بقلم - هانى عمارة
الارتباك سيد الموقف فى المنطقة، منذ سنوات طويلة لم يشهد الشرق الأوسط مثل هذه السيولة وتلك الأحداث التى باتت معها تتحرك الحدود وتتغير الخرائط، حتى فى أعلى درجات ضبط النفس وتحكيم العقل، لم تعد تعرف من أين تبدأ بعد ان اهتزت الثوابت، ولبست الحقائق أثوابا أخرى فيها الكثير من الزيف والخداع.
خذ عندك على سبيل المثال ما يحدث بين المثلث الامريكى الإيرانى الإسرائيلي، عداءات علنية بينما المصالح تتحرك من خلف الستار، إيران تتحدث عن تدمير إسرائيل إذا تجرأت واعتدت عليها، وها هو رئيس الوزراء الإسرائيلى يعلن صراحة أن قواته وجهت ضربات مباشرة لأهدف إيرانية فى سوريا، وانتظرنا ايّاما ولم يحدث الرد الإيرانى على هذا الاعتداء.
المسألة كلها توازنات لتحقيق المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وغالبا ما تأتى على حساب مقدرات العرب واستنزاف مواردهم. على الشعوب العربية قبل القادة والحكام والرؤساء ان يستيقظوا من هذا السُبات ويتنبهوا لحجم هذه المخاطر، وعليهم من الآن وليس غدا التوقف عن الصراعات والبدء فى لملمة وترميم أشلاء بلادهم التى دمرتها الصراعات والاضطرابات حتى يتم استعادة قوة هذه الدول وتصبح فاعلة فى ترتيبات هذا الإقليم المكتوب عليه ألا ينعم طويلا بالهدوء والرخاء، فلم تمض حقبة على هذه المنطقة إلا وقد تجددت الحروب وانفجرت الصراعات التى لم ولن يدفع ثمنها إلا الشعوب.
فاصل قصير: إن لم يكُن لديك حُبٌّ، فلا شيءَ يستحقُّ عندما يطلعُ النهارُ أن تقومَ من سريرِك لأجلِه.
نقلا عن الاهرام القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع