بقلم - جلال دويدار
لا يمكن لأحد في مصر أو علي المستوي العربي أو العالمي أن ينكر القيمة الدعائية التي أصبح يمثلها اسم فرعون الكرة المصري العالمي محمد صلاح. هذه القيمة تتعاظم يوما بعد يوم بانجازاته التي جعلت اسمه علي لسان عشرات بل مئات الملايين من عشاق الكرة في كل دول العالم. هذا الحب وهذه الشعبية الجارفة العالمية التي يحظي بها هذا المصري ابن مركز بسيون - غربية حولته الي أيقونة مصرية عربية افريقية علي مستوي العالم.
هذه الشهرة وهذه القيمة لا يمكن أن ينال منها عدم فوزه بجائزة الأفضل عالميا.. وإن كان قد حصل في حفل الفيفا علي جائزة »بوشكاش» العالمية باعتباره صاحب أحسن الأهداف التي أحرزها لاعب علي مستوي العالم. يكفيه أنه كان ضمن الثلاثة المرشحين الذين يمثلون عمالقة الكرة علي مستوي العالم.
لا جدال أن عدم تحقيقه لهذا الفوز في احتفال هذا العام قد صدم الملايين من محبي صلاح إلا أنه من المؤكد أن وجوده ضمن هذا الاختيار العالمي سوف يكون حافزا له لمضاعفة جهوده ليكون الأفضل باذن الله في احتفال العام القادم. ان اخفاق هذا العام لا يمكن أن يؤثر علي شهرته وشعبيته.. إنها لا تقتصر علي إنجازاته الكروية من خلال مسيرته الاحترافية واخيرا في فريق ليفربول وإنما تمتد ايضا الي سلوكياته وبساطته ومواقفه الانسانية التي هزت وجدان عشاق الساحرة المستديرة.
> > >
كم أرجو من وزارة السياحة المصرية ومن وزيرتها رانيا المشاط وهي تبدأ تفعيل البرنامج الدعائي الجديد بمنظور وفكر مختلف كما أعلنت.. ان تقدم علي اجراء اتصال بمحمد صلاح لمفاتحته في أن يكون جزءا من حملات الترويج لمصر سياحيا. من المؤكد أن نجاحها في هذا المسعي الايجابي سوف يكون له مردود رائع علي مستقبل السياحة المصرية في الفترة القادمة من منطلق المساهمة في تحسين الصورة الذهنية لمصر.
إنني علي يقين أن هذه المشاركة التي تنبع من الاحساس الوطني اذا تحققت لن تتعارض بأي حال من الأحوال مع عقود محمد صلاح مع الشركة التي تحتكر اسمه دعائيا. علي ضوء هذه المقومات التي حباه الله بها فإن ظهوره بشخصه أو باسمه في أي مكان أو أي مناسبة مقرونا باسم وطنه مصر سوف يساهم في إضافة المزيد من الجاذبية السياحية لتعظيم عملية الترويج والتسويق.
> > >
ارتباطا بهذا الشأن فإنه ليس خافيا أن مصر كانت قد فقدت مكانتها السياحية بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١. إنها حاليا تشق طريقها نحو الانتعاش واستعادة ما فقدته. ولا جدال إننا نحتاج لكل ما يدعم ويساند هذا التحرك الذي يصب عائده في صالح الاقتصاد القومي وبالتالي صالح شعب مصر . في هذا الإطار فإن استثمار شهرة محمد صلاح مهمة لابراز ما نملكه من امكانات سياحية فريدة لا تعد ولا تحصي. في اعتقادي أن هذا البطل الكروي المصري العالمي لن يبخل علي وطنه مصر الذي يذوب حبا فيه بأي جهد.
إننا مطالبون في المرحلة القادمة اذا ما تم الاتفاق مع صلاح حول هذا الأمر بتنظيم لقاءات له مع الأفواج السياحية خلال زيارته لمصر. يمكن استخدام لقطات تجري بينه وبين هؤلاء السياح الذين سوف يكونون سعداء في أفلام الدعاية والترويج. ما أقوله مجرد فكرة يعتمد تفعيلها علي وسيلة التواصل مع صلاح لاقناعه بقبولها لصالح الانطلاق بالسياحة صناعة الأمل. من المؤكد ان توافر الأمن والاستقرار والتحسن الذي تشهده الأوضاع الاقتصادية تعد عاملا مهما لنجاح وفاعلية حملات الدعاية والتسويق. انها يجب ان تعتمد علي الوسائل المؤثرة في الاسواق السياحية. لابد أن يصاحب ذلك علي التوازي الاهتمام والعناية بالخدمات السياحية والارتفاع بمستواها.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع