بقلم - جلال دويدار
علي نسق ما يتم تداوله من وقت لآخر حول انهاء روسيا لحظرها الذي أصبح غير مبرر لرحلات سياحها الجوية إلي مقاصد مصر السياحية بدأت بعض الأصوات تتحدث عن اتخاذ نفس القرار من جانب بريطانيا التي بادرت بحظر سياحها رغم أنه لم يكن لها علاقة بحادثة الطائرة الروسية في شرم الشيخ.
يبدو أن هذه الآمال تجددت في أعقاب مشاركة رئيسة وزراء بريطانيا »تيرزا ماي» في قمة شرم الشيخ العربية الأوروبية التي دعت إليها الدولة المصرية. ساهم في ذلك النجاح الذي حققته هذه القمة. لم يوضع في الاعتبار في هذا الشأن ان السياسة البريطانية لا تتوافق مع توجهات وأهداف السياسة الأوروبية بشكل عام. هذا الواقع يتمثل في قرار انفصال لندن عن ارتباطها بالاتحاد الأوروبي رغم أنه مازال معلقاً. تم ذلك برغم ما سوف يترتب علي القرار من خسائر للاقتصاد البريطاني.
في اعتقادي ان هذه المشاركة ووفقا للماضي البريطاني لم تأت الا لمتابعة ومراقبة ما يصدر عن هذه القمة من قرارات وتوجيهات.
>>>
هذه الآمال والتوقعات حول استئناف السياحة البريطانية جاءت علي لسان خبراء ومستثمري السياحة. انهم لم يضعوا في اعتبارهم أن قرار الحظر ً لم يكن هناك أصلا ما يدعو الي اصداره. هذا الأمر يجعلنا نستعيد الذاكرة حول الدور التآمري الذي مازالت تضطلع به الدولة البريطانية اعتماداً علي ماضيها وخبرتها الاستعمارية.
الغريب ان تتمسك بريطانيا بهذا السلوك رغم علاقاتها الاقتصادية والاستثمارية بمصر. أنها بذلك تؤكد التزامها بالفصل بين المصالح الاقتصادية والتآمر السياسي الذي يعتمد علي الاستراتيجيات والترابطات ذات الابعاد الاستخباراتية.. المثير تواصل هذا الحظر رغم ان واشنطن بوصفها حليفتها في الاستعمار والهيمنة علي العالم لم تصدر مثل هذا القرار.
قد يكون هذا الموقف البريطاني ناجما عن عمليات التنسيق وتوزيع الادوار التي تحبذها لندن. اثبتت الأحداث انه من الصعب التوصل الي تفسير مقنع لمثل هذه السلوكيات.
>>>
يرجع ما استند عليه فيما توصلت إليه من رأي في هذا الشأن.. ان بريطانيا لم يكن لها تصيب من الخسائر فيما ترتب علي أزمة سقوط الطائرة الروسية.. رغم ذلك فانها كانت صاحبة المبادرة في حظر السياحة وتبعتها روسيا صاحبة الطائرة. أعلنت في حينها ان لديها معلومات عن تنفيذ أعمال ارهابية ضد السياحة في مصر. روجت لهذه المعلومات الاستخبارية دوليا دون ابداء اي نوع من التعاون والتنسيق مع مصر باعتبارها الدولة المعنية.
لا جدال أن مجريات الامور بهذا الشكل تضع الكثير من التساؤلات حول الدور الذي تقوم به دولة بريطانيا الرسمية في تعاملها مع عالم الارهاب. يحدث هذا وفقا لما هو معلن رغم ما تشهده حركة السياحة البريطانية إلي مصر من نمو حاليا. علي هذا الأساس لا يمكن ربط حضور رئيسة وزراء بريطانيا لقمة شرم الشيخ الناجحة وتداول آمال عودة السياحة البريطانية.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع