توقيت القاهرة المحلي 13:17:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبوحامد الغزالى مجدّد القرن الخامس الهجرى

  مصر اليوم -

أبوحامد الغزالى مجدّد القرن الخامس الهجرى

بقلم : ماهر حسن

كان أبوحامد محمد الغزّالى الطوسى النيسابورى الصوفى الشافعى الأشعرى حجّة الإسلام، أحد أعلام عصره وأحد أشهرعلماء المسلمين فى القرن الخامس الهجرى، والغزالى من أهل السنة والأشعرية، ولقب بمجدّد القرن الخامس الهجرى، وكان فيلسوفاً وصوفىّ الطريقةِ، شافعىّ الفقهِ ولم يكن للشافعية فى آخر عصره مثلَه وكان سنّىّ المذهب على طريقة الأشاعرة فى العقيدة

فى 1058م فى طابران، وفى الدولة السلجوقية، ولد أبوحامد الغزالى- ابتدأ طلبه للعلم صبيا على يد الشيخ أحمد الراذكانى، ثم رحل إلى جرجان وطلب العلم على يد الشيخ الإسماعيلى.

، وقد عُرف كأحد مؤسسى المدرسة الأشعرية السنّيّة فى علم الكلام، وأحد أصولها الثلاثة بعد أبى الحسن الأشعرى، وكان له أثرٌ كبيرٌ وبصمةٌ واضحةٌ فى علوم الفلسفة والفقه الشافعى، وعلم الكلام، والتصوف، والمنطق، وترك عددا من الكتب فى تلك المجالات، وكان قد انتقل إلى نيسابور ليلازم أبا المعالى الجوينى (الملقّب بإمام الحرمين)، فأخذ عنه معظم العلوم، ولمّا بلغ عمره 34 سنة رحل إلى بغداد مدرّساً فى المدرسة النظامية فى عهد الدولة العباسية بطلب من الوزير السلجوقى نظام الملك، وفى تلك الفترة اشتُهر شهرةً واسعةً، وصار مقصداً لطلاب العلم الشرعى من جميع البلدان حتى إن مجلسه كان يضم أكثر من 400 يكتبون عنه العلم، وبعد 4 سنوات من التدريس قرر اعتزال الناس والتفرغ للعبادة، متأثراً فى ذلك بالصّوفية وكتبهم، فخرج من بغداد خفيةً فى رحلة طويلة لمدة 11 سنة، تنقل خلالها بين دمشق والقدس والخليل ومكة والمدينة المنورة، وكتب خلالها كتابه الأشهر «إحياء علوم الدين» كخلاصة لتجربته، عاد بعدها إلى بلده طوس متخذاً بجوار بيته مدرسةً للفقهاء وخانقاه (مكان للتعبّد والعزلة) للصوفية حيث ارتحل ملازماً أبو المعالى الجوينى.

عندما رحل الغزالى إلى نيسابور ولازم إِمام الحرمين أبو المعالى الجوينى (إمام الشافعية فى وقته، ورئيس المدرسة النظامية)، درس عليه مختلف العلوم، من فقه الشافعية، وفقه الخلاف، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والمنطق، والفلسفة، وجدّ واجتهد حتى برع وأحكم كل تلك العلوم، ووصفه شيخه أبوالمعالى الجوينى بأنه: «بحر مغدِق» وبعد وفاة الجوينى خرج الغزالى إلى «عسكر نيسابور»، قاصداً الوزير نظام الملك (وزير الدولة السلجوقية) وكان له مجلس يجمع العلماء، فناظر الغزالى كبار العلماء فى مجلسه وغلبهم، وظهر كلامه عليهم، واعترفوا بفضله وتلقوه بالتعظيم والتبجيل، وكان له عظيم الأثر فى نشر المذهب الشافعى الفقهى، والعقيدة الأشعرية السنّية، وقام بالتدريس فى المدرسة النظامية فى بغداد، فى 1091 حتى أُعجب به الناس لحسن كلامه وفصاحة لسانه وكمال أخلاقه وقوة حجته، حتى اتسعت شهرته وصار يُشدّ له الرّحال، ولُقّب يومئذٍ بـ «الإمام» لمكانته العالية، ولقّبه نظام الملك بـ«زين الدين» و«شرف الأئمة» وكان يدرّس لأكثر من 300 طالب فى الفقه وعلم الكلام وأصول الفقه وحضر مجالسه الأئمة الكبار.

وألّف كتابه «مقاصد الفلاسفة» يبيّن فيه منهج الفلاسفة، ثمّ نقده بكتابه «تهافت الفلاسفة» مهاجماً الفلسفة ومبيّناً تهافت منهجهم، ثمّ تصدّى للفكر الباطنى (وهم الإسماعيلية) الذى كان منتشراً فى وقته وواصل الردّ عليهم فى كتب «فضائح الباطنية» و«حجّة الحق» و«قواصم الباطنية»، وكان كتاب «إحياء علوم الدين» أحد أهم الكتب التى ورّثها الغزّالى وبحسب عباس محمود العقاد، فإن الغزالى يُعدّ فى كثير من نظرياته النفسيّة والتربوية والاجتماعية، صاحب فلسفة متميّزة.

نقلا عن المصري اليوم 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبوحامد الغزالى مجدّد القرن الخامس الهجرى أبوحامد الغزالى مجدّد القرن الخامس الهجرى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon