بقلم: جلال دويدار
التاريخ الممتد لعقود طويلة من التلاحم والتقارب والاندماج بالإضافة إلي نهر النيل والحدود المشتركة تؤكد علي مصيرية العلاقة وحتمية التعاون والتنسيق بين مصر والسودان. هذه المقومات تعد سندا وأساسا لتحقيق المصالح والتطلعات المشتركة للشعبين الشقيقين المصري والسوداني. يأتي فوق كل هذا ما تمثله من أهمية لحماية الأمن القومي الوطني المشترك للبلدين.
في هذا الإطار حرص الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس الانتقالي ان تكون مصر أول وجهة خارجية يقوم بزيارتها بعد الإطاحة بحكم نظام البشير الذي كان قد تولي المسئولية منذ حوالي 30 عاما عقب انقلاب عسكري. لا جدال أن المباحثات التي أجراها الرئيس السيسي مع الضيف السوداني الكبير عبرت بشكل واضح عن طبيعة وخصوصية العلاقات الأخوية الوطيدة التي تربط كلا من مصر والسودان.
ما صدر عن هذا اللقاء الغاية في الأهمية عبر عن اهتمام مصر البالغ بأمن واستقرار السودان كانتا تحقيقا لهذا الهدف جاء الاتفاق علي حتمية دعم إرادة الشعب السوداني واختياراته اللذين كانا وراء تحرك القوات المسلحة السودانية للإطاحة بنظام البشير.
من ناحية أخري وتعظيما لما يربط البلدين الشقيقين أعرب الرئيس السيسي عن استعداد القاهرة لتقديم كل ما هو مطلوب من دعم لتجاوز هذه المرحلة بما يحقق تطلعات وآمال الشعب السوداني وبعيدا عن أي تدخلات خارجية. حول هذا الأمر أكد الموقف المصري علي قدرة الشعب السوداني ومؤسسات دولته علي العمل من أجل إقرار أمن واستقرار السودان سعيا إلي رخائه وازدهاره.
سعيا الي تحقيق هذا الإنجاز دعا السيسي إلي ضرورة تكاتف الجهود العربية والإقليمية والدولية إلي مساعدة السودان الشقيق لتلبية استحقاقات هذه المرحلة ومتطلباتها. لا يمكن أن يكون خافيا علي أحد - وانطلاقا لما بين مصر والسودان - ما تلمسه وتستشعره مصر حكومة وشعبا من اهتمام بما يشهده السودان من تطورات باعتباره قضية أمن قومي لنا وله.
حول هذا الشأن فإنه من المؤكد أن قيادتي البلدين سوف تعملان سويا علي طريق التعاون والتكامل لخدمة هذه الأهداف المشتركة