أربعون عاماً من الفوضى تنتهى الآن فى سيناء!
أربعون عاماً من الانصياع للواقع والواقع نغيره الآن!
أربعون عاماً وأصحاب القرار ينظرون غرباً قبل أى إجراء.. واليوم إجراءات حاسمة دون النظر إلا لله ولشعب مصر وحده!
أربعون عاماً كان إهمال سيناء قدراً مكتوباً واليوم تكتب الإرادة الوطنية الحقيقية أقداراً جديدة!
ميراث متصاعد وثقيل على كل الأصعدة.. فلا الرئيس السيسى هو من وقع كامب ديفيد بشروطها الحالية، ولا هو من استجاب للإرادة العكسية بعدم تنميتها وتعميرها، ولا هو من سمح بالتعامل الخاطئ فى ملفات عديدة هناك، ولا هو من استقدم الإرهابيين هناك، ولا هو من سمح ببقائهم، ولا هو من غض النظر عن الأنفاق الخطرة بها.. إنما قدره أن يتعامل مع ذلك كله!
الآن.. وقبل أن نصدمك ونروى لك قصة القنبلة النووية أو أسلحة الدمار الشامل التى ضبطها الجيش العظيم فى سيناء نتوقف وعلينا أن نتوقف معاً ونجرى الحوار الافتراضى التالى لنعرف أولاً سيناء بشكل حقيقى طالما أن الإعلام لا يقول للناس ذلك، ونسأل: هل تتابع ما يجرى فى سيناء؟ وهل تعتقد أن ذلك كافٍ لتعرف الأوضاع فى سيناء جيداً؟ هل تعرف جغرافيتها الصعبة القاسية الوعرة؟! هل تعرف أنها كتلة من الصخور الصلبة بجبالها وهضابها العديدة؟ بالطبع سمعتم وربما رأيتم جبال الحلال والمغارة والطور، لكن هل تعرفون جبال نقب العقبة وجبل بضيع والمنديرة والناقوس والصفصافة والمناجاة وسرابيب الخادم وأم موسى وقرين عتوت وأم شومر وغيرها وغيرها؟!
يمكنك عزيزى القارئ أن تتخيل طول حدود سيناء البحرية فى محيطها كله على البحرين الأحمر والأبيض وخليج العقبة وخليج السويس والبحيرات المرة فضلاً عن الـ12 كيلومتراً حدوداً مشتركة مع غزة وفلسطين المحتلة! هل بذلك أخذت الآن صورة مقربة ومكبرة عن مسرح العمليات؟!
نحتاج إلى صبر القارئ العزيز ونذهب إلى السياسة قبل الذهاب للمعارك.. والجميع يعرف حلم ومخطط الدولة الصهيونية الكبرى من النيل إلى الفرات، ولكى يتم ذلك فى الجزء الخاص من الأرض المصرية فيجب أن تبقى مصر ضعيفة مشغولة ومنشغلة فى عشرات المشاكل التى تجعل من شعبها مريضاً مرتبكاً؛ تعليمه متخلف، ووعيه متراجع، وثقافته ضعيفة ومعنوياته هشة ورؤيته للمستقبل مرتبكة، وهذا يحدث عبر مخطط كبير، لكن لذلك حديث آخر، واختصاراً يجب أيضاً أن تبقى سيناء خالية من السكان، وبالتالى من التنمية، وأن تظل سلطة الدولة المصرية عليها مرتبكة ومهتزة وضعيفة، وهذا يتم إما بإهمال سيناء أو بالإرهاب، وعلى مدار سنوات طويلة تحقق ذلك بالإهمال، ولكن أعداء مصر جاهزون بالبدائل، ومع وجود قيادة وطنية فى مصر بدأ الأعداء فى استخدام البديل الآخر.. حتى تبقى دولة العدو الإسرائيلى آمنة وتنشغل مصر فى الدفاع عن سيناء وليس تنميتها، وهو أيضاً ما لم تستسلم له القيادة فى مصر وتشرع فى عملية تنمية غير مسبوقة لها أيضاً حديث آخر!
الشيخ عيسى الخرافين يروى أسباب وجود كل هؤلاء الإرهابيين فى سيناء من الإهمال الطويل إلى وجود الإخوان فى السلطة عامين تقريباً قبل وبعد «مرسى»، ويحدد طرق وصول السلاح إلى هناك، وهذا يعرفه الكثيرون، أما الجديد الذى قاله أن 10% فقط من هؤلاء المجرمين من أبناء سيناء والباقى أجانب من مختلف الجنسيات!!
كلام الشيخ عيسى لا يتم إلا بوجود وكلاء محليين فى استقبال هؤلاء لديهم إمكانيات مالية كبيرة وطرف خارجى يشرف على نقل الأجانب إلى الداخل، وقبل أسبوعين تقريباً بدأت الحملة على هؤلاء المجرمين وأول ما لاحظناه عنوان الحملة «سيناء 2018» وقلنا إنها إشارة إلى إمكانية أن تستمر الحملة لأكثر من أيام وأسابيع لكننا توقفنا عند الجملة التى وردت فى بيان المتحدث الرسمى حين قال عن دور القوات البحرية وإنها «لقطع الإمدادات عن الإرهابيين»! وهو ما يعنى يقيناً عند القيادة لوجود يد خارجية بلغت من البجاحة والوقاحة والتهور حد الإمداد العلنى والمباشر للإرهابيين!! وهو ما يبرز حجم المعركة التى تجرى!
وقبل أيام وبعد مرور 6 أيام على حملة التأديب والتطهير كانت الأرقام مرعبة ومفزعة.. مقتل 53 إرهابياً، واستهداف وتدمير 7 سيارات أثناء هروبها، والقضاء على خلية إرهابية شديدة الخطورة مكونة من 10 تكفيريين، والقبض على عدد 400 فرد من العناصر الإجرامية والمشتبه بهم منهم جنسيات أجنبية، وضبط وتدمير والتحفظ على عدد 6 سيارات، وعدد 13 دراجة نارية دون لوحات معدنية تستخدمها العناصر الإرهابية فى عملياتها الإجرامية، وتدمير 143 عشة ووكراً ومخزناً عثر بداخلها على عدد من العبوات الناسفة وكميات من قطع الغيار والمواد المخدرة، واكتشاف وتفجير عدد (79) عبوة ناسفة، وضبط 1500 كيلو جرام من مادة سى فور شديدة التفجير، واكتشاف مخزن تحت الأرض بداخله 10 ألغام مضادة للدبابات، واكتشاف وتدمير عدد 2 فتحة نفق بأبعاد كبيرة تحت الأرض، واكتشاف وتدمير عدد (9) مزارع لنبات البانجو والخشخاش المخدر، وضبط أكثر من 7 أطنان من المواد المخدرة، ،ضبط سيارة محملة بأكثر من مليون و200 ألف قرص ترامادول مخدر!!
بالطبع سيفوتك التوقف عند رقم ذكرناه وسط الأرقام السابقة وهو رقم الـ1500 كيلوجرام من مادة الـc4 الرهيبة التى يعادل الجرام منها 5 جرامات من الـ«تى إن تى» شديدة التفجير!!! ولكى ترى الصورة مقربة ومكبرة مرة أخرى عليك أن تعلم كمية اليورانيوم المستخدمة فى القنبلة النووية التى ألقيت على هيروشيما باليابان تعادل من 12 إلى 15 طن «تى إن تى»!! أى تعادل من 2.5 إلى 3 أطنان من الـc4!! وإن كانت الكمية المضبوطة فى أول 6 أيام فقط تعادل طناً ونصف الطن يمكننا تصور حجم الكمية المضبوطة فى الأيام التالية وعلينا عندئذ أن نتخيل أيضاً حجم الكارثة التى أنقذت قوات الجيش والشرطة مصر منها!!
أنقذتنا من قنبلة نووية مفككة كانت فى طريقها حتماً ضد شعبنا وقواتنا ومنشآتنا!!
هل شاهدتم الآن الصورة شبه كاملة؟!
كانت شبه كاملة فى السطور أعلاه.. ومن يرد أن يراها كاملة فيمكنه ذلك شرط أن يذهب إلى سيناء ويوزع نفسه على كل متر فيها!
نقلا عن الوطن القاهريه