بقلم: جلال دويدار
رغم إطلاق السلطات الفرنسية لسراح أحمد أحمد رئيس اتحاد الكرة الافريقي بعد حجزه عشر ساعات للتحقيق معه في تهم بالفساد.. إلا أن ذلك لا يمنع ما سببتها هذه الواقعة من »فضيحة بجلاجل» أحاطت بهذه المؤسسة الرياضية. يأتي ما حدث ارتباطا بالاتهامات الموجهة إليه من جانب السكرتير السابق للاتحاد.. المصري »عمرو فهمي». كان قد أرسل صورة من هذه الاتهامات المالية والأخلاقية إلي »الفيفا».
الاتهام بالفساد كان قد سبق أن طال »بلاتر» رئيس هذه »الفيفا» الجهاز المسئول عن اتحادات الكرة في العالم وتم التخلص منه في الانتخابات الأخيرة. كذلك عيسي حياتو الرئيس السابق للاتحاد الأفريقي حيث فاز عليه أحمد أحمد في الانتخابات التي أجريت في أديس أبابا. إذن فإن هؤلاء المسئولين الثلاثة عن الكرة الدولية والافريقية تجمعهم تهمة واحدة هي الفساد المالي والأخلاقي.
ان قطر هي الشريك المتضامن في معظم هذه الاتهامات. جري ذلك من خلال استخدام النظام الحاكم في قطر لسلاح المال فيما يتعلق باتهامات بلاتر ومجلس ادارته في عملية التصويت لصالح اختيار قطر لاقامة لاقامة بطولة العالم لكرة القدم عام ٢٠٢٢. علي نفس المنوال كان الاتهام الذي تعرض له »عيسي حياتو» حيث ارتبط اسمه بعملية احتكار فضائية »Bein» بين القطرية.. لبث البطولات الأفريقية.
وفقا لما تداولته كل وسائل الإعلام فإنه تم القبض علي أحمد أحمد المدغشقري أثناء وجوده في باريس لرئاسة المجلس التنفيذي لاتحاد الكرة الافريقي »الكاف» هذا الاجتماع قرر إعادة المباراة النهائية لبطولة الدوري الأفريقي التي أعلن فوز فريق الترجي التونسي بها. جاء ذلك بناء علي شكوي الاتحاد المغربي عن تعرض فريق الوداد المغربي لظلم تحكيمي أمام فريق الترجي التونسي.
الأكثر إثارة في قضية أحمد أحمد هو أن مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك كان قد اتهم أحمد أحمد وعمرو فهمي بالفساد. علي إثر ذلك أصدر الاتحاد الافريقي قراراً بوقف نشاط مرتضي الافريقي وحظر حضوره مباريات البطولات التي كان منها الكونفيدرالية التي فاز بها نادي الزمالك منذ أيام.. من ناحية أخري فقد جاءت هذه التطورات المفاجئة التي كان مسرحها العاصمة الفرنسية باريس بعد أن أوقف الاتحاد عقوبته لرئيس نادي الزمالك الذي حضر المباراة النهائية لهذه البطولة التي أقيمت علي ملعب برج العرب.
فضائح الاتهامات والتي ولا جدال تشوه منظومة كرة القدم لم تقتصر علي هؤلاء المسئولين سواء في »الفيفا» أو في »الكاف» اتحاد الكرة الافريقي.. وانما شملت أيضا شخصيات أخري منها رئيس اتحاد الكرة في نيجيريا ونائب رئيس الاتحاد الافريقي أحمد أحمد. انه يخضع حاليا للتحقيق في بلاده بتهمة اختلاس ٨٫٥ مليون دولار من موازنة الاتحاد النيجيري.
ليس من تفسير لهذا الذي يحدث سوي أن هناك إهمالا وتهاونا وعدم انضباط في إدارة شئون المنظومة الكروية.. وهو الأمر الذي يؤدي إلي إهدار المال. بالطبع فإنه يساهم في ذلك سيل الأموال المقدرة بمئات الملايين من الدولارات التي يحصل عليها اللاعبون المحترفون الذين يشرف علي نشاطهم هؤلاء المسئولون