بقلم - جلال دويدار
لا جدال أن ربطنا بريا بالقارة الافريقية التي ننتمي إليها ظل ومازال حلما نأمل أن يتحقق عبر دولة السودان الشقيقة. هذا الحلم سيتيح لمصر فرصا سياسية واقتصادية واجتماعية واعدة يدعم علاقاتنا بهذه الدول. إن تنفيذه بالتعاون مع السودان وكل الدول الافريقية سيحقق لمصر والقارة الافريقية عوائد هائلة نفتقدها لقصور وارتفاع تكلفة وسائل النقل الاخري. ليس هذا فحسب ولكن الأهم هو التلاحم والتقارب بين البلدين.
هذه البشري التي أرجو أن تتحول إلي حقيقة وواقع جاءت عقب الاجتماعات المشتركة التي عقدت في الخرطوم واستمرت ثلاثة أيام بين الجانبين تواصلا للاجتماعات والمباحثات السابقة المتواصلة بين المسئولين والخبراء المصريين والسودانيين في وزارتي النقل . رأس الوفد المصري المهندس محمد فؤاد سليط مدير عام المتابعة لمشروعات هندسة السكة الحديد بوزارة النقل المصرية.
أعلن المهندس سليط في تصريحات لأنباء الشرق الاوسط أن التخطيط للمشروع يتضمن أن يبدأ الخط من أسوان إلي أبو حمد بالسودان مارا بوادي حلفا. قال ان عمليات النقل بهذا القطار سوف تمثل نقلة نوعية ومتقدمة لنقل الركاب والبضائع سواء في الكميات أو النوعيات. أشار إلي أن اهتمام الوزارة بتنفيذه باعتباره أحد المشروعات المهمة. أكد أن تسيير هذا الخط الحديدي بين مصر والسودان سيعزز ويدعم العلاقات التجارية والاقتصادية.
أضاف رئيس الوفد المصري أن التفكير في هذا المشروع الحيوي يعود إلي عام 2010 في إطار السعي لزيادة الربط السكاني والاقتصادي بين البلدين. تم مناقشة هذا المشروع في إطار خطة الربط بين الدول العربية وتم تكليف أحد المكاتب الاستشارية العالمية بإعداد دراسة شاملة. جري ذلك في اجتماع وزراء النقل العرب في ذلك الوقت.
إن ما يثير التفاؤل أن هذه التصريحات تضمنت أن تنفيذ مشروع الوصول بالسكة الحديد إلي السودان سوف يستغرق وفقا للدراسات 36 شهرا. ذكر أنه يتطلب في نفس الوقت أن يقوم كل جانب بمتطلبات الربط. وسوف تشمل الدراسات الخاصة بالمشروع الجدوي الاقتصادية ومعدلات النمو الاقتصادي المستقبلية للطرفين لتوفير التمويل اللازم.
من جانب آخر أكد رئيس الوفد السوداني المهندس عبدالرحمن شريف أن هذه المباحثات تأتي حول هذا المشروع تفعيلا لقرارات اللجنة العليا بين مصر والسودان برئاسة الرئيسين السيسي والبشير. إنه سوف يمتد هذا الخط مستقبلا الي اثيوبيا وتشاد ومنها إلي كل افريقيا.
كما هو معروف فإن هناك خطوطا بحرية يجري تسييرها في بحيرة السد العالي بين مصر والسودان. وللارتفاع بمستوي خدمات هذا الخط الذي يستخدم في نقل الافراد والبضائع تم إقامة ميناء بحري مجهز علي النيل. يضاف إلي ذلك الرحلات الجوية لمصر للطيران والطيران السوداني. هذه الحركة لا يمكن أن تحقق بأي حال ما يمكن ان يحققه النقل بالسكة الحديد.
يصف الخبراء تحقيق هذا الانجاز بأنه سوف يمثل إضافة ايجابية هائلة لصالح العلاقات المصرية - السودانية من ناحية والعلاقات المصرية الإفريقية من ناحية أخري. هل يمكن ان يتحقق هذا الحلم؟ إن تنفيذه سيكون بداية مشجعة لإمكانية اتخاذ خطوات فاعلة لامتداده إلي الدول العربية عبر الأردن والسعودية.
نقلا عن الاخبار القاهرية