بقلم: جلال دويدار
أمضي ملايين المصريين العاشقين لكرة القدم المحبين والمنتمين لمصريتهم - بعيدا عن التعصب - سهرة رمضانية رائعة تحيطها الفرحة.. كان مدعاة ذلك فوز فريق الزمالك ببطولة الكونفدرالية الأفريقية. المباراة بشكل عام اتسمت بالقوة من جانب أعضاء الفريقين.
هذا الفوز وهذه الفرحة جديرتان بتناسي الفرص الغاية في السهولة التي أهدرها لاعبو الزمالك.. كهربا وأوباما وحميد احداد وزيزو. في نفس الوقت فقد كان لاعبي خط الدفاع علي مستوي المسئولية حيث نجحوا في لجم فريق نهضة بركان المغربي وحرمانه من كل الفرص التي اتيحت له للتسجيل.
من ناحية أخري أدي طارق حامد لاعب وسط الزمالك دورا بطوليا في تحقيق هذا الفوز. تحركاته وجديته وحماسه وتفانيه كانت عوامل أساسية في حصول القلعة البيضاء علي كأس الكونفيدرالية الافريقية.
إن أجمل وأروع ما تم تسجيله في هذه المباراة التي انتهت بفوز تاريخي للزمالك لأول مرة بهذه البطولة.. هو الحضور الجماهيري الحاشد الذي تجاوز الستين ألفا. كان سلوكهم حضاريا وبعيدا عن اي خروقات تتعارض وتتنافي مع الروح الرياضية والأخوة العربية التي تجمعنا بالشعب المغربي الشقيق. أسوأ ما اتسمت به المباراة تمثل في التحيز الفاضح وغير الطبيعي من جانب المذيع المغربي للمباراة علي قناة »Bein».
مظاهر السعادة بالفوز تعاظمت بتحقيق الفوز بهذه البطولة. يضاف الي ذلك تضاعف شعور جماهير الزمالك بالفخر بهذا الانجاز الذي حققه فريقها الكروي نظرا لغياب البطولات الافريقية عن ناديها منذ ١٦ عاما.
ما أثارني قبل إقامة هذه المباراة تصريح المدير الفني للفريق المغربي للمباراة.. بأنه يكفيه تشجيع جمهور النادي الأهلي لفريقه!!
في اعتقادي أن ما جاء في هذا التصريح أمر مشكوك فيه علي أساس أن الزمالك في هذه المباراة كان يمثل مصر ويلعب باسمها.. كما ان فوزه في النهاية هو انتصار للكرة المصرية. كم ارجو ان تسود الروح الرياضية الوطنية بين جماهير الكرة المصرية علي اختلاف انتماءاتهم.
رغم فوز الزمالك وما ترتب عليه من فرحة وسعادة عارمة إلا أنه لا يمكن إنكار اللحظات الصعبة التي عشناها مع ركلات الجزائر الترجيحية. كان قد تم اللجوء الي هذه الضربات لحسم النتيجة بعد ان سجل الزمالك هدفه الوحيد من ضربة جزاء وفشل في تسجيل الهدف الثاني المطلوب للفوز.
كان أملنا أن ينجح حارس المرمي جنش بحكم الشهرة والخبرة في صد جانب من ركلات الجزاء.. ولكن الحظ لم يحالفه. جاء الفرح في البداية بإطاحة لاعب الفريق المغربي بالكرة الي خارج مرمي الزمالك. هذا الفشل كان طريق الزمالك الي هذا الفوز الغالي.
مبروك لنادي الزمالك وجماهيره ولكل ابناء مصر الذين يسعدون ويفرحون بكل ما يمكن أن يرفع إسم مصر بعيدا عن التعصب. واجواء المهاترات والتجاوزات..التي لا تخدم بأي حال الرياضة المصرية.
أتمني أن يكون هذا الفوز الزملكاوي بشرة خير لفوز منتخبنا الوطني بالبطولة الافريقية التي تقام في مصر بدءا من يوم ٢١ يونيو القادم