توقيت القاهرة المحلي 22:45:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الإخوان مقبلون».. ولكن إلى السجن!

  مصر اليوم -

«الإخوان مقبلون» ولكن إلى السجن

بقلم - أحمد رفعت

بعيداً عن أنباء تتناول تسليم تركيا لمجرمين إخوان، وبين فيديو لأحد هؤلاء المجرمين يصرخ لا يعرف كيف يتصرف ولا يعرف ماذا جرى ولا ماذا سيجرى فى المستقبل القريب جداً.. وإلى حين معرفة تفاصيل كل ذلك وصحته وأسبابه وأبعاده، نقول بعيداً عن كل ذلك إن المصير المحتوم للإخوان الهاربين هو عودتهم مطرودين أذلاء ثم توزيعهم على أماكنهم الطبيعية بين عنابر طره وقرة ميدان وسجن استئناف القاهرة وبين عنابر الخانكة والعباسية.. فرقصة الشيطان الإخوانية الدائمة مصيرها الأخير ككل مرة إلى الهلاك.. وربما كانت الجماعة الوحيدة التى توصف بالبشرية التى لم تتعلم قط من أخطائها ولا من خيباتها ولا مناوراتها ولا نتائج أطماعها!

فى الأربعينات حدث ولا حرج، لكننا سنبدأ المرور على دروس التاريخ معهم من بعيد رحيل حسن البنا الذى يعرف كينونة الجماعة وأسرار نشأتها، لكننا نريد إثبات أنه رحل وترك جماعته على الطريق الذى اختاره لها تاركاً فيها كل وصمات الشيطنة، تاركاً لها كل عوامل فشلها وأزماتها التى يدفع ثمنها كل المضحوك عليهم والطامعين.. سواء بسواء..

قامت ثورة يوليو وكانت تنظيماً ثائراً على الأوضاع وقتها لمجموعة من أبناء الجيش العظيم.. وطنيين مثقفين مثاليين شجعان.. لكنهم بلا أرضية جماهيرية لم يكن أمامهم إلا أحزاب قائمة لها شرعية الوجود الرسمى وجماعة يصنفها البعض وتصنف نفسها بين السياسى والدعوى، إلا أن رصيدها الشعبى وقتها كبير وكان من الصعب لمن ثاروا على نظام ملكى التعامل مع مؤسساته ومن بين مؤسسات العهد الملكى وقتها الأحزاب التى كانت رائحة فسادها الكريهة تتعدى الحدود.. أدرك الضباط الأحرار أن حل الأحزاب وهدم بناء النظام القديم كله لا مفر منه، ولكن حل الإخوان معهم فى نفس الوقت سيجعل مواجهة الجميع أصعب كثيراً.. فقرروا حل الأحزاب والتعامل مع الإخوان.. أيد الإخوان قرار حل الأحزاب وابتهجوا به دون وعى أن الدور عليهم فى القريب العاجل.. ومع ذلك استحق ذلك عامين كاملين كانت فرصة الجماعة وقتها ذهبية لإثبات قدرتهم على الاستقامة السياسية وعلى إثبات جدارتهم للتحول إلى تنظيم الثورة الشعبى لكن الطموح القاتل يقف بالمرصاد فى رأس الجماعة.. ويتصور مرشدها أن الضباط الأحرار وهم فى عمر أولاده غير قادرين على إدارة شئون البلاد فأرادوا ممارسة اللعبة عكسياً معهم.. تقربوا من «نجيب» ولمحوا تهميشه وأن القرار الفعلى فى يد الضباط الشبان وقائدهم.. بلع «نجيب» الطعم واتفقوا على التخلص من «الأحرار» ففشلوا.. لجأت الثورة إلى بناء تنظيمها الجماهيرى فشكلت ما سمى بـ«هيئة التحرير»، وكما جرى فى جامعات مصر بالسبعينات والثمانينات والتسعينات جرى وقتها.. واعتدوا على طلبة هيئة التحرير وحطموا كل أنشطتهم واعترضوا على تشكيل مجلس الوزراء وكل قرارات الثورة خصوصاً ما انتظره المصريون طويلاً ويتصل بالعدل الاجتماعى وعلى رأسها الإصلاح الزراعى.. فرفعوا شعار الدستور الجديد وإقامة حياة نيابية وعودة الضباط إلى ثكناتهم! وكأن الثورة كانت هزاراً ثقيلاً، وكأن الثورة تعنى تغيير الحكام فقط دون تغيير الواقع، وكأن مصر جاهزة لانتخابات نزيهة يسقط فيها الباشوات والمليونيرات لينجح أبناء الأغلبية الكاسحة وقتها من العمال والفلاحين، وكأنهم أيضاً جاهزون لتملك الصحف وتأسيس الأحزاب، وهى الدعوة العبيطة التى يرددها بعض مدعى الثقافة الآن.. ففشلوا أيضاً.. فلجأوا للقتل والسلاح، فكان حادث المنشية، وبدأت إجراءات تأديب الجماعة لتدفع ثمن غبائها وأطماعها!

رحل «عبدالناصر» وتبدلت التوجهات وتغيرت، وتدخلت قوى من هنا ومن هناك لتؤكد أن الإخوان هم الأقرب للتوجهات الجديدة.. هم ضد الاشتراكية وضد روسيا وقتها وضد القومية وسيضعونها فى مواجهة مع الإسلام، وهم من كبار ملاك الأراضى والثروات وبالتالى سينسجمون مع الاتجاه الجديد.. ورغم تحذيرات الأجهزة الأمنية التى واجه أبطالها ورجالها الشجعان فكرة التعامل معهم وقدموا آراءهم مكتوبة ورووها كاملة فى مذكراتهم لعل أبرزها مذكرات اللواء فؤاد علام وعنوانها «الإخوان وأنا»، وكتب غيره، إلا أن الرئيس السادات لم يستجب للنصيحة ومنحهم حرية العمل كاملة وأعاد لهم إصداراتهم القديمة منها مجلتا «الدعوة» و«الاعتصام» ثم «المختار الإسلامى»، وأخطر من كل ذلك ترك لهم المنابر وعاد الشيخ «كشك» ولم يكن له عمل إلا الافتراء على ثورة يوليو وما قدمته، ومُنحوا امتيازات بالجامعات لم يحلموا بها، ومنها مكاتب كتفاً بكتف مع رؤساء الجامعات ومنهم من منح أموالاً هائلة ومنهم من تركت له الأموال المقبلة من الخارج أن تمر بسلام، فأسسوا دور نشر ومؤسسات عملاقة اقتصادية وغيرها، إلا أنهم وبعد سنوات معدودة عادوا سيرتهم الأولى ورقصوا من جديد مع الشيطان فانقلب النظام عليهم وانقلبوا عليه إلى آخر ما نعرفه وتعرفونه وبقيت آثاره إلى اليوم إرهاباً ودماء!

رحل الرئيس السادات وجاء الرئيس مبارك وقرر من جديد يا محترم منحهم فرصة ثالثة بشرط الاحتواء ثم المناوشات عند الضرورة إلى ضربات أمنية مجهدة وليست قاتلة إذا استلزم الأمر، ثم تطورت الأمور إلى تهديد الغرب بهم دون إدراك أنهم للغرب أقرب منه.. فرقصوا مع الشيطان مرة ثالثة إلى ما نعرفه وتعرفونه!

غادر مبارك السلطة ومنحت لهم الفرصة الماسية لإثبات جدارتهم بأمانة الحكم ومسئولية السلطة فكانت أول إجراءاتهم تحطيم أماكن مخالفيهم بالتحرير، ثم العدوان على شبابهم واختطاف بعضهم إلى إقصاء النائب العام وتعيين نائب عام ملاكى إلى صدور الإعلان الدستورى المجنون إلى تبديل شكل الدولة المصرية بلغت حد السعى لإرسال الجيش المصرى ليحارب ضد نصفه الآخر فى سوريا، إلى التسرع بمظاهر أخونة كل شىء فى البلاد، ما استدعى تحرك الشعب ورجال القوات المسلحة لإبقاء مصر على هويتها وشكلها وروحها وقلبها وتوجهاتها.. فحدث ما تعرفونه ونعرفه!

اليوم سيبيعونهم من جديد بين لعبة السياسة التى لا تعرف إلا المصالح، غير أن العملاء يتم بيعهم على أول ناصية للطريق.. سواء حان وقت ذلك أو لم يحن.. لكنه سيحدث سيحدث.. ليستخدم المتآمر ورقة جديدة وتستمر عجلة الحياة و... والسياسة!

نقلا عن الوطن 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الإخوان مقبلون» ولكن إلى السجن «الإخوان مقبلون» ولكن إلى السجن



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"
  مصر اليوم - رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز غلوب سوكر

GMT 22:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته
  مصر اليوم - عمر خيرت يكشف عن لحظة فارقة في حياته

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon