بقلم - جلال دويدار
مسكينة تلك العقول المصرية المبهرة بما تقدمه من اختراعات تحوز علي الاعجاب والتقدير في المعارض الدولية. استشعرت بالتعاطف مع هذه الفئة المصرية النابغة بعد ما قرأته في احدي الصحف اليومية عن فوز مجموعة من المخترعين المصريين بـ ٤٣ جائزة في معرض جنيف للاختراع في منافسة مع ٨٢٢ مخترعا ممثلين لـ ٤٠ دولة. ساءلت نفسي بعد ان قرأت ما اسعدني في هذا التقرير الصحفي.. عن مصير هذه الاختراعات المصرية الفائزة في هذه المنافسة العالمية.
أنني لا استبشر خيراً فيما يتعلق بمصير هذه الاختراعات. يأتي هذا الشعور الغالب نتيجة ادراكي بأنها لن تجد من يتبناها في مصر سواء بتنفيذها أو القيام بتسويقها للاستغلال. كل ما اعرفه أن لدينا جهازا لمتابعة هذه الاختراعات ولكن لم اسمع انه قام باتخاذ ما يمكن لتحويله الي واقع انتاجي.
هذه المسئولية لا تقتصر علي هذا الجانب وحده ولكن يتحملها ايضاً رجال الاعمال الذين لا يهمهم سوي التربح او بذل الجهد لحل مشاكلهم مع الاجهزة الحكومية.
لا سبيل لانقاذ هذه العبقرية المصرية سوي بأن يكون لدينا جهاز فاعل علي أعلي مستوي يستحوذ علي الثقة لرعاية مخترعاتهم وتسويقها والترويج لها محلياً ودولياً. من المؤكد أن نجاحه في هذه المهمة بالنسبة لبعض هذه المخترعات سوف يكون عاملاً مشجعاً لمزيد من ابداع العقول المصرية وانقاذها من حالة الاحباط واليأس. ليس غائباً ان تقدم الامم في جميع المجالات هو وليد ما تقدمه العقول التي تهوي البحث وتقديم كل جديد.
كم أتمني ان يكون في كل وزارة خاصة وزارتي التعليم العالي والتعليم العام جهاز تكون مهمته رعاية الموهوبين الذين تستهويهم قضية الاختراع. في هذا الاطار فإن علي هذا الجهاز تصفية ما يعرض عليه من هذه الاختراعات ليقوم بتقديمها بعد ذلك الي جهاز مركزي علي اعلي مستوي مهمته تنحصر في اختيار الاختراعات التي يري ان الفرصة متاحة امامها للتسويق سواء داخلياً او خارجياً.. يدخل ضمن هذه المهمة مواصلة ومتابعة هذا الاختراع واجراء الاتصالات اللازمة حتي تري النور. علينا ان ندرك ان رعاية المخترعين ومخترعاتهم هو جزء من الاصلاح الذي تقوم به لاعادة بناء هذا الوطن.
من ناحية أخري فلا جدال أن أمكانات مساعدة وتبني المخترعين المصريين وعلي واقع ما هو متاح تتطلب قيام وزارة الانتاج الحربي بدور رئيس بالنسبة لأي جهود تبذل.
من المؤكد أن هذه الوزارة تملك الامكانات من خلال مصانعها لتقديم كل متطلبات رعاية وتنفيذ هذه الاختراعات. ما أقوله لا يأتي من فراغ ولكنه نابع من الاهتمامات التي أبداها اللواء العصار وزير الانتاج الحربي حيث سبق ان دعا بعض هؤلاء المخترعين للقائه من أجل تحويل ناتج عقولهم الي حقيقة
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع