بقلم - جلال دويدار
أصبح واضحا وجليا أن ما يجري علي الساحة الكروية حاليا لا يسر عدوا ولا حبيبا.. إن استمرار هذه الحالة وتفاقمها سوف يؤدي في النهاية إلي انهيار المنظومة الكروية. الشيء المؤسف أن المتورطين فيما يتعرض له المجتمع الكروي هم من العناصر الرئيسية الذين يقودون كل الأنشطة الكروية.
لا يخفي علي أحد أن ما تشهده الساحة الكروية من صراعات وخلافات .. يشارك فيما يحدث بشكل أساسي اتحاد الكرة الذي من المفروض أن يكون أداة استقرار لاعضائه من كل النوادي.. الاطراف الأخري التي تشارك في هذا العبث تضم كبار شخصيات المجتمع الكروي وكل الانشطة الرياضية المتمثلين في النادي الاهلي ونادي الزمالك.
إن ما يجري حاليا يتنافي تماما وما يجب أن تتسم به الروح الرياضية السليمة.. إنهم يتغاضون عما تدعو إليه الرياضة من منافسة صحيحة وسليمة تعظم من الأداء الرياضي الملتزم بالقيم الأخلاقية والسلوكية باعتبارها من أهم ركائزه. ليس في مبادئ الرياضة الجنوح للصراعات والاستفزازات و الوقوع أسري للاحقاد التي تقود إلي انتكاسة النشاط الرياضي.
ما أعنيه يتمثل حاليا في الشكاوي والاتهامات والأخطاء السلوكية المتبادلة بين هؤلاء الكبار والتي ليس لها محل من الاعراب. كان المفروض أن تكون تصرفاتهم وعلاقاتهم صحيحة وسليمة لتكون قدوة لباقي الاسرة الرياضية التي تراقب ما يحدث وهي لا حول لها ولا قوة. إن ما يجب أن يدركه الجميع ان عائد كل هذا سوف ينعكس سلبا علي المنتخبات الوطنية التي تتشكل غالبيتها من لاعبي هؤلاء الكبار.
أليس هناك من سبيل لاحتواء هذا الخطر الذي يتعاظم ويتطور لغير صالح الرياضة المصرية. ألا من وطني عاقل ينتمي لهذا البلد تتوافر لديه امكانية التدخل لإعادة التوافق والوئام بين هؤلاء الكبار لصالح الرياضة والوطن. كم أرجو أن يكون هناك تحرك إيجابي من المسئولين الذين يهمهم كل ما يحافظ علي نجاح مصر الرياضي بتجنبها مبادئ الشقاق والعراك.
إن استمرار ما يجري حاليا دون أن يكون هناك تدخل لاحتوائه وإنهائه ينذر بانهيار سمعة مصر الرياضية علي الساحة الدولية. لا جدال أن القيادة السياسية للدولة المصرية غير سعيدة بما وصلت إليه أمور الرياضة. من المؤكد أن الوقت قد حان لاستثمار ما تحظي به من احترام وتقدير وتأييد لإنهاء هذه المهزلة التي يديرها الكبار في مجتمع الرياضة
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع