بقلم - جلال دويدار
أثار شباب قطاع غزة الفلسطيني العزل اهتمام واعجاب العالم علي ابتكارهم للأفكار لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي لاراضي وطنهم. ما يحدث أدي الي اشاعة الهلع والقلق والرعب بين جنوده وبين سكان المستعمرات التي يقيم فيها المستوطنون. هذا السلاح الذي يتسم بالبساطة ليس سوي الطائرات الورقية التي يصنعونها ويقومون بتزويدها بالمواد الحارقة ثم يطلقونها لتحملها الرياح الي الاراضي المحتلة.
كان نتيجة اسقاط هذه الطائرات لحمولتها علي تجمعات جيش الاحتلال والمستوطنات اشعال الحرائق في أكثر من مكان في وقت واحد. هذا الامر ادي الي احداث حالة من الارتباك بين أجهزة الدفاع المدني التي تجد صعوبة كبيرة في السيطرة علي هذه الحرائق وما يترتب عليها من تشتيت لجهودهم.
المثير أن اسرائيل المدججة باعتي انواع السلاح الامريكي والتي تتوافر لها أحدث اجهزة التكنولوجيا.. عجزت عن التصدي لهذه الطائرات الورقية. ان اقصي ما اقدمت عليه لمنعها هو الغارات الجوية علي المدنيين في غزة واطلاق مدافعها علي القطاع زاعمة تدمير مصانع اعداد هذه الطائرات.. ان تواصل اطلاق هذه الطائرات الورقية البسيطة الصنع يؤكد الفشل الكامل لهذه الغارات وقذائف المدفعية في منعها.
لم تفلح اجتماعات القيادات العسكرية الاسرائيلية التي عقدت واستغاثات مستوطني المستعمرات في ايجاد حل لهذا الخطر الداهم الذي هز أركان الاستعمارية الاسرائيلية. هذه المواجهة الاسرائيلية الفاشلة لابتكارات شباب غزة كانت مثار سخرية العالم وتعاطفهم مع الفلسطينيين.
توجيه التهديدات والتحذيرات الي أبناء قطاع غزة لم يجدي نفعاً لوقف هجمات هذا السلاح الورقي المحمل باخطار الحرائق الي المواقع الاسرائيلية في الاراضي المحتلة.لا جدال ان طائرات المقاومة الفلسطينية الورقية أصبحت نقطة مضيئة وسط حالة الظلام العربي.
لجوء ابناء غزة الي استخدام سلاح الطائرات الورقية جاء مصاحباً لمظاهرات العودة الصاخبة علي حدودالاراضي المحتلة وداخل مدينة القدس. هذه التجمعات اثارت قلق الكيان الصهيوني وهو ما ادي الي اصدار التعليمات باطلاق الرصاص الحي عليها ليسقط ما يقرب من ١٤٠ شهيداً ومئات المصابين.
يحدث هذا وللاسف في ظل صمت مخز للعالم واستخدام كل وسائل التشويش والتشويه للتغطية علي جرائم اسرائيل. من ناحية أخري لجأت امريكا المحرضة والحامية والداعمة لعدوانية اسرائيل الي كل الوسائل لشل اي تحرك من جانب مجلس الامن لادانة عمليات القتل التي تقوم بها اسرائيل بما في ذلك اشهار الفيتو.
الاسوأ من كل هذا هو حالة عدم المبالاة من جانب معظم الدول العربية. ان اهتمامها وللاسف يتركز علي كل ما يترتب عليه اضعاف ما تملكه من إمكانات القوة. خير مثال علي ذلك انشغال بعضها بتحريض ودعم الارهاب في سوريا وليبيا من أجل تمزيقها وتهديد وحدتها وسيادتها.
ليس هذا فحسب وإنما لجأت أيضا - اعتمادا علي ما لديها من مال - للتآمر وتمويل الارهاب لتهديد الأمن والاستقرار العربي. في هذا الاطار فإن ما يجري علي الساحة العربية من مآس يجعلنا نقول لا حول ولا قوة إلا بالله.. ألا خلاص لهذه الامة من هذه الحالة المأساوية.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع