بقلم - جلال دويدار
مع ترحيبنا ودعمنا للعديد من المشروعات القومية التي نحتاجها لتحقيق التنمية الشاملة التي تتوافق مع آمالنا وطموحاتنا إلا اننا اسقطنا من حسابنا مشروعا قوميا غاية في الأهمية. يأتي ذلك باعتبار ان تبنيه ورعايته يعد محورا أساسيا لتعظيم عائد كل مشروعاتنا القومية الواعدة.
في هذا الشأن فإن هذا الهدف القومي المهم الذي أعنيه يتعلق بمكافحة الأمية التي تؤدي انعكاساتها السلبية إلي انتشار الجهل بكل متطلبات التقدم علي كل المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. أي علي كل الأصعدة التي تحتاجه أي جهود لتسيير الحياة الطبيعية السوية.
حول هذه القضية التي أري أنها لا تلقي الاهتمام الواجب فقد صدمني البيان الذي صدر أخيرا عن الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء. هذا البيان يتضمن أن نسبة الأمية في مصر المحروسة ٢٥٫٨٪.
لا جدال أن تفشي الأمية بهذه النسبة الكبيرة يتناقض تماما وأبسط حقوق الانسان كما جاء في بيان الجهاز الذي شمل احصائيات عديدة بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية الذي يوافق ٨ سبتمبر من كل عام.
إن أهمية وفاعلية وجود انسان بلا أمية يترتب عليه وبشكل أساسي اجراء وتنمية قدراته الشخصية. ليس خافيا أن توافر هذه القدرات هي السبيل لتأهيله لشق طريقه في الحياة بالنجاح المأمول.
من المؤكد أن تحقيق هدف انسان بلا أمية هي مسئولية الدولة والمجتمع بكل أطرافه وأطيافه. في هذا الاطار فإن دور الدولة يتركز في توفير الاعتمادات المالية واصدار التشريعات اللازمة والملزمة. يشمل ذلك أيضا تقديم كل ما يمكن من حوافز تشجع علي الخلاص من آفة الأمية وما يرتبط بها من سلبيات ومساوئ.
من ناحية أخري فلا جدال أن المؤسسات الدينية ومنظمات المجتمع المدني إلي جانب جميع الأنشطة عامة وخاصة مطالبة بان تشارك أيضا في هذه المسئوليات. عليها ان تساهم في برنامج واسع لمحو الأمية الذي هو في النهاية لصالحها وصالح المجتمع الذي تعمل فيه.
إن نجاح تبني محو الأمية كهدف قومي يفرض واجبات علي وسائل الإعلام سواء كانت مقروءة أو مرئية أو مسموعة. إنها مطالبة بالتوجيه بالتحقيقات والمقالات والبرامج التي تساعد علي التوعية وتفعيل أي جهود تبذل لمحو الأمية.
كم أتمني أن تؤمن الدولة وكل أفرع أنشطتها في جميع المجالات بأنه حان الوقت - الذي تأخر كثيرا- للتحرك الايجابي وبقوة نحو إقامة دولة بلا أمية. تحقيق ذلك سوف يعد انجازا تاريخيا يحسب لهذه الحقبة والقائمين بمسئولياتها.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع