توقيت القاهرة المحلي 11:24:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حتى تكتمل الصورة.. الطرق (2)

  مصر اليوم -

حتى تكتمل الصورة الطرق 2

بقلم - أحمد رفعت

فى دراسة بعنوان «أهمية دور النقل كقاطرة للتنمية» أشرفت عليها أكاديمية البحث العلمى يقول فيها المهندس إبراهيم الدميرى، خبير النقل الشهير، وزير النقل الأسبق، إن إجمالى عدد قتلى حوادث الطرق فى مصر بلغ عام 2016 (عام دراسة الحالة) 15 ألف قتيل و60 ألف مصاب! الرقم الكبير لا يعنى كما تقول الشائعات إن مصر الأولى فى حوادث الطرق بل طبقاً له وطبقاً للدراسات العالمية المتخصصة تحتل المركز ١٠٨ من بين ١٨٥ دولة فى ترتيب الدول لحوادث الطرق!! الرقم أعلاه ليس رقماً مجرداً.. إنما رقم كاشف وله دلالات عديدة، إذ تكمل الدراسة المذكورة أرقامها وتفاصيلها وتقدم لنا رقماً مرعباً لخسائر مصر من سوء أحوال الطرق المصرية التى كانت عليها حتى تاريخ الدراسة فتؤكد أن خسائرنا منها تصل إلى ٤٢٨ مليار جنيه!

الرقم الصادم له ثلاثة أسباب رئيسية أولها تكلفة الوقت المهدر للمواطن المصرى، سواء كان موظفاً حكومياً أم لا، لكنها قيمة ما يعادله الوقت من كافة عمل..وثانيها تكلفة الوقود المستهلك بسبب الازدحام المرورى الذى يهدر طاقة هائلة فى الزحام بلا أية فائدة، بينما كان السبب الثالث هو تكلفة حوادث الطرق! الدراسة أكدت أن إجمالى خسائر مصر من التأخير بلغ 84 مليار جنيه، حيث احتلت القاهرة المركز الأول بـ47 مليار جنيه والإسكندرية فى المرتبة الثانية بـ12 مليار جنيه، وكان المتوقع أن يصل إجمالى الخسائر تحت هذا البند وحده إلى 135 مليار جنيه فى 2030 إذا كان قد استمر المعدل كما هو دون التدخل الذى جرى!

الدراسة تقول -الدراسة وليس كلام التواصل الاجتماعى والهمبكة السياسية والإنشاء- إن إجمالى الخسائر المباشرة -المباشرة وحدها- يصل إلى ١٧٥ مليار جنيه سنوياً!!! والباقى خسائر غير مباشرة، منها مثلاً تأثير الزحام على الهواء وارتفاع نسبة التلوث الذى يؤدى إلى ارتفاع مخصصات مواجهته وبالتالى إلى خسائر أخرى!! ما لم تقله الدراسة إن وزارة البيئة ليست وحدها التى تتكبد هذه التكلفة وتلك الأعباء.. إنما معدلات زيادة عدد من الأمراض المرتبطة بالتلوث، خصوصاً الأمراض الصدرية توضح كلفة وزارة الصحة أيضاً التى يذهب جزء كبير من إنفاقها على المرضى لمواجهة ذلك مع كافة الأمراض الناتجة عما يسمى بالشوارد الحرة التى تؤدى إلى الأكسدة داخل جسم الإنسان ومنها إلى أمراض بالكلى والكبد!!

وهناك خسائر -مثلاً- تتحملها ضمناً وزارة الزراعة التى تتحمل عبء ومواجهة أثر التلوث على المنتجات والمحاصيل الزراعية!!

على كل حال لو توقفنا عند إجمالى الخسائر المقدرة وفقاً للدراسة وعلى تعداد سكان وأرقام ٢٠١٦ وهو ٤٢٨ مليار جنيه أو عند خسائر الطرق المباشرة المقدرة بـ١٧٥ مليار جنيه لأدركنا أن مبلغ الـ٢٩٥ ملياراً المقرر فى ثمانى سنوات للطرق فى مصر بين طرق جديدة وإصلاح طرق قديمة أقل من الخسائر المباشرة لعامين ونصف العام تقريباً. وبالطبع ذلك لا يعادل حجم أعمال وطموحات وأحلام المشروع القومى للطرق المقرر فيه إنشاء 7000 كيلومتر طرق جديدة، منها 2600 كيلومتر فى الصعيد ليصل مجموع طول الشبكة إلى 30 ألف كيلومتر منها 12600 كيلومتر فى الصعيد وحده وكذلك رفع كفاءة 10000 كيلومتر طرق رئيسية، منها 4000 كيلومتر فى الصعيد وحده أيضاً! كلها ستؤثر إيجاباً فيما ذكرناه سابقاً من مشكلات وأزمات مزمنة وتاريخية!!!

السطور السابقة كانت لتناول بصورة عامة، وبغير الدخول فى أية تفاصيل، الطرق البرية فى البلاد.. ولم تزل هناك طرق عديدة بين القرى وبعضها وبينها وبين مدنها وعواصم محافظاتها تحتاج إلى مخصصات إضافية!!

ومع ذلك لم نتطرق إلى كافة أفرع قطاع النقل وهو واحد من أكبر القطاعات فى مصر.. فمثلاً لم نناقش ما يجرى من تطوير لموانئ مصر وهى عديدة بين تجارية ومتخصصة ولا للنقل النهرى الذى أهمل طويلاً ولا للطيران وبه وفيه أبعاد أخرى، حتى لو يتبع وزارة أخرى غير النقل وكذلك مشروعات الجر الكهربائى (مترو وقطار كهربائى ومونورويل) ولا حتى طبعاً العبء الكبير جداً المسمى بسكك حديد مصر، هذا المرفق الحيوى بتعداد موظفيه وعدد محطاته وعدد قطاراته وهو وحده يحتاج إلى مقال مستقل لتبيان أهميته وأعباء إصلاحه وتطويره! ولذلك.. فهذا الجهد الكبير لا يصح التعامل معه بصيغة إعلام الشر «كل حاجة طرق» و«إحنا هناكل طرق»!! إذ إن ذلك استخفاف بقضية شديدة الأهمية والجدية لا ترتبط كما رأينا فقط بالطاقة ولا أرواح الناس وأمانهم، إنما أيضاً بأكل عيشهم ومستوى معيشتهم وراحتهم! الرد الحقيقى على هذه الدعاوى يجب أن يأتى من خلال المواطن المصرى، المستفيد الأول مما يجرى، بل يتم كله من أجله ومن أجل فتح شرايين التنمية ليعمل ويعمل غيره وتنتعش حركة وعجلة الاقتصاد، وتنطلق شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.. لتصنع مستقبلاً أفضل لهذا الوطن ولشعبه.. يستحقه ويستحقونه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى تكتمل الصورة الطرق 2 حتى تكتمل الصورة الطرق 2



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon