بقلم - أحمد رفعت
لن يقلب مشروع الدلتا الجديدة الأحوال ولا شكل الحياة فى شمال مصر ولا فى مصر كلها فقط.. إنما سيقلبها فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كله لأسباب عديدة تتعلق بالجودة وبالتصنيع الزراعى بشكله الحديث، وبالتالى التأثير الإيجابى فى العلاقة مع أوروبا التى سيزداد التبادل التجارى معها.. فزراعة مليون ومائتى ألف فدان وبجوارها مليون فدان منشآت ومصانع ومدناً وخطوط مياه وكهرباء وطرقاً ليس بالعمل الهين ولا السهل.. ومع ذلك سيأتى يوم -متعنا الله وإياكم بالصحة- نعيد كلامنا ونتذكره لكن قبل ذلك كله سنؤجل الكلام فى مشروع الدلتا الجديدة بقسميه «مستقبل مصر» و«محور جنوب الضبعة» لمقال آخر نفيض فيه ونستفيض عن واحد من أهم مشروعات مصر فى تاريخها، وسنكتفى اليوم بالحديث عما أنجز فعلاً فى القطاع الزراعى المصرى ويمكن لمصر وشعبها الاستفادة منه.. استهلاكاً أو تصديراً!
والمساحة التالية هى مساحة أرقام تحتاج إلى صبر قارئنا العزيز، خصوصاً وهو يرى الحملة الممنهجة للإساءة إلى المحاصيل المصرية وتشويهها، وللأسف من أشخاص يحملون الجنسية المصرية!
الأرقام التالية مصادرها الوحيدة هو الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، الذى تعد أرقامه محل ثقة واحترام الجميع، مع تطعيمها بأرقام وزارة الزراعة.
بلغ إجمالى المساحة المزروعة من محصول القمح على مستوى الجمهورية هذا العام ٣ ملايين و٦٥٩ ألف فدان تقريباً، ليكون من المتوقع أن يبلغ إجمالى إنتاجية المحصول هذا الموسم نحو ١٠ ملايين طن..!
المحاصيل الأربعة الأساسية التى يتطلع إليها ويتابع أخبارها المصريون هى القمح والأرز والبطاطس والطماطم، فى حين تشكل ظروف وخطط خاصة حجم ومساحة محصول القطن، المحصول القومى الأول، لظروف ارتباطه بصناعة مهمة، وسيكون له حديث مستقل.. ومثلاً.. كانت مساحة محصول القمح عام ٢٠١٩/٢٠٢٠ هى ٣.٤ مليون فدان، مقابل ٣.١ مليون فدان عام ٢٠١٨/٢٠١٩، بزيادة بلغت نسبتها ٨.٥٪، وبلغت كمية الإنتاج ٩.١ مليون طن عام ٢٠١٩/٢٠٢٠، مقابل ٨.٦ مليون طن عام ٢٠١٨/٢٠١٩، ورؤية زراعة القمح للعام القادم تخطط لزيادة المساحة وبالتالى الإنتاج الكلى!
بلغ إجمالى إنتاج مصر هذا العام من الطماطم -وهو محصول غاية فى الأهمية للمصريين كما نعلم- ما يقرب من ٨ ملايين طن، ونحتل المركز الخامس عالمياً فى إنتاج الطماطم، ونصدر نحو ٣% من الإنتاج بكميات تصل إلى ١٤٠ ألف طن كل عام، وكانت مساحة المحصول ٣٨٠ ألف فدان عام ٢٠١٩/٢٠٢٠، مقابل ٤٠٨.٧ ألف فدان عام ٢٠١٨/٢٠١٩، بانخفاض بلغت نسبته ٧٪، وبلغت كمية الإنتاج ٦.٥ مليون طن عام ٢٠١٩/٢٠٢٠، مقابل ٦.٨ مليون طن عام ٢٠١٨/٢٠١٩، بانخفاض بلغت نسبته ٤.٤٪!
قدرت المساحة المنزرعة هذا العام بالأرز بنحو ٧٢٤ ألف فدان للرى بالغمر، ومساحة أخرى تصل إلى ٢٠٠ ألف فدان من سلالات الأرز الموفرة للمياه مثل الأرز الجاف، فضلاً عن مساحة ١٥٠ ألف فدان تُزرع على المياه ذات الملوحة المرتفعة نسبياً.. فى حين كانت مساحة محصول الأرز ١.٢ مليون فدان عام ٢٠١٩/٢٠٢٠، مقابل ١.٣ مليون فدان عام ٢٠١٨/٢٠١٩، بانخفاض بلغت نسبته ٩٪، فيما بلغت كمية الإنتاج ٤.٤ مليون طن عام ٢٠١٩/٢٠٢٠، مقابل ٤.٨ مليون طن عام ٢٠١٨/ ٢٠١٩، وهو ما تم تعويضه هذا العام!
بلغت مساحة الأراضى المنزرعة بالبطاطس هذا العام ٢.٥ مليون طن، هى إجمالى محصول العروة الصيفية، بينما وصلت مساحة المحصول إلى ٥٦٠.٨ ألف فدان عام ٢٠١٩/٢٠٢٠، مقابل ٤٢٢.٦ ألف فدان عام ٢٠١٨/٢٠١٩، بزيادة بلغت نسبتها ٣٢.٢٪، وبلغت كمية الإنتاج ٦.٨ مليون طن عام ٢٠١٩/٢٠٢٠، مقابل ٥.٢ مليون طن عام ٢٠١٨/٢٠١٩، بنسبة زيادة قدرها ٣٠.٥٪!
وهكذا فى هذا القطاع الواسع الكبير نحتاج إلى حلقات حتى نستوعب جميعاً ما جرى فيه من تطورات مهمة ينبغى أن يعرفها كل مواطن.. مع العلم أن أرقاماً مهمة. ينبغى أن نستكمل بها هذا الملف فى مقال لاحق لنعرف كيف نقترب من خمسة ملايين من صادرات، وكيف كسرنا حاجز الـ٣ مليارات دولار صادرات، وكيف حققنا الاكتفاء الذاتى من بعض المحاصيل الزراعية، وكيف وصلت صادراتنا إلى ١٦٠ دولة حول العالم، وكيف تتصدر موالحنا موالح العالم وتدخل بلداناً متشددة فى معاييرها وإجراءاتها مثل اليابان والولايات المتحدة وغيرهما.. ولماذا سينطلق أكبر مصنع بنجر سكر فى العالم فى المنيا؟ ولماذا المنيا تحديداً؟
وهكذا هناك معلومات كثيرة ومركبة تحتاج إلى دعم المواطن الذى علينا أولاً -كوسائل إعلام- أن نحيطه علماً بالمعلومات الصحيحة كى نطالبه بعدها بالتضامن مع حكومته.. ولا نترك المجال لمن يشوهون صورة منتجات بلدهم التى يبذل فيها العرق والجهد.