بقلم - جلال دويدار
من المتوقع تبني الرفض الحاسم للسياسات العدوانية الإيرانية.. من جانب القمم العربية والخليجية والإسلامية التي دعا إليها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.. لا جدال أن دولة الملالي تتحمل وحدها مسئولية سلوكياتها العدائية غير المسئولة التي دفعت هذا التجمع العربي الإسلامي الخليجي».. إلي اتخاذ هذا الموقف إضافة إلي المجتمع الدولي. ما أقدمت عليه هذه الدولة من أخطاء وما يصاحبها من إصرار علي تواصلها.. سوف يكون البند الأساسي في جدول أعمال القمم الثلاث.
ليس من سبيل للقبول بالدولة الإيرانية تحت حكم الملالي عضوا فاعلا في المجتمع الدولي إلا بتخليها عن سياساتها العدوانية الطائشة. إنها تستهدف التسلط والتدخل في الشئون الداخلية للدول خاصة في المنطقة العربية بشكل عام والخليج بشكل خاص. إن الوهم هو ما دفع هذا النظام الي تخيل إمكانية تحقيق هذا الهدف من خلال التحالف مع التنظيمات الإرهابية بالتمويل والإيواء.
هذا التحالف والسلوك غير السوي لن يحقق لها سوي العزلة العربية والإسلامية وكذلك الدولية. إن تبني الملالي لهذه السياسات الخرقاء يعكس تطلعه إلي الهيمنة علي كل منطقة الشرق الأوسط. ترتب علي ذلك إهدار أموال الشعب الإيراني المسلم سواء في بناء ترسانة عسكرية »وهمية» أو حبك المؤامرات لهز أمن واستقرار الدول.
إنه ولا جدال شيء محزن أن تؤدي سيطرة هؤلاء الملالي علي مقدرات إيران إلي ممارسة كل أنواع الفساد والنهب لثروات البلاد. كان من نتيجة ذلك انتشار الفقر والمعاناة بين أفراد الشعب الإيراني الذي عبر عنها بالعديد من ثورات الغضب التي ووجهت بأقسي وسائل القمع.
أخيرا فإن تعاظم غباء هؤلاء الملالي المشغولين بعمليات النهب والقمع بالدولة الإيرانية.. أعطي الفرصة للصدام العسكري مع أمريكا دولة القطب الواحد. من المؤكد أن هذا الامر يعرض الدولة الايرانية لنفس مصير عراق صدام حسين دمارا وتخريبا.
إنهم لم يضعوا في اعتبارهم تربص النظام الحاكم في أمريكا الذي يقوده ترامب.. للإيقاع بهم دفاعا عن المصالح ولاجل ارضاء الربيبة اسرائيل. يتم ذلك استغلالا للعديد من الممارسات والمؤامرات وإشعال الفتن. طيش الملالي وسوء التقدير دفعهم إلي استعداء كل دول المنطقة وفي مقدمتها السعودية حيث تستقر المقدسات الإسلامية الخالدة.
آخر حلقات هذه العدوانية تمثل في عمليات التخريب للسفن العابرة للخليج العربي وتوجيه الصواريخ الباليستية نحو المدن السعودية. إن ما يجري في اليمن العربي يشهد أيضا بهذه الحقيقة وهو ما تعكسه هذه الحرب الإجرامية التي يمارسها أذنابهم الحوثيين وحزب الله اللبناني.
ليس من هدف لهذه التحركات التآمرية الإيرانية سوي هز الأمن والاستقرار. إنها لم تقتصر علي دول الخليج العربي المجاورة وانما شملت كل دول العالم. ان مصر كانت هدفا لهذه العدوانية الملالية التي تجسدت في استقبالهم للمجرم »الاسلامبولي» قاتل الرئيس الراحل أنور السادات الزعيم الذي قهر اسرائيل في حرب ١٩٧٣ المجيدة. لم يكتفوا بذلك بل أنهم وزيادة في النكاية قاموا بتسمية أحد شوارع العاصمة طهران باسم هذا الإرهابي.
من المؤكد أنه كانت أمام نظام الملالي إمكانية أن يجعل من إيران عضوا فاعلا ونافعا في المجتمع الاسلامي والدولي يتجنب كل هذه السياسات والأعمال.. يضاف إلي ذلك أن الفرصة كانت متاحة امام هذا النظام للنهوض والتقدم بالدولة الإيرانية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.. لو أنه استخدم أموال الثروة البترولية في مشروعات التنمية بدلا من تدبير المؤامرات واشعال الصراعات.
ليس من تعليق أمام ما سوف تتخذه قمم مكة الثلاث من قرارات وتوصيات رفضا لسياساته وسلوكياته.. سوي القول الشهير: »علي نفسها جنت براقش».
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع