بقلم-حسن المستكاوي
** بمناسبة كأس العالم الذى يدق الأبواب:
** قبل الراديو والتليفزيون عرف العالم «النقل الحصرى والاحتكار»، وكان ذلك فى مسابقات الكرة الإنجليزية القديمة، حيث كان استاد ويمبلى يحتكر تصوير بعض المباريات بعقد قيمته ألف جنيه إسترلينى فى السنة.. وكان المصورون يتحايلون ويهربون كاميراتهم لتصوير المباريات، ويتعرض من يضبط للمساءلة القانونية. وفى يوم من الأيام ابتكرت صحيفة إنجليزية وسيلة طريفة لنقل مباراة بتصويرها من منطاد، على أساس أن الحق الحصرى يقتصر على الأرض وليس على السماء!.
** الراديو والتليفزيون أثرا بصورة مباشرة على صناعة كرة القدم.. وأثر نقل بعض مباريات مونديال 1954 على الهواء، على بطولة كأس العالم وعلى زيادة شعبية كرة القدم. والواقع أن تأثير التليفزيون على كأس العالم يساوى تأثير وكالة ناسا على علوم الفضاء والتكنولوجيا.
** وإذا كان هناك فى تاريخ اللعبة يوم من أهم أيامها، وهو يوم 26 أكتوبر عام 1863. وكان بداية سلسلة اجتماعات انتهت فى ديسمبر من نفس العام، وأسفرت تلك الاجتماعات عن تأسيس الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم وانفصال كرة القدم عن رياضة الرجبى فإن من أهم الاكتشافات التى غيرت وجه كرة القدم اكتشاف المطاط كان من أهم الأحداث التى أثرت فى اللعبة، وذلك حين نال تشارلز جوديير براءة اختراع عن كرة من المطاط المقوى.
** طور تشارلز جوديير اختراعه لتصبح الكرة فى عام 1855 أكثر استدارة ولهذه الكرة صورة معروضة فى قاعة المتحف الوطنى لكرة القدم الذى يقع فى نيويورك، فى الولايات المتحدة الأمريكية فيما شهد عام 1862 أول نفخ للكرات بواسطة ثقب واحد قابل للإغلاق.
** يذكر أن المطاط نوعان.. طبيعى وصناعى، والطبيعى يخرج من سيقان أشجار خاصة تنمو فى المناطق الحارة، وأهم هذه الأشجار «الهيفيا البرازيلية» فى حوض نهر الأمازون.. ويعتبر المطاط الطبيعى من أهم أنواع المطاط المستخدمة فى الصناعة بسبب امتلاكه لصفات تتفوق على المطاط الصناعى حيث يمتلك قوة شد عالية.
** ظلت بطولة كأس العالم عنوانا للبهجة والتوحد والوحدة والسلام. وأثرى المونديال اللعبة وساهم فى تطويرها وساهم فى جعلها أسرع وأكثر متعة، وإن تغيرت أشكال المتعة. فلم تعد نابعة من اللاعب الفرد وإنما من الفريق والمجموع لم يعد الإبداع قادما من قدم، جارينشا وبيليه ودى سيتفانو، وإنما أصبح يصنع بواسطة فرقة موسيقية تتنوع فيها الآلات والمهام كفرقة برشلونة والبرازيل أو ألمانيا. لم تعد المساحات فى المباريات كما كانت ولكنها ضاقت، فأصبحت اللعبة أصعب، وكلما زادت درجة الصعوبة، زادت درجة الجمال فى الصراع. وحين تمتزج الصعوبة بالجمال مع قوة الصراع نكون أمام رياضة مثيرة وجميلة.
** فى جميع الأحوال نحن أمام لعبة مختلفة على حميع المستويات، لعبة بات التكتيك فيها أكثر دهاء، والسرعة أسرع، والأداء أقوى، والمسافات أضيق، والأدوات المساعدة مختلفة، والاستشفاء له أساليبه العلمية وربما يصعب رصد كل التغيير.. لقد كانت بطولة كأس العالم وما زالت مجالا خصبا لظهور أحدث طرق اللعب، وتطبيقها، ومنذ عام 1930 طرأت تطورات مذهلة على الطرق وتفريعاتها، وهذا التطور يسير مع بطولات الكأس، عاما بعام، ودورة بدورة، وسوف نلاحظ الارتباط الوثيق بين الطرق الجديدة، وبين أساليب اللعب، وتنوعها بين الهجوم والدفاع.. فهل نرى أى جديد فى مونديال روسيا 2018؟!
نقلا عن الشروق
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع