توقيت القاهرة المحلي 21:11:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العبقرى الصغير ومؤتمر الشباب

  مصر اليوم -

العبقرى الصغير ومؤتمر الشباب

بقلم: أحمد رفعت

لا يتوقف إبداع المصريين ولا يتوقف عطاء المخزون الحضارى لشعبنا الذى لا ينضب أبداً بل يقذف كل حين بما يتناسب مع الظرف التاريخى.. إن كانت خبرات متراكمة تحفظ للوطن وحدته لكانت.. وإن كانت حاسة الاستشعار بما يحاك للوطن من مجرمين كاذبين يريدون بمصر شراً لكانت.. وإن كانت إبداعاً خالصاً يستهدف إسعاد الناس والارتقاء بحياتهم إلى الأفضل لكانت.. وعند الأخيرة نتوقف قليلاً.. نقف أمام معجزة حقيقية قال المتخصصون رأيهم فيها.. والقصة مباشرة تقول إن الطفل محمد وائل سعد خطاب التلميذ بالمرحلة الإعدادية بإحدى مدارس محافظة البحيرة.. وبسبب حبه الخاص لمواد العلوم، خصوصاً الكيمياء استلفت نظره قصة ثقب الأوزون الذى يهدد البشرية وكوكب الأرض منذ سنوات، وأدرك وهو فى هذه السن الصغيرة أن هناك عديداً من الغازات تتسبب فى تآكل طبقة الأوزون التى تغلف الكرة الأرضية وتحمى الأرض وسكانها من الأشعة الضارة القادمة من الكون، وعرف أن الفريون وأول أكسيد النتروجين وغيرها وغيرها من أسباب المشكلة!

محمد وبمساعدة الكبار أدرك أنه يمكن بإجراءات بسيطة وقف ذلك.. وذهب لمعمل المدرسة بعد أن توفر له ما طلبه من مواد وأجرى تجربة أولية على الأوزون وكيفية التعامل معه من خلال المادة التى توصل لها الطفل العبقرى، وأكد أنها ستحمى طبقة الأوزون وتمنع تآكله، وبالتالى ستزيل هماً كبيراً عن البشرية كلها وأرقاً دام طويلاً، وكلف دول العالم أموالاً طائلة.. وكانت النتائج مدهشة للحاضرين!

تحول الأمر إلى قصة كبيرة يتداولها الناس فى بلدة محمد، مما دعا الكثيرين إلى الاقتراب من الأمر الذى فجأة تجاوز حدود البحيرة ليصل إلى أقرب محافظة كبيرة أو الظهير الأكبر للبحيرة وهى الإسكندرية!

فى الإسكندرية انقسمت ردود الفعل إلى فريقين.. الأول يريد اختطاف الفكرة والمشروع كله.. والثانى يستهجن الموضوع ويسخر منه ولا يقدم إلا كل ما هو محبط! هنا لجأت أسرة محمد إلى قيادة المنطقة الشمالية العسكرية، رغم عدم صلتها بالأمر.. إلا أنهم هناك رحبوا بمحمد وأسرته ونصحوهم أولاً بضرورة تسجيل الاختراع، وأنهم بعد ذلك سيقومون بإبلاغ الفكرة إلى إحدى الجهات العلمية، وتم اختيار كلية علوم الإسكندرية بالتفاصيل، وأدى رجال الجيش العظيم دورهم الوطنى والإنسانى على أكمل وجه، وكانوا بالفعل عند حسن الظن بهم كالعادة!

فى كلية العلوم كان الاستقبال محترماً ورائعاً، وهناك أشرف أساتذة الكلية وتحديداً قسم النباتات والميكروبولوجى على التجارب، تحت إشراف الدكتورة عزة أحمد شحاتة، وصدر تقرير بالأوراق الموقعة ومختومة بخاتم القسم فى يوليو الماضى، وقال التقرير حرفياً: «يستدعى الأمر أن يكتب الطالب تقريراً للتجربة العلمية ليكون مستنداً واضحاً ومفصلاً يشرح من خلاله خطوات القيام بالتجربة العلمية ونتائجها، ليستخدم هذا التقرير بشكل أساسى لوصف وتحليل الإجراءات المتبعة والبيانات التى تم جمعها من التجربة والحفاظ على الملكية الفكرية للطالب»!

ثم قال التقرير «مع العلم أنه تم تنفيذ التجربة والاطلاع على المادة الفعالة للبحث الخاصة بالملكية الفكرية للطالب للمرة الأولى فى 19/ 5/ 2019 الساعة العاشرة صباحاً، وتم الانتهاء من التجربة الساعة الواحدة ظهراً، بحضور الطالب وتم الوصول إلى نتائج أن المادة فعالة وإيجابية والبحث على أساس علمى صحيح، تحت إشراف الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالمجيد حسن، بقسم النبات، مع العلم أنه تم تنفيذ التجربة للمرة الثانية بخطوات علمية صحيحة لنتأكد من النتائج..».! واستمر التقرير الذى لدينا نسخة منه على صحة التجربة وخطواتها وأنها كلها جرت وفق الخطوات العلمية المتبعة والصحيحة!

انتهى الأمر بتشجيع كبير وإشادة بالعائد الكبير على مصر والبشرية.. ثم توقف الأمر ولا يعرف محمد ولا تعرف أسرته ولا نعرف معهم ما المطلوب بعد ذلك، ومن يمكنه أن يتبنى المشروع، ومن هى الجهة المسئولة عن تسلم الفكرة ورعاية محمد وحمايته، إما من لصوص الاختراعات بكل الإغراءات الممكنة التى بدأت فعلاً أو حمايته من صناع الفشل؟!

السطور السابقة ننشرها ببعض تفاصيلها للتأكيد على جدية المشروع وليس أوهام تلميذ صغير ولا أحلام أسرة تتطلع للشهرة.. وقبل نشره وبعده يبقى الرئيس السيسى أمل كل الراغبين فى خدمة وطنهم.. وهو القادر على هزيمة الروتين والبيروقراطية، وإلا ما كانت الانطلاقة التنموية الكبيرة التى بلغت حدوداً كبيرة فى ملفات وأسطورية فى بعض الملفات الأخرى، خصوصاً فى فتح ملف التنمية بسيناء، وسابقاً كتبنا عن مؤتمرات الشباب وكيف تحولت إلى منظومة شاملة، ليس لفتح باب الحوار بين شباب مصر وقياداته بل أيضاً تحولت إلى مؤسسة لاكتشاف المواهب وإعداد الكوادر لقيادة مصر فى المستقبل.. لذا كان منطقياً أن يحلم محمد وائل العبقرى الصغير أن يكون ضيفاً على أحد مؤتمرات الشباب، وأن يقف أمام الرئيس.. وأمام العالم ليقدم تجربته أو شرحاً وافياً لها أمام الكون، ليقول أنا ابن مصر.. وها هى خلاصة عمرى الصغير.. فماذا سيفعل بعد سنوات أخرى من البحث والتحصيل؟ ماذا سيفعل بعد البكالوريوس أو الماجستير والدكتوراه؟ سنكون حتماً أمام مخترع ومكتشف مهم لم ينشغل بلعب الكرة أو مشاهدة أفلام الكرتون، إنما انشغل وبشكل مدهش بالعلم.. حتى إنه سجل فيديو صغيراً يتحدث فيه عن أزمة الأوزون وأسبابها، والمواد الداخلة فى تشكيل طبقات الجو والمواد الضارة بأسمائها وأنواعها على أروع ما يكون!

الأمل.. كل الأمل.. أن تلقى رغبة المخترع الصغير الاستجابة.. بل كل الثقة أنها ستلقى كل الترحيب والاهتمام!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العبقرى الصغير ومؤتمر الشباب العبقرى الصغير ومؤتمر الشباب



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"
  مصر اليوم - رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز غلوب سوكر

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon