توقيت القاهرة المحلي 10:53:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

... وعند الفلسطينيين ما يقلق الإسرائيليين

  مصر اليوم -

 وعند الفلسطينيين ما يقلق الإسرائيليين

بقلم ـ نبيل عمرو

عدة وقائع ظهرت خلال هذا الأسبوع، جعلت الإسرائيليين يميناً ويساراً يشعرون بقلق عميق من الفلسطينيين، وما يمكن أن يفعلوا في صراعهم مع الإسرائيليين في زمن الضغط المتعاظم عليهم، وغياب أي نافذة أمل تشجع الفلسطينيين على الهدوء ولو إلى حين.

ثلاثة شبان مسلحين اخترقوا خط «ماجينو» الإسرائيلي المحيط بغزة، وتوغلوا إلى عمق عشرين كيلومتراً، وتجاوزوا تجمعات عسكرية وسكانية، وكان بمقدورهم أن يطلقوا النار وأن يوقعوا خسائر.

إسرائيل كلها منشغلة في جدل حار حول هذا الاختراق، وإدانات غير مسبوقة لأيقونة إسرائيل... الجيش الذي لا يقهر ولا يخترق!
قبل ذلك انفجرت قنبلة لامست شظاياها كل الإسرائيليين يميناً ويساراً، حين نُشرت إحصائية تقول بالأرقام، إن تعداد الفلسطينيين المقيمين بين النهر والبحر بدأ يتفوق على أعداد الإسرائيليين، ولا يوجد لدى إسرائيل ما تواجه به هذا التفوق الديموغرافي لأن الفلسطينيين حين تغلق كل الأبواب في وجوههم يلوذون بالتكاثر.

ويوم الجمعة ستنطلق مسيرة يتوقع أن تضم أعداداً هائلة من الفلسطينيين، للتجمع أمام السياج الأمني الفاصل بين القطاع وإسرائيل، وهذه المسيرة ستكون إشهاراً صاخباً لمأساة غزة، ومسؤولية إسرائيل المباشرة عنها، وحركة من هذا النوع لا تملك إسرائيل قدرات فعّالة على قمعها وتطويق مفعولها على مستوى العالم بأسره.

وفي الضفة حيث ظن الإسرائيليون أنهم ينامون على حرير السيطرة المباشرة وغير المباشرة، فإن تقارير الجيش وقوى الأمن لم تسجل فقط ارتفاعاً في منسوب العمليات العسكرية التي يقوم بها غالباً أفراد لا ينتمون عضوياً إلى أي فصيل، بل إن قراءة الجيش للتطورات المحتملة ربما تصل في وقت ما إلى الانفجار الشامل.

أمام هذا الذي يجري، ما هي الحلول التي يتحدث الإسرائيليون عنها؟
هنالك حل تقليدي يتبناه اليمين، مركزه القمع والعقوبات الجماعية وإنكار وجود أزمة بالأساس مع الفلسطينيين، وهنالك اجتهادات يزداد المتحدثون بها يوماً تلو آخر، ومركزها حتمية الانفصال عن الفلسطينيين، فبعد تفاقم الأوضاع الأمنية وانفجار القنبلة الديموغرافية، ظهر بوضوح شديد شبح الدولة ثنائية القومية، ومجرد تداول هذا المصطلح يعني ضرب الأساس العقائدي للدولة العبرية، التي يطالب نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بيهوديتها، رغم التفوق السكاني للعرب الذين يسيطر عليهم اليهود بقوة السلاح.

خلاصة القول، وهذه معطيات ينبغي أن توضع بين يدي قوى الاعتدال العربي التي تعمل بجد من أجل بلوغ حالة معقولة من التوازن الأميركي في صفقة القرن، كي يدرك الأميركيون أن الوضع في الأروقة المغلقة التي يسرح ويمرح فيها اليمين الإسرائيلي مع أقرانه الأميركيين، يختلف كثيراً عن الوضع على الأرض، حيث كل يوم يظهر تهديد جدي للصيغة الإسرائيلية في التعامل مع الفلسطينيين وهذا يؤثر مباشرة على الصيغة الأميركية المفترض إن أرادت حلاً حقيقياً أن تضع التطورات الميدانية في مكانها الصحيح من التحليل ووضع السياسات، وما يجري على الأرض سيحتم التوازن المطلوب.

نقلا عن الشرق الأوسط.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وعند الفلسطينيين ما يقلق الإسرائيليين  وعند الفلسطينيين ما يقلق الإسرائيليين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon