بقلم: جلال دويدار
بالتأكيد أننا نرحب بأي وساطة من أي طرف في العالم خاصة من إثيوبيا.. لإنهاء أزمة السودان الشقيق ووقف معاناته من سفك الدماء ووقف شئون حياته. رغم هذا فإن العلاقة الأزلية التي تربطنا بهذا البلد الشقيق تعد عاملا في غاية الأهمية لحل أزمته الحالية.
وفقا لما يتم تداوله فان هذه الأزمة ثارت بين القوي الشعبية التي أشعلت الثورة للإطاحة بحكم البشير المتواصل علي مدي ثلاثين عاما.. والمجلس الانتقالي العسكري الذي تولي إدارة شئون البلاد. بعيدا عن الملابسات فإنه لا يمكن بأي حال وعلي ضوء نجاح هذا الإنجاز إنكار دور القوات المسلحة في تحقيقه بالدعم والمساندة والتفعيل. جري ذلك رغم أن البشير ينتمي إليها حيث كان ضمن صفوفها عندما قام بانقلابه العسكري وتولي شئون الحكم.
لا جدال ان اي مبادرة من جانبنا كانت ستتم في إطار الحرص علي حفظ أمن واستقرار السودان الذي يعد عمقا استراتيجيا للأمن القومي المصري والعربي.يضاف إلي ذلك الاستناد إلي قوة وتاريخية ومصيرية الوشائج التي تربطنا بالسودان وشعبه علي مدي الزمن. يضاف الي ذلك ارتباط ملايين الضيوف من الإخوة السودانيين الذين يعيشون معنا في مصر.
ليس معني هذا.. الاعتراض علي وساطة إثيوبيا إحدي الجارات الحدودية للسودان.. من المؤكد أن ما بيننا وبين السودان وشعبه كان يسمح لنا أن نقوم بهذا الدور.. رغم ممارسات نظام البشير المخلوع.. للتأثير علي العلاقة الأزلية بين الشعبين المصري والسوداني.
لم يكن خافيا أنه كان وراء ذلك مشاعر من الحقد والجنوح للأخذ بأفكار أعدائنا وأعداء السودان المدعومين من نظامي الحكم الموتورون في قطر وتركيا. هذه المشاعر السلبية من جانب البشير تجاه مصر لم تؤد إلي تخلي الدولة المصرية عن تقديم كل ما يحقق آمال وتطلعات الشعب السوداني الشقيق.
هذه العلاقة التي لا تنفصم.. عبر عنها الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس الانتقالي الحاكم.. بالحرص علي أن تكون بلده الثاني مصر أولي الزيارات التي يقوم بها لخارج السودان بعد انتصار ثورة شعبه المجيدة.
هذه الزيارة تضمنت بشكل أساسي الالتقاء بالرئيس عبدالفتاح السيسي لبحث كل ما يساهم في تعظيم العلاقات والمصالح المشتركة. في هذا اللقاء الأكثر من أخوي جسدت التوجه المتبادل إلي تطوير وتقوية هذه العلاقات استجابة لرغبة الشعبين السوداني والمصري.
ما دار في المباحثات تضمن تأكيد الرئيس السيسي علي استعداد مصر تقديم كل المساعدات لدعم وحدة واستقرار السودان ومساندة ما يتمناه ويتطلع إليه شعبه الشقيق