بقلم - جلال دويدار
نتائج غاية في الأهمية توصل إليها »المنتدي الافريقي» الذي عقد في شرم الشيخ في دورته الثالثة. هدف هذا اللقاء الذي نظمت مصر فعالياته بالتعاون مع منظمة الكوميسا. انه يستهدف تعظيم التعاون الافريقي - الافريقي وتنشيط وتشجيع استثمار الامكانات في الدول الافريقية. الوصول الي هذه الغاية كان محل اهتمام كل الوفود الافريقية التي جاءت ويحدوها الامل فيما يمكن أن يسفر عنه المؤتمر. إن ما زاد من حماسها في هذا الشأن الحضور الكبير للمستثمرين والمؤسسات الدولية التي لها دور أساسي في تحقيق هذا الهدف.
كما هو معروف فإن اهتمام مصر تعاظم بشكل ملحوظ بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وتولي الرئيس السيسي - بعد الانتخابات - مسئولية الحكم. تمثل ذلك في الزيارات التي قام بها لدول القارة وتوقيع العديد من الاتفاقيات.
تركزت جهود الدولة المصرية منذ ذلك الوقت في دعم التعاون بين مصر وكل الدول الافريقية في كافة المجالات ايماناً بأنها تمثل عمقها الاقتصادي والتجاري. جاء ذلك تجسيدا للايمان بالمستقبل الواعد الذي ينتظر دول القارة استناداً الي ثرواتها الطبيعية وباعتبارها سوقا كبيرة للتجارة المتبادلة.
إن دور مصر في هذه المنظومة لم يكن محوره اطلاق التصريحات بل إنه تمثل في تحركات ميدانية ايجابية لتفعيل هذه الاستراتيجية.. ان ما يؤكد هذا الواقع الاحصاءات والتقارير التي استعرض تفاصيلها الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء.. قال ان الاستثمارات المصرية في الدول الافريقية بلغت ٨ مليارات دولار وشملت العديد من المشروعات في مجالات متعددة.
في ختام اعمال المؤتمر.. أعلنت الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار التي تولت الاشراف علي تنظيم هذا المنتدي أنه يستهدف الاضطلاع بدور كبير في تنشيط الاستثمار في الدول الافريقية.. يشمل ذلك ايضاً الارتفاع بمعدلات التجارة البينية وكذلك تعزيز الاستثمار في البنية الاساسية بما يؤدي إلي جذب الاموال الاستثمارية لاقامة المشروعات.
في هذا الشأن أكد سامح شكري وزير الخارجية الدور الذي سوف تقوم به مصر من خلال رئاستها للاتحاد الافريقي العام القادم. قال انها ستعمل علي إقرار الدول الافريقية لاتفاقية التجارة الحرة خاصة بعد توقيع ٤٩ دولة.. وأضاف أن القارة وبعد هذه الاتفاقية ستصبح واحدة من أكبر مناطق التجارة الحرة. اشار إلي أن ذلك سوف يكون لصالح البنيان الاقتصادي الاقليمي.
في اطار الجهود المصرية لازالة عقبات التعاون الاقتصادي مع الدول الافريقية. عمل طارق عامر محافظ البنك المركزي علي التباحث وعقد الاتفاقات مع نظرائه الافريقيين.. ما تم التوصل اليه استهدف توفير الضمانات لتقديم الضمانات والتسهيلات الائتمانية.
لا جدال أنه وعلي ضوء هذا المنتدي فإن هناك فرصة كبيرة لتحقيق الاهداف المرجوة. إن ما تم التوصل اليه سوف يساهم في اقامة مشروعات التنمية واتاحة الملايين من فرص العمل والارتفاع بمعدلات النمو والناتج القومي.. ليس خافيا أن عقد هذا المنتدي في مصر سوف يدفع بالعلاقات المصرية الافريقية إلي آفاق واسعة.
نقلا عن الاخبار
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع