توقيت القاهرة المحلي 22:29:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معركة الرئيس.. يحدث فى مصر الآن!

  مصر اليوم -

معركة الرئيس يحدث فى مصر الآن

بقلم: أحمد رفعت

لا نحتاج إلى أى نسبة ذكاء لنفهم أن تغيير اسم مسجد «حسن البنا» بمركز ناصر ببنى سويف يعنى أن هناك مسجداً كان حتى ساعات مضت يحمل الاسم السابق! وهذا يعنى أيضاً أنه مرت خمس سنوات كاملة جرى فيها ما جرى وحدث فيها ما حدث واستشهد فيها من استشهد وأصيب فيها من أصيب وانفجر فيها ما انفجر وصدر فيها من القرارات والإجراءات ما صدر وأصدر القضاء فيها ما أصدر وانعقد فيها بمصر وخارجها مؤتمرات عن مواجهة الإرهاب وطرق التصدى له وأحاديث لا أول لها ولا آخر عن اختراق مؤسسات الدولة وأحاديث لا آخر لها ولا أول عن ضرورة تطهير مؤسسات الدولة وكتب فيها ما كتب عن الحرب الشاملة على الأفكار المتطرفة ومؤسسيها وناشريها وحامليها ومروجيها وناقليها وداعميها ومموليها، وطبعت المطابع عشرات الكتب التى تواجه أو تقول إنها تواجه الأفكار المتشددة والمغلوطة، وصدرت للناس فى مصر وغيرها الآلاف من طبعات الصحف تفتح النار وتهاجم وتنتقد وتكشف أساليب ووسائل الإرهاب فى كل مكان وفى القلب منه جماعة الإخوان، وشاهد المصريون مئات البرامج التليفزيونية واستمعوا لمئات البرامج الإذاعية، وعبر المصريون عن مواقفهم الغاضبة من أخطاء التعامل مع الجماعة منذ إحيائها الثانى بمعرفة الرئيس السادات فى السبعينات والتساهل التام معها فى الثمانينات والتسعينات من خلال صفحاتهم وحساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعى، وتحدث الرئيس السيسى مرات ومرات عن معركة الوعى فى مؤتمرات الشباب وفى ندوات القوات المسلحة التثقيفية، وفى مناسبات عديدة رأى الرئيس أنه من الممكن أن يخاطب شعبه وصدرت قوانين جديدة وتبدلت تشريعات وتعدلت أخرى واختار الرئيس ووافق البرلمان على رئيس وزراء جديد ثم جاء ثالث جديد وتغير وزراء ومحافظون وذهب وزير أوقاف وجاء آخر، والآخر خاض حرباً شرسة ضد التطرف مع رفع راية التطهير باليد اليمنى وراية التوعية والتثقيف للخطباء والدعاة باليد اليسرى، وجاء محافظون وذهب محافظون، دخل وزراء ومحافظون ونواب محافظين السجن بتهم فساد ونقل من مكانه من نُقل وفُصل بغير رجعة من فُصل، وسافر إلى خارج البلاد من سافر وتاب وأناب وراجع نفسه من تاب وأناب وراجع نفسه.. كل ذلك جرى فى مصر.. كله.. ولم تزل لدينا مساجد تحمل اسم حسن البنا!!!!

قبل أن نتحدث عن دلالة ذلك وقبل أن تصفع كفك بكفك الأخرى أو خدك بكلتا كفيك، نستكمل لك عزيزى القارئ صاحب المرارة الحديدية المشهد بسخريته.. فكل ما سبق يعنى أن محافظين لبنى سويف تم تعيينهم لا يعرفون المعلومة السابقة، وهذا يعنى أنهم لم يزوروا مركز ومدينة «ناصر» ولا مرة.. أو زاروها ولم يمروا من أمامه أو لم يخطرهم أحد.. وهو يعنى أن وكلاء للأوقاف تولوا مواقعهم كوكلاء للوزير هناك ولم يزوروا المدينة المذكورة ولم يصلوا بها ولا مرة.. أو ذهبوا ولم يعرفوا أو يبلغهم أحد.. وأن رجالاً فى الشرطة تولوا مسئولية المركز والمباحث ولم يلفت نظرهم الأمر، رغم أن أصل المعركة معهم هم وهم فى صفوفها الأولى.. وأن رئيساً للمدينة أو أكثر تم تعيينهم وتغييرهم يمرون أمام المسجد أو من المفترض ذلك يومياً ولم يلفت نظرهم الأمر.. وأن عشرات الألوف من الأهالى يصلون فى المسجد أو يمرون من أمامه ولم يلفت نظرهم الأمر!!!!

ماذا يعنى ذلك؟ يعنى ببساطة وبصراحة وبشكل مباشر أن معركتنا مع الإرهاب تعانى خللاً كبيراً.. وأن رؤية مكتملة لم تتم.. وإن تمت فلم تستطع حشد المجتمع فيها.. خصوصاً أن المثال السابق مدخل لفتح الملف ليس أكثر.. فالأمثلة عديدة جداً.. لا نقصد وزارة الأوقاف وحدها بالطبع وقد مدحنا وزيرها الدكتور محمد مختار جمعة مراراً ودعمناه وشددنا على يديه.. إنما الخلل موجود فى أغلب المؤسسات المصرية، وليس كوجود مباشر لعناصر متطرفة فقط وإنما فى إدارة ملف الوعى نفسه.. مثال.. عشرات الكتب التى صدرت تتحدث عن بطولات مصرية وأبطال مصريين من الاستنزاف لأكتوبر، ومن إبراهيم الرفاعى وعبدالمنعم رياض إلى قامات مصرية علمية شرفت مصر بالخارج، وتعرض الكتب بمعرض الكتاب ولكن إدارة المعرض وبغير أى مسئولية وطنية لا يعجبها إلا كتاب لكاتب لديه مشكلة يهاجم فيها مؤسس الجمهورية المصرية وقائد ثورة المصريين الأم، التى قادها أبناء القوات المسلحة العظيمة فى 23 يوليو 52 ويتم حشد الجمهور للاستماع إلى أباطيل ومشاكل نفسية!!! وهو الزعيم نفسه الذى تهاجمه جماعة الإخوان لنصف قرن متصل، قبل أن يشاطره الرئيس السيسى الهجوم الوقح الكذوب!! ثم يحدثونك عن الوعى وحشد الطاقات ورفع المعنويات وإعادة الانتماء!! ومن الثقافة إلى التعليم التى دعمنا وندعم وزيرها الدكتور طارق شوقى ونقف معه فى معركة منعه من استكمال مشروعه ومشروع الدولة المصرية لنهضة التعليم، إلا أن سؤالاً فى امتحانات الصف الثانوى كان نصه «اذكر المدن التى تم تهجيرها بعد هزيمة 67»! دون إدراك أن السؤال لتلاميذ هذه المرحلة بهذه الصيغة ينقل لهم مأساة 67 كاملة، رغم أن المطلوب محوها من الذاكرة إلا من الاستفادة من الدروس والعبر.. وأن نقلها من جيل إلى جيل هو عين ما تريده إسرائيل بالتمام والكمال.. وأن ذكرها هكذا يربك الأطفال فى هذه السن، وأن الأفضل كان لو هناك أزمة أسئلة يعنى أن تكون الصيغة هى: «اذكر المدن التى قاوم أهلها العدوان الإسرائيلى وصمدوا وشاركوا فى حرب الاستنزاف وتم تهجيرهم وعودتهم بعد انتصار أكتوبر العظيم»! وهى صيغة شاملة تنقل المعلومة كاملة وتدفع التلاميذ للشعور بالفخر ومعرفة العدو وإدراك ماذا قدم آباؤهم وأجدادهم!

يا سادة: لا أحد ينتصر فى معركة إلا إذا أدرك أنه فى معركة فعلاً.. والرئيس السيسى بأمانة شديدة ليس معه إلا الخطوط الأمامية من الجيش العظيم والشرطة.. خلاف ذلك فهو وحيد.. يقاتل وحيداً إلا من بعض المخلصين حوله.. أقل مما ينبغى.. وأقل من حجم المعركة وأهميتها.. والباقى إن لم يكونوا معه فعلى الأقل لا يكونون ضده ولا عبئاً عليه وعلى البلد كله!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة الرئيس يحدث فى مصر الآن معركة الرئيس يحدث فى مصر الآن



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon