توقيت القاهرة المحلي 10:59:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بهجة العالم بكأس العالم..!

  مصر اليوم -

بهجة العالم بكأس العالم

بقلم - حسن المستكاوي

** «نحن نؤمن بشىء ما ونحلم
نحن هناك، حيث كان الناس ينتظروننا
وحتى عن طريق الرياح
لدينا هدف واحد فقط فى قلوبنا».
** هذه كلمات من الأغنية الرسمية لكأس العالم فى روسيا، وتعكس مشاعر الشعوب ووحدتهم واتحادهم والتفافهم حول تلك البالونة المستديرة. وقد أطلقت بعض الدول المشاركة فى المونديال أغنيات مبهجة تعبر عن روحها أو فرحتها بكونها طرفا فى تلك الحفلة الإنسانية الكبيرة التى تتكرر كل أربع سنوات.. فالعالم يعيش حالة بهجة وسعادة وفى أجواء احتفالية، على الرغم من تقارير لوكالات أنباء تشير إلى أن تلك الحالة غير موجودة فى ورسيا وفى مدنها وشوارعها، كأن الروس لا يهتمون بالمونديال ولا بكرة القدم. بينما فى البطولات السابقة كانت شوارع الدول التى تستضيف كأس العالم تتحول إلى ساحات كرنفال احتفالا باللعبة الشعبية الأولى.
** إذا كانت الألعاب الأولمبية تعد أكبر حركة سلام عرفتها البشرية، من واقع تاريخها ونشأتها كهدنة توقف الحروب بين دول الإغريق، ومن واقع حاضرها، حيث يشارك بها الآلاف من شباب العالم ويتجاورون ويتحاورون فى محبة وسلام، فإن المونديال يعد بمثابة أكبر حفل عرفه البشر.. فبطولة كأس العالم «دورة ألعاب» رياضية وحضارية واقتصادية وثقافية وسياسية. فكرة القدم هى الظاهرة العالمية الأوسع والأعرض.. والمونديال احتفال كبير حاشد وهائل، يقام كل أربع سنوات، ويشهد لقاء بين الحضارات والثقافات، وتسقط فيه حواجز اللغات والأديان والإيد لوجيات..
** والواقع أن كرة القدم باتت فى حياة الشعوب بحجم الكرة الأرضية وأصبحت نتائجها تمس كبرياء الأمم. وتحولت من مجرد لعبة رياضية إلى ظاهرة سياسية واجتماعية عالمية. لقد تعدت كرة القدم حدود الساحة الخضراء. وعكست كل أشكال الصراع المشروع. وهى اللعبة التى سيطرت على النفوس وخلبت الألباب، وتعد جزءا من ثقافات الغرب والشرق. بل إن كرة القدم تكون أحيانا مظهرا للتأييد أو للرفض السياسى.. ففى الأرجنتين، كان اتحاد كرة القدم، والذى تأسس فى 1893، يحظر الكلام بالاسبانية لغة المحتل، وقضى بألا يقبل اللاعب المتضرر اعتذار المعتدى إلا اذا صاغه صاحبه، واضحا وجليا، باللغة الانجليزية.
** لقد أسقطت كرة القدم كل الحواجز بين البشر، ففى منتخب ألمانيا لاعبون من أصول إفريقية وعربية، وفى منتخبى فرنسا وإنجلترا لاعبين من أصحاب البشرة السمراء، والطريف أنه عندما فازت فرنسا بكأس العالم عام 1998 ودارت عدسات المصورين لتسجيل لحظة من أعظم لحظات الشارع الفرنسى قال السياسى اليمينى المتطرف جان مارى لوبان تعليقا على صورة جمعت بين لاعبى الفريق البطل والرئيس جاك شيراك: إنه لأمر لطيف أن أرى فرنسيا فى الصورة
وكانت تلك أيضا إشارة إلى أن معظم لاعبى الفريق الفرنسى من أصول غير فرنسية وأن رئيس الجمهورية هو الفرنسى الوحيد فى الصورة التذكارية للمنتخب المنتصر..!
** علاقة كرة القدم بالهوية الوطنية مشهودة ومعروفة. فالأوطان اختصرت فى منتخبات وفى فرق. ونتائج كرة القدم من انتصار وانكسار تمثل عند شعوب سببا للفخر والتباهى، وسببا أيضا لذرف الدموع. إن علاقة كرة القدم بالهوية الوطنية تكون شديدة التناقض فى أحيان أيضا. فقد ولدت اللعبة وتطورت عندما نشأت الدول فى أوروبا وترسخت. وحملت تلك الرياضة مهمة ترسيخ الهوية الوطنية. فعن طريق الاحتشاد والاحتفال بفريق يشعر أنصاره بالانتماء المشترك. ويقال إنه ظهرت بوادر تصدع الاتحاد اليوغوسلافى فى أثناء مباراة كرة قدم بين فريقى زغرب (المدينة الكرواتية الأولى) وبلغراد (المدينة الصربية) فى مارس 1990. وحصدت المشادات بين مناصرى الفريقين نحو 60 إصابة خطيرة. وتكرر الأمر بين فريقى سلوفاكيا وتشيكيا، جناحا تشيكوسلوفاكيا سابقا.
** أن الرياضة ومنافساتها ومباريات كرة القدم هى ساحة إعلاء الكبرياء، فى صراع حضارى كامل، وتلك الساحة ليس لها مثيل، وهى أصدق الساحات وأعدلها، فالنتيجة مثل هى الحكم (بضم الميم) ليس فيها نقض، ولا دفاع، ولامناقشات، ولاتعليق. فالفائز يفوز والأول هو الأول.. هو الأفضل بمعايير القدرة البشرية والمنافسة.. ولعل ذلك يجعل الذين يرون كرة القدم مجرد لعبة أو لهو وقضاء وقت فراغ يدركون أهمية اللعبة ومغزاها، وعمقها وجوهرها.. ولماذا يعيش العالم حالة بهجة الآن احتفالا بكأس العالم..؟!

المصدر :الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بهجة العالم بكأس العالم بهجة العالم بكأس العالم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon