بقلم - حسن المستكاوي
الكلام والنقد لم يعد مفيدا الآن، وإلا كانت الانتقادات السابقة أتت بنتيجة.. وفى الوقت نفسه الحديث العائم والمبهم والعام عن فائدة تجربة كولومبيا، هو حديث مكرر، لدرجة أن كل تجربة للمنتخب تكون مفيدة، دون أن يقال لنا ما هى الفائدة بالتحديد؟ والأخطر من ذلك تلك الإشادات التى خرجت بأداء المنتخب أمام كولومبيا، وكيف كان الفريق ندا للمنتخب اللاتينى فى الشوط الأول ووصف الأداء بأنه كان جيدا.. فهذه مجاملة شائكة..
** لم أكن أنوى التعليق على مباراة كولومبيا، لأن الكلام معاد. لكننى رأيت تيارا جارفا يعلق مستوى المنتخب فى تلك المباراة على غياب محمد صلاح..
وهو خطأ كبير يقع فيه الجميع.. خطأ أن يفسر أداء المنتخب السلبى أمام كولومبيا بغياب محمد صلاح وخطأ آخر وقع فيه كثيرون وهو ترشيح أسماء لاعبين مكان لاعبين.. باعتبار أن ذلك سيكون حلا لأداء المنتخب. وربما يكون لبعض العناصر ضرورة وأهمية.. إلا أن المشكلة ليست فى غياب صلاح فقط، فهو دون شك الماهر والهداف والإلهام.. والمشكلة ليست فى انضمام وليد سليمان، أو السولية، أو الشحات.. ولكن المشكلة فى الأداء الجماعى كفريق.. وفى فلسفة المدرب كوبر التى لا يمكن أن يتخلى عنها اليوم، كما لم يبدلها أمس، وتحديدا حين بدأت الانتقادات لتلك القيود التى توضع على حركة وتحركات لاعبى المنتخب، وإلزامهم بحدود دفاعية صارمة..
** «صفر كرة قدم».. هو الاختصار لما تناولته مواقع وصحف عالمية لأداء المنتخب أمام كولومبيا، وخصوصا ما بين الدقيقة 62 إلى الدقيقة 90.. لدرجة أن الفريق لم يقدر على بناء هجمة واحدة، ولدرجة أن الاستحواذ خلال تلك الفترة كان للفريق الكولومبى بنسبة تكاد تصل إلى 90 % مقابل 10% للمنتخب.. فالفريق يدافع فقط، ويدافع فى ملعبه، ويجرى خلف الكرة، وخلف لاعبى كولومبيا، الذين يتبادلون مراكزهم ويتناقلون الكرة بمنتهى السلاسة، ومن أسف أن ضغط لاعبى المنتخب تحول إلى فاولات، أو إلى ضغط يمارسه ظل كل لاعب وليس قدم كل لاعب..
** نعم المنتخب لاحت له ثلاث أو أربع فرص تهديف فى مباراة كولومبيا. لكن كيف صنع الفريق تلك الفرص؟ هل صنعت بأداء جماعى كلها؟ الواقع أن فرصة رمضان صبحى فى الدقيقة 42 كانت من جملة جماعية وكذلك تمريرة من مروان محسن إلى عبدالله السعيد فى الدقيقة 47.. ثم تمريرة من عبدالشافى إلى المحمدى فى الدقيقة 58.. وهكذا لعبة واحدة من جملة، ولعبتان من تمريرتين.. فمن أهم الملاحظات أن الفريق لا يستخلص الكرة بسهولة، ولا يحتفظ بها طويلا ويبنى هجماته بعدة تمريرات، وينتهى الأمر سريعا بفقد الكرة والعودة إلى مراكز الدفاع..
** السؤال الآن: إذا كان كوبر يرى أن تلك هى فلسفته؟ فهل لو هو مدرب كولومبيا لكان لعب بنفس الاسلوب الذى لعب به المنتخب؟
** إن سيميونى يدافع لكنه يهاجم بشراسة حين يمتلك أتلتيكو الكرة، وأساتذة الدفاع مشاهير ومنهم كونتى، وأليجرى ولكنهم يهاجمون أيضا.. وسوف نطالب كوبر دائما بأن يطور من الأداء الهجومى.. وأن يخبرنا قبل ذلك ما هى الفائدة التى خرجنا بها من مباراة كولومبيا؟ هل يقصد أن الفائدة كانت اختبار خطة «الصمود والتصدى» ودرجة تحملنا الدفاعية؟
نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع