بقلم - جلال دويدار
قرار غير صائب الذي صدر بإلغاء مترو مصر الجديدة. كما هو معروف فان هذه الوسيلة المتقدمة للتنقل كانت مصاحبة لإنشاء حي مصر الجديدة بواسطة البلجيكي البارون إمبان. ظلت هذه الوسيلة تؤدي خدماتها لسكان مصر الجديدة ولكل سكان القاهرة علي أكمل وجه إلي أن فوجيء الجميع بقرار إلغائه.
لا أري بأي حال أي مبرر للإقدام علي هذه الخطوة التي تحرم سكان القاهرة من خدمات هم في أشد الحاجة إليها. لا يمكن القبول بأي تبرير لهذا القرار.. انه لا يتعارض وأي عملية تطوير. أنه في نفس الوقت وسيلة مكملة لمترو الانفاق.
أن ما يدل علي فاعلية هذه الوسيلة ان معظم عواصم العالم مازالت تستخدمه دون أي مشاكل. انطلاقاً من هذه الحقيقة فإن قرار التخلص من مترو مصر الجديدة يعد قراراً متسرعاً. انه بذلك يلحق بالترام الذي ظل ولسنوات طويلة من معالم القاهرة. ليس هذا فحسب وأنما هو يعتبر من وسائل النقل التي تستخدم الطاقة النظيفة.
أن مترو مصر الجديدة كانت بعض خطوطه الرئيسية تربط بين أحياء وسط القاهرة القديمة وحي مصر الجديدة. كانت قطاعات كبيرة من سكان مصر الجديدة حتي أصحاب السيارات يلجأون إلي استخدام المترو. لا جدال ان هذا الاستخدام كان يساهم في حل مشكلة زحام شوارع القاهرة بالسيارات وكل وسائل المواصلات الاخري.
كنت أرجو ان يكون في اجهزة هذه الدولة من يمعن التفكير في قرار إلغاء مترو مصر الجديدة. كان يمكن استفتاء السكان الذين من المؤكد أنهم كانوا سيرفضون القرار تحت اي مبرر.
كان علي من اتخذ هذا القرار أن يدرك أنه لم يكن صائباً. كان يجب ان يكون هناك مسئولون يعترضون علي القرار. ولكن هذا لم يحدث. هذا الموقف يشير إلي أن العديد من المسئولين يعيشون في سبات عميق ولا يهتمون بمثل هذه القضايا.
نبهني إلي هذه القضية الدكتور مهندس ممدوح مختار من سكان مصر الجديدة. قال إن من اتخذ القرار لم يضع في اعتباره رأي سكان مصر الجديدة ولا حتي سكان القاهرة. هذا الأمر يحدث في الدول المتقدمة حيث يجري نقاش مجتمعي قبل أن يوضع أي قرار يتعلق بهم موضع التنفيذ.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع