بقلم - هانى عمارة
قبل أربع سنوات تقريبا كتبت فى هذه الزاوية توقعاتى عن سيناريو المستقبل حول أزمة سد النهضة، وقلت بوضوح فى سلسلة مقالات متصلة إن أثيوبيا تحاول بكل الوسائل شراء الوقت حتى يتحول المشروع الى أمر واقع وبالتالى تضع المفاوض المصرى فى زاوية ضيقة وتكون الخيارات أمامه محدودة .
وفى حينها استندت فى هذه الرؤية الى ما كان يفعله الإثيوبيون أنفسهم، ففى الوقت الذى يطرحون فيه تصريحات معسولة وكلاما ناعما حول عدم تأثر حصة مصر سلبيا من مياه النيل، كانوا يواصلون البناء، وأشرت إلى أن السلطات الاثيوبية لو كانت بالفعل تحمل النوايا الطيبة للمصالح المصرية لأوقفت العمل بالسد إلى حين الوصول إلى توافق يحقق مصالح الطرفين خاصة بعد الاحتكام لمكاتب وخبراء دوليين يكونون حكما بين الجميع.
ورغم مرور هذه السنوات فمازالت الرياح الاثيوبية تأتى بما لا تشتهيه السفن المصرية، وهنا يجب ألا نواصل الشجب والإدانة، فربما تكون الأمة قد عاشت محنة كبيرة على مدى السنوات السبع الماضية، لكنها بدأت تستعيد عافيتها، وهنا يجب أن تكون هذه الأزمة بداية للتحدى وفرض الإرادة والبحث عن حلول تحقق المصالح العليا للبلاد فيما يتعلق بالموارد المائية، وفى تقديرى أن بعضا من هذه الحلول بدأ يظهر فى الأفق، من بينها التوسع فى تحلية مياه البحر والترشيد وإعادة تدوير المياه، قد تكون هذه هى الخيارات الأصعب ولكنها ربما تكون الخيار المتاح فى بعض المراحل من حياة الأمم.
فاصل قيصر: قليل من الماء قد ينقذك وكثير من الماء قد يغرقك.. فتعلم دائما أن تكتفى بما تملك.
نقلا عن الاهرام القاهرية