توقيت القاهرة المحلي 22:19:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القوى الناعمة.. لعبة شطرنج

  مصر اليوم -

القوى الناعمة لعبة شطرنج

بقلم - حسن المستكاوي

 فى المجلس المصرى للشئون الخارجية كنت متحدثا فى ندوة عن القوى الناعمة المصرية، وتضمنت أجندة اليوم موضوعات شتى. وكانت البداية بدور الثقافة والفنون بكل أشكالها كقوة ناعمة، ومدى تأثير السياحة، ودور الإعلام، وتأثير العلوم والتكنولوجيا ودور الشباب والرياضة كقوة ناعمة مصرية وأخيرا دور الدبلوماسية.

** القوى الناعمة المصرية قديمة للغاية. لأن أصل القوة الناعمة يكمن فى الريادة والتفرد والتميز. وهى تبدأ بالترويح والتسلية والمعرفة، وتنتهى بالقوة العسكرية والإقتصادية والقوى العلمية والتكنولوجية. وكانت السينما المصرية مثل الموسيقى والفنون والأدب والثقافة تؤثر فى الإقليم. وكان صوت أم كلثوم مثل قيثارة تطرب الوطن، وكان عبدالحليم حافظ هو عصفور الشرق المغرد. وكانت القاهرة هى باريس الشرق وعاصمة النور فى المنطقة فى مطلع القرن العشرين.

** وباتت الرياضة وكرة القدم تحديدا قوة لا يستهان بها، فالشعوب تخرج إلى الشوارع والميادين بالملايين فى حالتين. الأولى لتأييد أو لتغيير واقع سياسى، مثل الثورات. والحالة الثانية احتفالا بإنتصارات كرة القدم.

** فى الندوة طرحت سؤالا، وهو هل استخدمت القوى الناعمة المصرية عن عمد للتأثير فى الإقليم.. أم أن القوى المصرية فاضت كماء نهر بصورة تلقائية بفعل الريادة والتميز والسبق؟

** مثلا، قررت إسرائيل منذ عشرين عاما أن تستخدم كرة القدم كقوة ناعمة لتغزو وتؤثر فى إفريقيا، فأنشأت معسكرات «حبقوق».. وهو أحد أنبياء إسرائيل الأقوياء. وكان الدور الإسرائيلى فى إفريقيا يشغلنى منذ سنوات، وتناولت هذا الدور بمقالات فى الأهرام ثم فى الشروق بعد واقعة قيام لاعب غانا جون بينتسيل برفع العلم الإسرائيلى احتفالا بهدفى أسامواه ومونتارى فى مرمى جمهورية التشيك أثناء مونديال 2006.

وكان المدرب شاءول بن عاموس وراء تأسيس تلك المعسكرات فى عدة دول بالقارة فى نهاية التسعينيات.. وكان ذلك استخداما متعمدا للقوة كرة القدم الناعمة. ويبدأ برنامج هؤلاء الأطفال صباح كل يوم بتحية العلم الإسرائيلى‏،‏ والبرنامج التدريبى اليومى الطويل يجمع بين هدفين‏، الأول هو تنمية القدرات المهارية والبدنية للاعبين‏‏ والثانى هو غرس الولاء والانتماء لإسرائيل‏‏ وكثير من لاعبى إفريقيا تحدثوا إلى صحف ومجلات فرنسية وانجليزية عن فضل إسرائيل فى انتشالهم من العدم والفقر‏ إلى الثروة والشهرة..

** كان ذلك استخداما متعمدا لكرة القدم تماما كما باع الإسبان للعالم برشلونة وريال مدريد. وكما صدر الأمريكيون لسكان الكوكب سينما تروى بطولاتهم وقدراتهم الخارقة.. لكن تركت قواها الناعمة تؤثر بالفطرة وبالطبيعة، وبالتفرد والتميز والريادة.. ولذلك كانت كرة القدم المصرية والأهلى والزمالك تحديدا من أشد القوى الناعمة. وانقسم الوطن العربى إلى أنصار للأهلى وأنصار للزمالك فى الستينيات. وقال الدكتور حسين فوزى فى ذلك الوقت أن الناديين أقوى حزبين سياسيين فى الوطن العربى، وهو ما كرره الصحفى اللبنانى الراحل سليم لوزى رئيس تحرير مجلة الحوادث..

** لم يعد كافيا ترك القوى الناعمة المصرية تفيض على إقليمها كما يفيض النهر على ضفافه. وإنما كيف تستخدم تلك القوى بصورة متعمدة، لكنها تبدو لمن يتلقاها أنها ماء نهر يجرى بالطبيعة.. وكى يكون التأثير إيجابيا، هناك صورة كاملة لكرة القدم يجب تصديرها. هى صورة تحوى الفريقين والجماهير، والملعب الأخضر الجميل، والإستاد الحديث المبهر والتصوير والنقل التليفزيونى الممتع.. فلم يعد كافيا أيضا أن تجرى مباراة قمة مثلا بدون هذا كله على الإطلاق.. لقد حان وقت ممارسة الشطرنج فقد مضى من زمن لعب الطاولة!.

 

 

 

نقلا عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوى الناعمة لعبة شطرنج القوى الناعمة لعبة شطرنج



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم
  مصر اليوم - رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:11 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يؤكد أنّ حماس لن تحكم غزة بعد الحرب
  مصر اليوم - نتنياهو يؤكد أنّ حماس لن تحكم غزة بعد الحرب

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً
  مصر اليوم - فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 12:44 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء أبو اليزيد تنضم إلى الفنانات المطربات
  مصر اليوم - أسماء أبو اليزيد تنضم إلى الفنانات المطربات

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 15:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروع مصري- بريطاني للأمن الغذائي وتقليل واردات القمح

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 14:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

المغربي نزار زوهري يفوز بلقب نهائي "Jam Show"

GMT 04:53 2022 الثلاثاء ,18 كانون الثاني / يناير

12 مليون جنيه تنهي نصف أزمة التجديد لبن شرقي في الزمالك

GMT 02:46 2022 الجمعة ,17 حزيران / يونيو

أفضل المطاعم اللبنانية للعائلات في أبوظبي

GMT 12:14 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 12 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 18:48 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الوجهات السياحية التي تعدّ الأكثر أمانًا في العالم

GMT 02:15 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

رافائيل نادال يرفض تعديل نظام بطولات الجراند سلام في التنس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon