توقيت القاهرة المحلي 20:20:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مطلـــوب الجديـــة في التعامــل مع انفلات أسعار المنتجات الزراعية

  مصر اليوم -

مطلـــوب الجديـــة في التعامــل مع انفلات أسعار المنتجات الزراعية

بقلم - جلال دويدار

لا أحد ينكر ما يقوم به الدكتور علي مصيلحي وزير التموين من جهود جبارة  لإصلاح منظومة التموين الفاسدة التي تفقد مئات الملايين من الجنيهات في عمليات دعم صورية. رغم ذلك وحتي لا تضيع جهوده هباء يهمني أن ألقي نظرة إلي عدم كفاءة أجهزته في التصدي للغلاء الذي اكتوت بنيرانه جموع المواطنين. أحد الشواهد علي هذه الحقيقة ما تم إعلانه من وقت لآخر عن بيع السلع التموينية خاصة الخضراوات والفاكهة التي انفلتت أسعارها بشكل وحشي. يتم ذلك من خلال الادعاءات الزائفة. حقيقة أنها تقوم بعرض هذه المنتجات ولكن معظمها بنفس الأسعار السائدة في السوق. آخر هذه التحركات ما تم إعلانه عن عرضها في فروع الشركة القابضة للمواد الغذائية والتي تبين من الأسعار المعلقة إنها ليست إلا خداعا للمواطنين.

كنت أرجو أن يكون هناك تعاون بين جهابذة هذه الشركة ووزارة الزراعة التي سبق وأعلنت أنها ستعقد اتفاقيات مع الزراع لشراء إنتاجهم مباشرة دون وساطة. هذه المبادرة التي كان يتبناها وزير الزراعة السابق الدكتور عبدالمنعم البنا. كانت هذه المبادرة تقوم علي اتفاقيات مع المزارعين لشراء محاصيلهم من الخضراوات والفاكهة وعرضها مباشرة للمواطنين دون ما كان يحصل عليه الوسطاء والتجار. هذا التداول لهذه المنتجات كان يصل بها إلي أربعة وخمسة أضعاف ما يتم دفعه للمزارع. كانت تتم هذه العمليات بشكل احتكاري يكون هذا المزارع ضحية له. إن المواطنين المغلوبين علي أمرهم ضجوا من انفلات الأسعار وأصبحوا لا يملكون سوي الحرمان والتوجه إلي الله لرفع هذا البلاء عنهم.

ليس هناك أي اعتراض علي المبادرة الجديدة التي أعلنت عنها الشركة القابضة للمواد الغذائية التابعة لوزارة التموين وسلطة وزيرها الدكتور علي مصيلحي. كان عليه أن يكون لديه من يراقب تلك الأسعار الصورية التي أعلنت عرضها لبيع الخضراوات بزعم بأسعار مخفضة. إن عليه وحتي يحافظ علي نجاحه في قضايا تموينية أخري حيوية بالنسبة للدولة أن يعمل علي أن تتسم هذه المبادرة بالجدية وليست تهدف لـ»الشو»‬!!
في اعتقادي أن تفعيل هذه المبادرة يحتاج إلي جهاز من المسوقين الموثوق في ضمائرهم وإخلاصهم وطهارتهم للتعامل مع الزراع والتعاقد علي إنتاجهم مباشرة. إنها ممكن أن تتم من خلال اتفاق تعاون مع وزارة الزراعة لتنظيم هذه العملية بالاتفاق مع ممثليها في المحافظات الريفية. من المؤكد أن تحقيق ذلك يتم بعرض هذه المنتجات في شوادر تتكفل وزارة التموين إلي جانب منافذها ببيع الخضراوات والفواكه والتي تقضي يومها خالية تماما من الزبائن. يحدث ذلك نتيجة عدم معقولية أسعار هذه المنتجات ورداءتها. بالطبع إذا حدث هذا التعاون الايجابي فإنه يمكن أن نتنبأ بنجاح هذه المبادرة.

من ناحية أخري فإنه لابد من الإشارة إلي أن عمليات المطاردة الصورية من جانب شرطة التموين والتجارة الداخلية والتي تتمثل هذه الأيام في تصاعد أزمة أسعار البطاطس لا يمكن أن تكون حلا للمشكلة. إن التوصل إلي نتائج فعلية لعملية المواجهة تحتاج بداية قيام وزارة الزراعة بواجبها بمراقبة البذور المستوردة وضمان زراعتها ومتابعتها حتي نزول المحصول للأسواق.
لابد أن يصاحب ذلك دخول شركات التموين ومعها وزارة الزراعة في عمليات التسويق بداية من المزارع حتي الوصول إلي منافذ البيع. هذه هي الوسيلة الفعالة لمواجهة عمليات رفع الأسعار المفتعلة نتيجة الوساطة والاحتكار. هل هناك من يسمع لهذه المشورة لاتخاذ ما يلزم من خطوات عملية للتنفيذ؟


نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطلـــوب الجديـــة في التعامــل مع انفلات أسعار المنتجات الزراعية مطلـــوب الجديـــة في التعامــل مع انفلات أسعار المنتجات الزراعية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:20 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
  مصر اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon