بقلم - حسن المستكاوي
** فى شهر مارس الماضى كنت ضيفا على الزميل شريف بطيشة بإذاعة الشرق الأوسط، لتسجيل حلقة فى برنامجه الرمضانى «كوبرمان».. ومضمون البرنامج أن أنتحل شخصية كوبر وأشكل المنتخب وأتخذ قرارات وأختار المعاونين من شخصيات عامة مصرية، وفى شهر إبريل نشرت صحيفة الجارديان تقريرا عن كوبر، قال فيه المدرب الأرجنتينى: «لقد وجدت أمة فى أشد الحاجة إلى الوصول إلى نهائيات كأس العالم. وأنا ايضا فى أشد الحاجة».. لكن الطريف أنه من ضمن عناوين التقرير المنشور عن كوبر جاء ما ذكرنا بمجلة سوبرمان القديمة التى كنا نقرأها أيام الطفولة، ونعجب فيها بدور البطل الخارق، إذ قالت الجارديان فى إشارة إلى هيكتور كوبر: ما هذا؟ هل هو طائر؟ هل هى طائرة؟ أنه كوبرمان!
** اليوم أحلم باجترار البطل الخارق الذى كنا نعشق بطولاته أيام الطفولة. وفى أحيان حين يكبر الإنسان تراوده أحلام مضت.. ومن ذلك أن تكون الفترة القادمة، من اليوم حتى مواجهة المنتخب لأوروجواى، مجرد إحياء لبطلنا الخارق القديم «كوبرمان».. قرين سوبرمان الشجاع والجرىء.. والبداية هى مباراتنا مع بلجيكا.
** اليوم من المستحيل أن نطالب كوبر بتغيير فلسفته. فهى راسخة وصامدة، فى ذهنه: «أدافع بمنتهى الصلابة، وأحاول أن أنقل الكرة إلى الأمام بأقصى سرعة لاقتناص هدف».. ونصف الفلسفة يتحقق، لكن على هذا النصف بعض التحفظات، ومنها أن المنتخب الذى يرفع راية الأسلوب الدفاعى منى مرماه بـ 18 هدفا منها 13 من كرات عرضية.. وظهرت ثغرات كثيرة فى التمركز ولاسيما فى مباراة كولومبيا الأخيرة.
** من التحفظات أيضا أن المنتخب يكون فى مباريات غير قادر على امتلاك الكرة لفترة طويلة ويفقدها سريعا، ويستردها بصعوبة. وهنا لابد من تطوير هذا الجانب، ليكون الفريق قادرا على تطبيق جمل تكتيكية، تسمح باختراق دفاع المنافس، وتهديد مرماه، وأن يكون هذا فى سياق أداء جماعى متنوع، فلا يكون سلاح التهديف الأول والأوحد هو محمد صلاح، لاسيما أنه سيخضع لرقابة صارمة من جانب دفاعات فرق المجموعة فى الدور الأول.
** بلجيكا من المنتخبات القوية المشاركة فى المونديال، وعلى الرغم من تعادله السلبى مع البرتغال بطل أوروبا 2016، فهو من الفرق المرشحة على الأقل للتأهل إلى دور الثمانية. وهو فريق يؤدى بجماعية منظمة، ويضم مجموعة من أفضل لاعبى أوروبا ومنهم دى بروين لاعب مانشستر سيتى وإيدين هازارد لاعب تشيلسى ولوكاكو لاعب مانشستر يونايتد وديمبلى لاعب توتنهام.. وغيرهم من النجوم الذين يؤدون كرة جماعية شديدة التنظيم. وهو إختبار قوى للمنتخب فى التعامل مع فريق يدافع بصلابة ويهاجم بشراسة..
** انتهى بمرحلة الدعاء للمنتخب بالتوفيق، خاصة أن الفريق يضم مجموعة مميزة من أصحاب المهارات، وينتظرون أن تطلق لهم مساحة حرية من جانب كوبر.. بحيث يكون للاعبينا فرصة للتعبير عن أنفسهم بعيدا عن القيود والحدود الدفاعية الصارمة التى يحددها المدرب الأرجنتينى.. فلاشك أن طموحنا جميعا هو التأهل إلى الدور الثانى، وأقل طموحاتنا أن نلعب كرة جيدة فيها شىء من المحاولة، وشىء من التنظيم، وشىء من الشجاعة، وشىء من الهجوم، وشىء من الإبداع، وشىء من أحلامنا وأمانينا للفريق.
** يارب إصبغ على كوبر شيئا من الشجاعة، وشيئآ من الجرأة.. يارب ياقادر ياكريم حقق لنا المعجزة وإجعله بدءا من اليوم «كوبرمان..»!
نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع