بقلم - جلال دويدار
لا يستطيع أي مواطن عربي قومي أن يخفي شعوره بالحزن والإحباط مع استمرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية. ليس خافيا أن هذا القرار صدر بتأثير الانسياق وراء ما يسمي بمؤامرة الربيع العربي حاملة شعار نشر الفوضي في كل البلاد العربية. لم يتم التنبه لهذه الأهداف التي فضحتها الأحداث إلا بعد أن تمكن هذا التآمر الذي تبنته القوي الخارجية في بعض الدول العربية.
جاءت مبادرة التصدي لما حدث من مصر الدولة الرائدة لأمتها العربية دائما. استطاعت بالوعي وإرادة شعبها ان تضع حدا لهذه الغمة التي اعتمدت علي خيانة وعمالة جماعة الإخوان المسلمين لهويتها المصرية.
تمثلت هذه الإرادة الصلبة في مواجهة كارثة الربيع العربي بثورة الشعب المصري يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣. لم يكن مطلوب لانتصار هذه الثورة سوي قطع رأس أفعي هذا التآمر الذي تركز في جماعة الإرهاب الإخواني. نجاح هذا الحراك الشعبي المصري تأكد وتيقن بوقوف القوات المسلحة وراءه في مواجهة هذه المؤامرة.
كان هؤلاء المتآمرون يضعون آمالهم في سقوط مصر باعتبارها نقطة البداية لعملية التعميم علي كل العالم العربي. من المؤكد أن إفلاتها من هذه المؤامرة كانت انعكاسا لإرادة شعبها وتاريخه وحضارته.
للأسف الشديد أن بعض الدول العربية وقعت فريسة لهذه المؤامرة التي حولتها إلي فوضي وصراعات ودعاوي للتقسيم. ليس هذا فحسب وإنما جعلت منها أيضا ساحة لنفوذ وسيطرة التنظيمات الارهابية التي تدين بالوجود والولاء لمن هم وراء مؤامرة الربيع العربي.
وعودة لقضيتنا الأساسية بشأن عضوية الجامعة العربية فإن هذا يرجع إلي أن الشقيقة سوريا كانت من ضحايا هذا الضياع العربي. ساهم جنوح قادتها التحالف مع نظام الملالي في عزلتها العربية.
هذا التحالف السوري مع إيران لم يضع في اعتباره الدور التخريبي الذي يقوم به الملالي في اليمن مستهدفة شغل واستنفاد قوي المملكة العربية السعودية من أجل النفاذ والسيطرة والهيمنة علي منطقة الخليج العربي.
من ناحية اخري جاءت مواقف بعض الدول العربية لتدفع بهذه القيادة إلي مزيد من التنكر للعروبة بالارتماء في الأحضان الإيرانية. كان محصلة ذلك وقوع الشعب السوري المعتز بانتمائه العربي في المزيد من التنكيل والانتهاك لحقوقه المشروعة التي كانت وراء انخداعه بمؤامرة الربيع العربي.
علي هذا الأساس فان استعادة سوريا لعضويتها بالجامعة العربية مرهونة بالشروط التالية:
> الاستجابة لمطالب الشعب والتوصل إلي تفاهم مع المعارضة السورية الوطنية حول الخطوات اللازمة.
> لابد من تخلص سوريا من سيطرة ونفوذ حكم الملالي الذي لا يرجو أي خير للأمة العربية.
لا جدال ان استئناف كلا من دولة الامارات العربية والبحرين لعلاقاتها الدبلوماسية مع سوريا تعطي أملاً ولكن رغم ذلك فإن هذا الأمل سيظل متوقفا علي الالتزام بهذه الشروط
نقلا عن الأخبار
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع