توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان «اللبناني» مطلباً عربياً

  مصر اليوم -

لبنان «اللبناني» مطلباً عربياً

بقلم - محمد علي فرحات

معظم اللبنانيين يعتبر زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الرياض، استعادة للسياق الطبيعي في العلاقة السعودية- اللبنانية الراسخة منذ الاستقلال عام 1943. وفي ما يتعدى مساعدات الرياض للحكم وللمجتمع في لبنان ووجود مئات آلاف من أصحاب شركات وعاملين في المملكة، ثمة نقطة توازن قدّمتها السعودية للبنان في أزماته الصعبة، خصوصاً مع المدّ الناصري الذي سبق وأعقب الوحدة المصرية- السورية، ومع الوجود الفلسطيني المسلح بعد هزيمة 1967 الذي كان واحداً من أسباب الحرب الأهلية (1975- 1990)، ومع الوصاية السورية التي أعقبت وصول قوات الردع العربية عام 1976 (غالبيتها سورية حتى قبل أن تنسحب كتائب الجيوش العربية الأخرى المشاركة) وجعلت من دمشق حاكم حكام لبنان لفترة مديدة، إلى أن انسحب جيشها عام 2005 بعد فترة من اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وخلال الوجودين الفلسطيني والسوري دعمت السعودية صمود لبنان أمام الاحتلال الإسرائيلي عامي 1978 و1982 وخطوات تحريره السياسية، كما شاركت بفاعلية في عمليات الإعمار التي أعقبت حروب إسرائيل على لبنان.

وفي غمرة الصراع السياسي والعسكري على لبنان كانت السعودية في مقدّم دول تركّز على سيادة الوطن الصغير واستقلاله، لكونه حديقة العرب الديموقراطية وبوابتهم المبكرة للحوار مع العالم. ولم تغب أبداً ضغوطها من أجل حفظ سلامة لبنان في الأزمات الكبرى، خصوصاً في الفترة الراهنة التي تشهد انهيارات مأسوية في مجتمعات الداخل السوري والعراقي المحاذي للبنان.

ويكاد يغيب عن الذاكرة لقاء الرئيس فؤاد شهاب مع جمال عبدالناصر (رئيس مصر وسورية المتحدتين) عند نقطة فاصلة بين حدود البلدين. كان الكوخ الذي اجتمعا فيه ذلك اليوم من صيف العام 1958 رمزاً للاعتراف السوري الأول عملياً باستقلال لبنان.

الآن، مع هزال النظام الحاكم في دمشق وتفكك سورية وتوزّعها على سلطات صغيرة ومتوسطة تدين بالولاء إلى خارج الحدود، يودّع لبنان عملياً التدخُّل السوري المديد في شأنه الداخلي، في سياق ما كانت تعتبره دمشق مدى حيوياً يشمل، بقدر أو بآخر، لبنان والأردن والفلسطينيين، ويشكل مسافة حماية للنظام ولعبته السياسية التي تقول للعالم إن حكم دمشق يفيض عن سورية إلى الجوار معززاً أوراقه في أزمة الشرق الأوسط.

والآن، بعد النفوذ المتزايد لطهران في لبنان بالاستناد إلى شعار المقاومة الذي يكاد يقتصر على «حزب الله»، تشكل العلاقة اللبنانية – السعودية عامل توازن في السياسة الداخلية وفي علاقات بيروت الإقليمية والدولية. وتحظى هذه العلاقة برضى معظم اللبنانيين، بمن فيهم البيئة المسماة حاضنة للمقاومة، ذلك أن الطبيعة «الامبراطورية» للتصريحات الإيرانية حول المنطقة وتصرف طهران الاستعلائي تجاه الحكم والمجتمع في العراق وسورية، يعززان حساسية اللبنانيين من اللغة السياسية للنخب الحاكمة في طهران، ويدفعانهم للحفاظ على استقلال وطنهم، وإن في الحدود المتاحة، لئلا يلتحق لبنان بفوضى المشرق العربي.

وإذا كان صحيحاً اتهام النخبة الحاكمة في لبنان إجمالاً بالفساد، فالصحيح أيضاً أن هذه النخبة التي تتناقض توجهاتها السياسية، تتواصل فجأة، وفي الوقت المناسب، للاتفاق على نقطة جامعة للبنانيين والعرب، هي الاستقلال المعبّر عنه باللبننة وفق اتفاق الطائف المؤكد عروبة الوطن الصغير.

إنها العروبة الحضارية الاستراتيجية لا عروبة الحزازات الصغيرة أو الكبيرة المسماة سياسة.

 

 

نقلا عن الحياه اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان «اللبناني» مطلباً عربياً لبنان «اللبناني» مطلباً عربياً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon