بقلم - جلال دويدار
كل الدراسات والابحاث الميدانية وما هو متوافر علي أرض الواقع يؤكد أن جانبا كبيرا مما تملكه مصر من امكانات سياحية فريدة.. يتمثل في ثروتها الطبيعية البيئية. إن أبرزها ما يزخر بها البحر الأحمر الممتد مئات الكيلومترات علي سواحلها من أحياء مائية وشعب مرجانية لا مثيل له في العالم.
يقول الخبراء إن عناصر هذه الثروة تمثل عاملا غاية في الاهمية لجذب فئات سياحية تتميز بارتفاع معدلات إنفاقها سواء لمشاهدة هذه الاحياء المائية أو لممارسة رياضة الغطس لمشاهدة عالم الشعب المرجانية بتشكيلاتها وألوانها الرائعة.
رغم توافر هذه المعلومات والجهود التي تقوم بها وزارة البيئة في الاعلان عن مكونات هذه الثروة وما يتم اكتشافه من مستجدات.. إلا أن استثمارنا لها سياحيا واقتصاديا مازال دون المستوي.
التسويق والترويج لهذه الثروة البيئية السياحية يتطلب التعاون والتنسيق بين وزارتي البيئة والسياحة. لابد من أن يكون هناك توعية تستند إلي ما يمكن تحقيقه من عوائد مالية هائلة. علي جانب آخر فإن تحقيق هذه التوعية يتطلب أن تكون ضمن البنود الرئيسية لحملات الترويج والتسويق التي تنفق عليها عشرات الملايين من الدولارات.
> > >
إن ما لفت نظري إلي هذه الثروة المهملة ما صرحت به الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة عن أهمية مساهمة الاعلام وجميع الهيئات المعنية بالتعاون من أجل نشر الوعي البيئي.. في هذا الشأن جاء الاعلان عن الأعداد الكبيرة من الدرافيل التي يهتم الكثيرون حول العالم بمتابعتها.. المتواجدة حول جزيرة »صمداي» بالبحر الاحمر..
تواصلا مع هذا الاعلان أكد الدكتور مصطفي فودة الخبير البيئي الدولي أهمية الحفاظ علي التنوع البيئي الذي تشتهر به مصر خاصة الانواع الغازية منها. هذا يحتم مراعاة مكافحة التلوث البيئي لحماية هذه الكائنات . قال إن الدولفين الواحد في مياهنا يمكن أن يحقق عائدا اقتصاديا يصل إلي ٩٢ ألف دولار سنويا.
> > >
من ناحية أخري تحرص وزارة البيئة علي بذل كل ما يمكن من جهود للحفاظ علي العديد من المحميات الطبيعية سواء التي تنتشر علي البحر الاحمر علي شكل جزر أو الموجودة في العديد من المناطق بالاراضي المصرية مثل وادي الحيتان في صحراء الفيوم.. أهمية هذه الثروة تكمن في حمايتها والحفاظ عليها خاصة من جانب التعامل الجائر الذي يؤثر علي تميزها وجاذبيتها البيئية.
ويقول الخبراء إن أهم ما تشتهر به جزر المحميات المصرية علي مستوي العالم.. تنوع »الدلافين» المتواجد بها والتي منها أنواع نادرة مثل الدوار والمغزلي والتي لا تتوافر سوي حول جزر »الهاواي» وبعض شواطئ البرازيل.. وباعتبار أن جزيرة صمداي تعد مركزا لتجمعات هذه الدلافين فإن وقوعها في إطار منطقة مرسي علم بالبحر الاحمر أصبح يمثل عامل جذب لحركة السياحة العالمية.
> > >
كم أتمني أن يكون هناك جهاز مشترك بين وزارتي البيئة والسياحة لتنظيم البرامج السياحية إلي »صمداي» وإلي كل المحميات المصرية سواء كانت بحرية أو أرضية. هذا التعاون المتميز لابد أن يستند إلي تنمية الوعي لدي شركات السياحة. يدخل ضمن هذه المهمة تخصيص جزء من موازنة الترويج والتسويق لحملات الدعاية لصالح جذب السياح إلي هذه المحميات.
هذا التحرك يتطلب التواصل مع النشرات والاصدارات ووسائل الاعلام المتخصصة التي تحظي بالمتابعة من جانب المهتمين بهذه الحياة الطبيعية. التوصل إلي منظومة حول هذا النشاط يتوافق مع ما تحتاجه تنمية السياحة من تنوع واستغلال لكل الامكانات المتوافرة خاصة الفريدة التي أنعم الله بها علي مصر.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع