بقلم - هانى عمارة
بصراحة شديدة أنا لا أخفى إعجابى بهذا الرجل، وما أقصده هنا هو آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، فمنذ توليه السلطة قبل عدة أشهر معدودة تمكن من إطفاء كثير من الحرائق، ونجح فى كسر الحواجز التى امتدت لسنوات مع الجيران وتحديدا إريتريا التى أعاد معها العلاقات الى طبيعتها فى وقت قياسى إلى جانب دوره الواضح فى المصالحة بين الفرقاء فى جنوب السودان.
فى تقديرى أن آبى احمد بهذه التحركات السريعة والمتلاحقة يسعى الى بناء الجسور نحو دور إقليمى لإثيوبيا يمتد من دول حوض النيل الى ساحل البحر الأحمر، وكل البدايات تنبئ بنجاح هذا التوجه، فقد امتد توثيق العلاقات مع الصومال وجيبوتى وبذلك تكون البلاد أصبح لها موطئ قدم فى القرن الإفريقي. لم يكتف الرجل بالوقوف على الشاطئ الغربى للبحر الأحمر بل قفز الى الضفة الشرقية من خلال زيارات مكثفة لتعميق العلاقات مع دول الخليج، إلى جانب ذلك تمكن من ترطيب العلاقات مع مصر فيما يتعلق بسد النهضة وأرسل تطمينات تؤكد الحرص الاثيوبى على عدم الإضرار بحصتنا من مياه النيل. أتمنى من رئيس الوزراء الإثيوبى فيما يتعلق بسد النهضة ألا تتوقف تطميناته عند النيات الطيبة ولكن يتم ترجمتها من خلال اتفاقيات مكتوبة تحدد الأدوار وتضمن الحقوق حتى تكتمل دائرة العلاقات الجيدة التى يسعى إلى رسمها على مدى الأشهر الماضية.
فاصل قصير: لا تفتخر بشكلك.. لأنك لم تخلقه ولا تفتخر بنسبك لأنك لم تختره, وإنما افتخر بإنسانيتك وأخلاقك ومعاملاتك, فأنت الذى تصنعها
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع