توقيت القاهرة المحلي 15:59:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هنا طرابلس من القاهرة

  مصر اليوم -

هنا طرابلس من القاهرة

بقلم - عادل نعمان

«الدوحة»، العاصمة القطرية، كانت على موعد بين المسئولين القطريين وقيادات من الإخوان المسلمين، منهم «الغريانى» مفتى ليبيا المعزول، والمقيم حالياً فى تركيا، لتنظيم دخول فلول الدواعش والتنظيمات الإرهابية العائدة من سوريا والعراق إلى ليبيا. انتصارات الجيش الليبى بقيادة «حفتر» وسيطرته على الشرق والجنوب الليبى، وبسط نفوذه وهيمنته على مساحات كبيرة من الحدود الجنوبية الجزائرية ومنها مدينة «غات» ومنطقة «العوينات»، تجعل عرقلته وتعطيله من حكومة «السراج» فى طرابلس ومن النظام فى قطر والإخوان فى تركيا أمراً مهماً وحيوياً، وإلا سيمتد نفوذه ويبسط سيطرته على كامل الأراضى الليبية، ومنها آبار النفط التى تسيطر عليها حكومة الوفاق الوطنى فى طرابلس. دخول «حفتر» إلى طرابلس الغرب ونجاحه فى ضمها إلى مناطق سيطرة الجيش الليبى، يعنيان إقامة الدولة الليبية دون حكومة الوفاق المعترف بها رسمياً، ونهاية الإرهاب فى ليبيا الذى يسيطر على طرابلس وما حولها، وهى جيوب فى متناول يده بعد سيطرته على طرابلس، باستثناء «مدينة مصراتة»، أكبر القلاع الإرهابية فى ليبيا. وهى «المربع الذهبى للإرهاب»، تبعد عن طرابلس مائتى كيلومتر مربع، ومعقل الجماعات الإرهابية التى تتعايش مع بعضها على بركان خامل هادئ، وتنظم وتنسق صفوفها وقواتها معاً، تمهيداً لشن غاراتها على كامل ليبيا، رجال المخابرات من دول شتى تنتشر فى مصراتة، من الروسية والإيطالية والفرنسية والبريطانية والأمريكية والعربية، أموال وسلاح الإرهاب يتدفق على التنظيمات الإرهابية فى مصراتة، يطلقون على مصراتة «إدلب ليبيا» آخر وأصعب قلاع الإرهاب فى سوريا، وكانت آخر المعارك هناك. دخول طرابلس وفتحها يحرض الميليشيات فى مصراتة على اللحاق بقوات السراج «بركان الغضب» الذى يرد على هجوم «حفتر»، ويحاول عرقلته من الدخول إلى طرابلس، القتال يدور حول المطار وحول طرابلس ولم تحسم هذه الجولة بعد. لماذا لم يبدأ حفتر بقلعة الإرهاب فى «مصراتة» وهى معقل ومدد الإرهاب إلى طرابلس؟

وللإجابة عن هذا السؤال، الأمر الأول: طرابلس العاصمة، ودخولها والسيطرة عليها انتصار سياسى، يدفع الجيش إلى السيطرة على أنحاء البلاد بسهولة ويسر، الأمر الثانى: تفريغ مصراتة من الميليشيات المقاتلة، وسحبهم خارج حدود مصراتة، عند خروجهم وانضمامهم تدريجياً إلى قوات السراج، الأمر الثالث: ضم مقاتلين جدد من قوات السراج إلى قوات حفتر بعد السيطرة على طرابلس، وهو أمر أكيد، فالمؤيدون لـ«حفتر» فى طرابلس من مقاتلى السراج أعداد لا بأس بها.

ليبيا، للأسف، إن لم ننتبه، مهيأة جغرافياً لضم كل الإرهابيين العائدين من سوريا والعراق، مأوى واسع شاسع فى وسط العالم العربى يهدد الجميع، هى «أفغانستان العرب» المقبلة، لو خرجت لن تعود كأفغانستان، يتم تجهيز مسرحها لهذه المهمة، مساحات شاسعة، كثافات سكانية محدودة، يمكن زرع مدن إرهابية كاملة دون اعتراض، أموال من بيع النفط لا حصر لها، ولم يكن أمام الجيش الليبى سوى دخول معقل الإرهاب وتجمعاته فى طرابلس وما حولها، لوقف هذا المسلسل الرهيب والمصير المدمر. الجماعات الجهادية تعلن عن نفسها صراحة «سرايا الدفاع عن طرابلس» وتخرج من مخابئها فى مصراتة وما حولها، وتعلن انضمامها إلى قوات «السراج» فى مواجهة الجيش الليبى. مجلس الأمن يدعو الأطراف المتقاتلة إلى وقف القتال، ووقف هجوم حفتر على طرابلس، بريطانيا تعلن غضبها من حفتر، ولطالما كانت غاضبة دوماً من كل الضربات الموجهة والموجعة إلى الإخوان الابن المدلل على الحق أو على الباطل، فرنسا مؤيدة لحفتر فلطالما واجهت ضربات موجعة من الإرهاب المقبل من ليبيا، أمريكا تعلن سحب جنودها من ليبيا، والمتحدث باسم الجيش الليبى يعلن عن مفاجأة، وجود قوات أمريكية عسكرية فى طرابلس، لكنه لم يعلن عن اشتراكها فى المعركة الدائرة، إلا أن مطلب وقف القتال ينطبق عليه مَثل «سبق السيف العذل»، اللعب بين جميع الأطراف على المكشوف، فإما حفتر وإما السراج، إما ليبيا خالية من الإرهاب، أو حكومة الوفاق فى طرابلس وقلعة الإرهاب فى مصراتة، إما دولة مستقرة أو حرب أهلية أو التقسيم، كل ما يدور فى المنطقة الآن مرتب ومجهز ومعد سلفاً، وليس من خيار أمامنا سوى اعتبار الحدود بيننا وبين ليبيا حداً واحداً، والجبهات بيننا جبهة واحدة، والأجواء جواً واحداً، ومن قال إنه تدخُّل فى الشأن الداخلى الليبى فهو مضلل ولا يعرف أن أمن البلدين واحد، ووقوع ليبيا فريسة للإرهاب تهديد واضح ومدمر لأمن مصر، ومنها إلى دول أخرى، وإذا كان المصير واحداً فإن القرار واحد ويظل كذلك، دون مهادنة أو مسايسة، لن نلتفت لما يقال فنحن ماضون فى دحر الإرهاب هناك كما ندحره هنا، ونمنعه من الدخول هناك كما نمنعه من الدخول هنا.. هنا طرابلس من القاهرة.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنا طرابلس من القاهرة هنا طرابلس من القاهرة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon