توقيت القاهرة المحلي 22:45:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى تكتمل الصورة.. الطرق (2)

  مصر اليوم -

حتى تكتمل الصورة الطرق 2

بقلم - أحمد رفعت

فى دراسة بعنوان «أهمية دور النقل كقاطرة للتنمية» أشرفت عليها أكاديمية البحث العلمى يقول فيها المهندس إبراهيم الدميرى، خبير النقل الشهير، وزير النقل الأسبق، إن إجمالى عدد قتلى حوادث الطرق فى مصر بلغ عام 2016 (عام دراسة الحالة) 15 ألف قتيل و60 ألف مصاب! الرقم الكبير لا يعنى كما تقول الشائعات إن مصر الأولى فى حوادث الطرق بل طبقاً له وطبقاً للدراسات العالمية المتخصصة تحتل المركز ١٠٨ من بين ١٨٥ دولة فى ترتيب الدول لحوادث الطرق!! الرقم أعلاه ليس رقماً مجرداً.. إنما رقم كاشف وله دلالات عديدة، إذ تكمل الدراسة المذكورة أرقامها وتفاصيلها وتقدم لنا رقماً مرعباً لخسائر مصر من سوء أحوال الطرق المصرية التى كانت عليها حتى تاريخ الدراسة فتؤكد أن خسائرنا منها تصل إلى ٤٢٨ مليار جنيه!

الرقم الصادم له ثلاثة أسباب رئيسية أولها تكلفة الوقت المهدر للمواطن المصرى، سواء كان موظفاً حكومياً أم لا، لكنها قيمة ما يعادله الوقت من كافة عمل..وثانيها تكلفة الوقود المستهلك بسبب الازدحام المرورى الذى يهدر طاقة هائلة فى الزحام بلا أية فائدة، بينما كان السبب الثالث هو تكلفة حوادث الطرق! الدراسة أكدت أن إجمالى خسائر مصر من التأخير بلغ 84 مليار جنيه، حيث احتلت القاهرة المركز الأول بـ47 مليار جنيه والإسكندرية فى المرتبة الثانية بـ12 مليار جنيه، وكان المتوقع أن يصل إجمالى الخسائر تحت هذا البند وحده إلى 135 مليار جنيه فى 2030 إذا كان قد استمر المعدل كما هو دون التدخل الذى جرى!

الدراسة تقول -الدراسة وليس كلام التواصل الاجتماعى والهمبكة السياسية والإنشاء- إن إجمالى الخسائر المباشرة -المباشرة وحدها- يصل إلى ١٧٥ مليار جنيه سنوياً!!! والباقى خسائر غير مباشرة، منها مثلاً تأثير الزحام على الهواء وارتفاع نسبة التلوث الذى يؤدى إلى ارتفاع مخصصات مواجهته وبالتالى إلى خسائر أخرى!! ما لم تقله الدراسة إن وزارة البيئة ليست وحدها التى تتكبد هذه التكلفة وتلك الأعباء.. إنما معدلات زيادة عدد من الأمراض المرتبطة بالتلوث، خصوصاً الأمراض الصدرية توضح كلفة وزارة الصحة أيضاً التى يذهب جزء كبير من إنفاقها على المرضى لمواجهة ذلك مع كافة الأمراض الناتجة عما يسمى بالشوارد الحرة التى تؤدى إلى الأكسدة داخل جسم الإنسان ومنها إلى أمراض بالكلى والكبد!!

وهناك خسائر -مثلاً- تتحملها ضمناً وزارة الزراعة التى تتحمل عبء ومواجهة أثر التلوث على المنتجات والمحاصيل الزراعية!!

على كل حال لو توقفنا عند إجمالى الخسائر المقدرة وفقاً للدراسة وعلى تعداد سكان وأرقام ٢٠١٦ وهو ٤٢٨ مليار جنيه أو عند خسائر الطرق المباشرة المقدرة بـ١٧٥ مليار جنيه لأدركنا أن مبلغ الـ٢٩٥ ملياراً المقرر فى ثمانى سنوات للطرق فى مصر بين طرق جديدة وإصلاح طرق قديمة أقل من الخسائر المباشرة لعامين ونصف العام تقريباً. وبالطبع ذلك لا يعادل حجم أعمال وطموحات وأحلام المشروع القومى للطرق المقرر فيه إنشاء 7000 كيلومتر طرق جديدة، منها 2600 كيلومتر فى الصعيد ليصل مجموع طول الشبكة إلى 30 ألف كيلومتر منها 12600 كيلومتر فى الصعيد وحده وكذلك رفع كفاءة 10000 كيلومتر طرق رئيسية، منها 4000 كيلومتر فى الصعيد وحده أيضاً! كلها ستؤثر إيجاباً فيما ذكرناه سابقاً من مشكلات وأزمات مزمنة وتاريخية!!!

السطور السابقة كانت لتناول بصورة عامة، وبغير الدخول فى أية تفاصيل، الطرق البرية فى البلاد.. ولم تزل هناك طرق عديدة بين القرى وبعضها وبينها وبين مدنها وعواصم محافظاتها تحتاج إلى مخصصات إضافية!!

ومع ذلك لم نتطرق إلى كافة أفرع قطاع النقل وهو واحد من أكبر القطاعات فى مصر.. فمثلاً لم نناقش ما يجرى من تطوير لموانئ مصر وهى عديدة بين تجارية ومتخصصة ولا للنقل النهرى الذى أهمل طويلاً ولا للطيران وبه وفيه أبعاد أخرى، حتى لو يتبع وزارة أخرى غير النقل وكذلك مشروعات الجر الكهربائى (مترو وقطار كهربائى ومونورويل) ولا حتى طبعاً العبء الكبير جداً المسمى بسكك حديد مصر، هذا المرفق الحيوى بتعداد موظفيه وعدد محطاته وعدد قطاراته وهو وحده يحتاج إلى مقال مستقل لتبيان أهميته وأعباء إصلاحه وتطويره! ولذلك.. فهذا الجهد الكبير لا يصح التعامل معه بصيغة إعلام الشر «كل حاجة طرق» و«إحنا هناكل طرق»!! إذ إن ذلك استخفاف بقضية شديدة الأهمية والجدية لا ترتبط كما رأينا فقط بالطاقة ولا أرواح الناس وأمانهم، إنما أيضاً بأكل عيشهم ومستوى معيشتهم وراحتهم! الرد الحقيقى على هذه الدعاوى يجب أن يأتى من خلال المواطن المصرى، المستفيد الأول مما يجرى، بل يتم كله من أجله ومن أجل فتح شرايين التنمية ليعمل ويعمل غيره وتنتعش حركة وعجلة الاقتصاد، وتنطلق شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.. لتصنع مستقبلاً أفضل لهذا الوطن ولشعبه.. يستحقه ويستحقونه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى تكتمل الصورة الطرق 2 حتى تكتمل الصورة الطرق 2



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon