توقيت القاهرة المحلي 01:24:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القوى الناعمة.. لعبة شطرنج

  مصر اليوم -

القوى الناعمة لعبة شطرنج

بقلم - حسن المستكاوي

 فى المجلس المصرى للشئون الخارجية كنت متحدثا فى ندوة عن القوى الناعمة المصرية، وتضمنت أجندة اليوم موضوعات شتى. وكانت البداية بدور الثقافة والفنون بكل أشكالها كقوة ناعمة، ومدى تأثير السياحة، ودور الإعلام، وتأثير العلوم والتكنولوجيا ودور الشباب والرياضة كقوة ناعمة مصرية وأخيرا دور الدبلوماسية.

** القوى الناعمة المصرية قديمة للغاية. لأن أصل القوة الناعمة يكمن فى الريادة والتفرد والتميز. وهى تبدأ بالترويح والتسلية والمعرفة، وتنتهى بالقوة العسكرية والإقتصادية والقوى العلمية والتكنولوجية. وكانت السينما المصرية مثل الموسيقى والفنون والأدب والثقافة تؤثر فى الإقليم. وكان صوت أم كلثوم مثل قيثارة تطرب الوطن، وكان عبدالحليم حافظ هو عصفور الشرق المغرد. وكانت القاهرة هى باريس الشرق وعاصمة النور فى المنطقة فى مطلع القرن العشرين.

** وباتت الرياضة وكرة القدم تحديدا قوة لا يستهان بها، فالشعوب تخرج إلى الشوارع والميادين بالملايين فى حالتين. الأولى لتأييد أو لتغيير واقع سياسى، مثل الثورات. والحالة الثانية احتفالا بإنتصارات كرة القدم.

** فى الندوة طرحت سؤالا، وهو هل استخدمت القوى الناعمة المصرية عن عمد للتأثير فى الإقليم.. أم أن القوى المصرية فاضت كماء نهر بصورة تلقائية بفعل الريادة والتميز والسبق؟

** مثلا، قررت إسرائيل منذ عشرين عاما أن تستخدم كرة القدم كقوة ناعمة لتغزو وتؤثر فى إفريقيا، فأنشأت معسكرات «حبقوق».. وهو أحد أنبياء إسرائيل الأقوياء. وكان الدور الإسرائيلى فى إفريقيا يشغلنى منذ سنوات، وتناولت هذا الدور بمقالات فى الأهرام ثم فى الشروق بعد واقعة قيام لاعب غانا جون بينتسيل برفع العلم الإسرائيلى احتفالا بهدفى أسامواه ومونتارى فى مرمى جمهورية التشيك أثناء مونديال 2006.

وكان المدرب شاءول بن عاموس وراء تأسيس تلك المعسكرات فى عدة دول بالقارة فى نهاية التسعينيات.. وكان ذلك استخداما متعمدا للقوة كرة القدم الناعمة. ويبدأ برنامج هؤلاء الأطفال صباح كل يوم بتحية العلم الإسرائيلى‏،‏ والبرنامج التدريبى اليومى الطويل يجمع بين هدفين‏، الأول هو تنمية القدرات المهارية والبدنية للاعبين‏‏ والثانى هو غرس الولاء والانتماء لإسرائيل‏‏ وكثير من لاعبى إفريقيا تحدثوا إلى صحف ومجلات فرنسية وانجليزية عن فضل إسرائيل فى انتشالهم من العدم والفقر‏ إلى الثروة والشهرة..

** كان ذلك استخداما متعمدا لكرة القدم تماما كما باع الإسبان للعالم برشلونة وريال مدريد. وكما صدر الأمريكيون لسكان الكوكب سينما تروى بطولاتهم وقدراتهم الخارقة.. لكن تركت قواها الناعمة تؤثر بالفطرة وبالطبيعة، وبالتفرد والتميز والريادة.. ولذلك كانت كرة القدم المصرية والأهلى والزمالك تحديدا من أشد القوى الناعمة. وانقسم الوطن العربى إلى أنصار للأهلى وأنصار للزمالك فى الستينيات. وقال الدكتور حسين فوزى فى ذلك الوقت أن الناديين أقوى حزبين سياسيين فى الوطن العربى، وهو ما كرره الصحفى اللبنانى الراحل سليم لوزى رئيس تحرير مجلة الحوادث..

** لم يعد كافيا ترك القوى الناعمة المصرية تفيض على إقليمها كما يفيض النهر على ضفافه. وإنما كيف تستخدم تلك القوى بصورة متعمدة، لكنها تبدو لمن يتلقاها أنها ماء نهر يجرى بالطبيعة.. وكى يكون التأثير إيجابيا، هناك صورة كاملة لكرة القدم يجب تصديرها. هى صورة تحوى الفريقين والجماهير، والملعب الأخضر الجميل، والإستاد الحديث المبهر والتصوير والنقل التليفزيونى الممتع.. فلم يعد كافيا أيضا أن تجرى مباراة قمة مثلا بدون هذا كله على الإطلاق.. لقد حان وقت ممارسة الشطرنج فقد مضى من زمن لعب الطاولة!.

 

 

 

نقلا عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوى الناعمة لعبة شطرنج القوى الناعمة لعبة شطرنج



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم
  مصر اليوم - رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
  مصر اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 01:24 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تخوض دراما رمضان 2025 بـ«حقي وحقك»
  مصر اليوم - روجينا تخوض دراما رمضان 2025 بـ«حقي وحقك»

GMT 03:46 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

طريقة فعالة لـ"إطالة" عمر المسنين

GMT 16:41 2020 الثلاثاء ,17 آذار/ مارس

أول لاعب مغربي يعلن إصابته بفيروس كورونا

GMT 10:22 2020 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

أمير رمسيس يؤكد أن "حظر تجول" مباراة تمثيلية

GMT 03:56 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

المواصفات الكاملة لـ "آيباد برو" الصيني الخاص بـ "هواوي"

GMT 11:47 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

موعد آذان الظهر اليوم في مصر اليوم الثلاثاء 15-10-2019

GMT 14:33 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

ألوان منعشة من مجموعات عبايات ربيع وصيف 2019

GMT 20:22 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

امرأة حامل ضحية اغتصاب 5 ذئاب بشرية في الجيزة

GMT 06:43 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أرز باللحم والحمّص على الطريقة السعودية

GMT 06:22 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج ستدخل النتوء لشاشات هواتفها القادمة بعدة طرق
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon