بقلم - هانى عمارة
الثلاثاء الماضى وفى هذه النافذة كتبت مقالا أشرت خلاله الى التغيرات الحادة فى القرن الإفريقى و مدى تأثير ذلك على الأمن القومى المصرى والخليجي، باعتبار ان ما يحدث على الساحل الغربى للبحر الأحمر سيؤثر تلقائيا على الشاطئ الشرقى الذى يضم السعودية واليمن التى تقع على باب المندب والذى يمثل المدخل الجنوبى للبحر الأحمر. فى اعتقادى ان زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل ايّام الى السودان لم تبعد كثيرا فى أهدافها عن هذه المتغيرات، وبالتالى لابد من المبادرة بان تكون مصر شريكا أساسيا فى صنع الترتيبات التى تشهدها المنطقة والإقليم، ومن الطبيعى والمنطقى ان تكون البداية من بلاد الاشقاء، والرسالة هنا واضحة، انه مهما يكن هناك من تجاذبات سياسية من هنا أو هناك، فسوف تظل الخرطوم هى التوأم الأقرب الى القاهرة، وربما الرسالة الأكثر وضوحا، تلك التى طالب الرئيس فيها وسائل الاعلام بنشر الخير والمحبة والسلام بين البلدين. نعم القادة فى مصر والسودان يعلمون علم اليقين بأن المصير واحد والمصلحة واحدة، وان التعاون العميق واستثمار الامكانات الهائلة فى الدولتين يمكن ان يغير وجه الإقليم ويعم الرخاء والاستقرار والبناء، وأن سحابات عابرة لن تعكر هذا الصفو والمحبة بين الشعبين. أتمنى من التليفزيون المصرى ان يبث برنامجا يوميا او حتى أسبوعيا تحت عنوان (هنا الخرطوم من القاهرة) يتم من خلاله التواصل مع الرموز السياسية والثقافية والأدبية والفنية لتتحدث عن توسيع الجسور، فهل يعقل ان الدول الأجنبية تطلق قنوات تليفزيونية لتخاطبنا باللغة العربية، ونحن عاجزون عن التواصل فيما بيننا؟
فاصل قصير: عندما نتكلم فكلنا مبادئ.. وعندما نعمل فكلنا مصالح.
نقلا عن الأهرام
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع