توقيت القاهرة المحلي 18:32:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نعم لنا فيها ألف ناقة وجمل.. إلا داعش وإيران

  مصر اليوم -

نعم لنا فيها ألف ناقة وجمل إلا داعش وإيران

بقلم - عادل نعمان

وليس لنا سوى احترام كل الهتافات التى يهتف بها المتظاهرون فى كل الميادين، يطالبون بلادهم بإعلان الحرب على العدو الصهيونى على ما ارتكبت يداه، وأنا واحد من الذين يبكيهم بحرقة مشهد طفل فلسطينى يهرول به أب مكلوم تتلقفه الأيادى فربما ينجح طبيب فى أن يعيد أنفاسه المقطوعة أو يودعه الوداع الأخير ويواريه الثرى بيديه، فكيف بأم أو أب يطوى صراخه بين ضلوعه ويكتم أنفاسه وهو ينظر إلى وجهه النظرة الأخيرة؟ أى نار تأكل مشاعر أم تجرى وتلهث حين أخبروها أن طفلها الجميل ذو الشعر المجعد قد مات وتولول حتى تراه لحظة أخيرة فى عمرها، ولا أحتمل هذه الصفوف المتراصة مجهولة الاسم فى أكفانها تسيل منها الدماء ليصلى عليها الحضور صلاة الجنازة وترص فى مقبرة جماعية جنبًا إلى جنب تستدفئ وتستأنس بعضها بعضًا فى غربة أبدية، أى قدرة وطاقة على احتمال هذا الهدم والانهيار والدك لبيوت ومشافى أمة وشعب يعيش نصف حياة ويموت كل يوم؟.

ولنا فيها أيها المتظاهر ألف ناقة ولنا فيها ألف جمل، وإياك أن تتهم شعوبًا بالتكاسل أو أنظمة بالتوانى، فليست الحروب تسير رحاها على هذا النحو، وليس من الحكمة أن نجر دولة إلى حرب دون دراسة تداعياتها وتبعاتها وعواقبها، فلسنا وحدنا فى هذا العالم، عالم تحكمه مصالح واتفاقيات ومعاهدات وتوازنات دولية، وتفرض المصالح غالبًا أن تحمى دول كبرى دولًا وكيانات وتنظيمات أخرى مهما كلفها الأمر، بل اعتبارها ولاية من الولايات، من يحارب إسرائيل يحارب أمريكا، وهذا أمر يجعل دراسة العواقب أمرًا جوهريًّا يتعدى نداء وصراخ المتظاهرين أو سكان غزة ذاتها.

وتعالوا نتدارس معًا الموقف بهدوء، المحاولات مستمرة لجمع الصف الفلسطينى منذ عام 2007 حين قصمت حماس الصف الفلسطينى إلى حماس فى غزة وفتح فى الضفة الغربية، وتم طرد عناصر فتح من غزة، وارتكبت حماس جرائم قتل وتعذيب لفصائل فتح حتى أجلتها تمامًا، ورفضت كل الوساطات فى توحيد القرار الفلسطينى، وليس هذا الانقسام فى مصلحة القضية الفلسطينية، خصوصًا أن جماعة حماس وفصائلها القتالية متهمة بأنها جماعة إرهابية، الأدهى أن جماعة عز الدين القسام الجناح العسكرى لحماس فى تلك الخطوة الجريئة نعم والمتهورة أيضًا، كانت دون تنسيق أو مشورة أو إعلام أحد الأطراف التى كانت ومازالت جزءًا من المشكلة والحل، وهى فتح ودول الجوار، وهى دول لها أيضًا حساباتها الخاصة وتقديراتها التى تستحق الدراسة، ولها خصوصية فى التعامل مع الموقف وتداعياته، فهى ليست خناقة أو عركة بل حربًا ربما تطول لأيام أو شهور.

ولن تلبى إيران نداء الحرب، هى وكل فصائلها فى المنطقة، حتى وإن كانت الداعم الرئيسى لحماس!! إيران فى دعمها لحماس هو فى الأساس اختراق للحزب السنى، وتطويقه بحليف سنى إخوانى «حماس» تدعمه وتخترق حصونه وتسيطر عليه لكنها لن تحارب لنصرته، حتى لو وضع المسلمون السنة إيران رأس حربة، أو قدموا المذهب الشيعى على المذهب السنى ويرتقى عليه، كل هذا الصراخ وهذا الدبيب وهذا الزحف هو زحف للخلف ودبيب فى محله وصراخ يعادل «التطبير» وهو لطم الصدور دون ألم أو لمس، ولا يخلو الأمر من رشقة هنا ورشقة هناك ذرًّا للرماد فى العيون، وحماس تعلم هذا جيدًا، وتعرف حدود المساندة الإيرانية المحدودة والمحكومة دون تردد «بالصراع السنى الشيعى الأبدى»، وتستفيد على قدر ما تستطيع، وتتجنب فى هذا الصراع المذهبى.

ولن تضرب أمريكا أو إسرائيل إيران ضربة موجعة، اللهم مناوشة هنا أو هناك. ببساطة إيران تقدم للطرفين خدمات موثقة وغالية منها استمرار وجود حماس وتفعيل الانقسام والقرار الفلسطينى، وتشتييت النضال وتجزئته وتضليله.

أما عن المضحك المبكى فهو رسالة داعش من العراق إلى «طواغيت» فتح وحماس «كما جاء فى البيان» تؤكد فيها داعش أن حماس ليست فى حسابات التنظيم فلا دعم ولا مساندة، وتهدد بإسقاطهما، وتعال إلى الأهم فهم يطالبون حماس بالإفراج عن مقاتلى التنظيم الذين اعتقلتهم فى غزة، ويتوعدونها بالقضاء عليها على يد عناصر داعش التى تتمدد فى القطاع يومًا بعد يوم لعدم تطبيقها الشريعة الإسلامية!! ولا ينسى التنظيم فى نهاية البيان أن يهدد الكيان الصهيونى باقتلاعه من جذوره بعد القضاء على فتح وحماس وكل العلمانيين!! والصبر طيب!!

وأخيرًا ستشهد غزة عودة داعش على أنقاض وأشلاء المناضلين الأبرياء، اللهم عونك على كل هؤلاء المجاهدين فى كل الاتجاهات عدا تحرير فلسطين. من هنا يجب أن نستوعب المعطيات جيدًا، أين نحن؟

«الدولة المدنية هى الحل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعم لنا فيها ألف ناقة وجمل إلا داعش وإيران نعم لنا فيها ألف ناقة وجمل إلا داعش وإيران



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"
  مصر اليوم - رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز غلوب سوكر

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon