة، وسط البلد، جاردن سيتى، شبرا، روض الفرج، بولاق، الشرابية، المطرية، رمسيس، الوايلى، السكاكينى، العباسية والجمالية بما يؤكد حجم الفائدة التى تصل بنا إليها محطة صرف صحى واحدة!!

وتأتى محطة أبورواش كواحدة من أكبر محطات المعالجة على مستوى الجمهورية إذ تهدف إلى إنتاج ١٫٢ مليون متر مكعب إلى معالجة ثلاثية، فضلاً عن ٤٠٠ ألف متر مكعب من المعالجة الثنائية المطورة لتصل الطاقة الإجمالية للمحطة إلى ١٫٦ مليون متر مكعب يومياً!!

ولم يكن - بالطبع - اختيار محطة مياه بحر البقر فى بورسعيد كأكبر محطات معالجة المياه فى العالم مصادفة.. ولا تسجيلها فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية الخاصة بمثل هذه المشروعات أيضاً مصادفة.. إذ إن المحطة تتعامل مع مياه الصرف لتقدم يومياً ٥٫٦ مليون متر مكعب من المياه النظيفة لتمكّن الدولة من تقديم حياة أفضل لمواطنى ٥ محافظات لا يقل تعدادهم عن ٢٠ مليوناً وكذلك توفر فرص عمل دائمة ومؤقتة بالآلاف، ثم فى استصلاح ٤٠٠ ألف فدان بالمشروع القومى لتنمية سيناء، لذا يستحق هذا المشروع، أو قل هذا الإنجاز، أن نتوقف عنده وعند مشروعات معالجة مياه الصرف كلها!

يتبقى أن نعرف أن 198 مشروعاً لمياه الشرب والصرف الصحى فى المدن والمناطق الريفية تحت الإنشاء، كما انتهت الحكومة من أكثر من ٦٠ مشروعاً فى الثلاث سنوات السابقة فقط فى محافظات الصعيد وحده، كل ذلك من أصل ٤٨٠ مشروعاً تستهدف الوصول بإجمالى المياه المعالجة إلى أكثر من ١٦ مليون متر مكعب يومياً وإذا ضربت فى ٣٦٠ يوماً هى أيام السنة لوصلنا من المعالجة إلى ما يزيد على ١٠٪ من كمية المياه التى تصلنا من النيل!!

وهكذا مع حاصل إنتاج محطات تحلية مياه البحار الموجودة طبعاً فى المدن الساحلية على البحرين المتوسط والأحمر لأمكن تأمين مصر عند أقصى احتمالات غضب الطبيعة سوءاً.. وبالتالى لن تكون هناك أزمة كبيرة لو حدثت فى المنطقة أية أزمات جفاف جديدة!

المياه - يا سادة - ليست مشاريع أسمنتية تُرمى فى مكانها والسلام.. إنما ارتباطها الأساسى بالأمن القومى المصرى الذى ينبغى أن يكون دائماً وحاضراً فى كل الخطوات الوطنية.. مشاريع مهمة كانت أو قرارات!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمن القومى ومحطات معالجة المياه الأمن القومى ومحطات معالجة المياه



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon