بقلم - هانى عمارة
الأمن القومى المصرى يبدأ من باب المندب فى المدخل الجنوبى للبحر الأحمر, وهذه القاعدة من الثوابت الراسخة على مدى التاريخ الحديث، وربما لا أضيف جديدا فى هذا الجانب، لكن ذلك يدفعنا الى السؤال، هل ما يحدث من اضطرابات فى اليمن والخلافات الخليجية يؤثر سلبيا على الاستقرار فى هذه المنطقة وبالتالى على مصر, خاصة ان هذا الممر البحرى يمثل واحدا من أهم شرايين الملاحة العالمية العابرة لقناة السويس.
الإجابة قطعا، نعم، وهذه المخاطر ربما تتزايد مع تصاعد ما تشهده الضفة الأخرى من ساحل البحر وتحديدا فى القرن الإفريقي، فقد شهدت هذه المنطقة أحداثا متلاحقة خلال الأيام الأخيرة تمثلت فى افتتاح اكبر منطقة حرة وميناء محورى عملاق فى جيبوتى باستثمارات صينية وذلك بحضور رؤساء دول السودان وإثيوبيا وأوغندا, وهو يمثل خطوة تاريخية لخدمة حركة التجارة لدول حوض النيل خاصة الحبيسة التى لا تملك منفذا بحريا، وهذا من شأنه أن يغير موازين القوى والتوازنات السياسة ولعبة المصالح فى هذا الإقليم. يضاف الى ذلك، الدور النشيط والملحوظ الذى تلعبه إثيوبيا منذ قدوم آبى أحمد إلى السلطة رئيسا للوزراء قبل شهور قليلة ليقود حملة من المصالحة مع إريتريا والصومال وتوثيق التعاون مع شمال وجنوب السودان، وهو ما يتطلب من دول الخليج على الضفة الأخرى من البحر الأحمر اليقظة وإعادة الحسابات بحثا عن حل سياسى فى اليمن وتجاوز الخلافات لضمان استقرار المنطقة والوقوف بقوة أمام أى طموحات للقوى الصاعدة فى القرن الإفريقي.
فاصل قصير: تذكر أن إحسانك وتعاملك لا يُنسى، فلا تندم على لحظات أسعدت بها أحدا حتى وإن لم يكن يستحق، اترك أثراً جميلاً بحياة من يعرفك.
نقلا عن الاهرام الفاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع