توقيت القاهرة المحلي 10:59:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان «اللبناني» مطلباً عربياً

  مصر اليوم -

لبنان «اللبناني» مطلباً عربياً

بقلم - محمد علي فرحات

معظم اللبنانيين يعتبر زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الرياض، استعادة للسياق الطبيعي في العلاقة السعودية- اللبنانية الراسخة منذ الاستقلال عام 1943. وفي ما يتعدى مساعدات الرياض للحكم وللمجتمع في لبنان ووجود مئات آلاف من أصحاب شركات وعاملين في المملكة، ثمة نقطة توازن قدّمتها السعودية للبنان في أزماته الصعبة، خصوصاً مع المدّ الناصري الذي سبق وأعقب الوحدة المصرية- السورية، ومع الوجود الفلسطيني المسلح بعد هزيمة 1967 الذي كان واحداً من أسباب الحرب الأهلية (1975- 1990)، ومع الوصاية السورية التي أعقبت وصول قوات الردع العربية عام 1976 (غالبيتها سورية حتى قبل أن تنسحب كتائب الجيوش العربية الأخرى المشاركة) وجعلت من دمشق حاكم حكام لبنان لفترة مديدة، إلى أن انسحب جيشها عام 2005 بعد فترة من اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وخلال الوجودين الفلسطيني والسوري دعمت السعودية صمود لبنان أمام الاحتلال الإسرائيلي عامي 1978 و1982 وخطوات تحريره السياسية، كما شاركت بفاعلية في عمليات الإعمار التي أعقبت حروب إسرائيل على لبنان.

وفي غمرة الصراع السياسي والعسكري على لبنان كانت السعودية في مقدّم دول تركّز على سيادة الوطن الصغير واستقلاله، لكونه حديقة العرب الديموقراطية وبوابتهم المبكرة للحوار مع العالم. ولم تغب أبداً ضغوطها من أجل حفظ سلامة لبنان في الأزمات الكبرى، خصوصاً في الفترة الراهنة التي تشهد انهيارات مأسوية في مجتمعات الداخل السوري والعراقي المحاذي للبنان.

ويكاد يغيب عن الذاكرة لقاء الرئيس فؤاد شهاب مع جمال عبدالناصر (رئيس مصر وسورية المتحدتين) عند نقطة فاصلة بين حدود البلدين. كان الكوخ الذي اجتمعا فيه ذلك اليوم من صيف العام 1958 رمزاً للاعتراف السوري الأول عملياً باستقلال لبنان.

الآن، مع هزال النظام الحاكم في دمشق وتفكك سورية وتوزّعها على سلطات صغيرة ومتوسطة تدين بالولاء إلى خارج الحدود، يودّع لبنان عملياً التدخُّل السوري المديد في شأنه الداخلي، في سياق ما كانت تعتبره دمشق مدى حيوياً يشمل، بقدر أو بآخر، لبنان والأردن والفلسطينيين، ويشكل مسافة حماية للنظام ولعبته السياسية التي تقول للعالم إن حكم دمشق يفيض عن سورية إلى الجوار معززاً أوراقه في أزمة الشرق الأوسط.

والآن، بعد النفوذ المتزايد لطهران في لبنان بالاستناد إلى شعار المقاومة الذي يكاد يقتصر على «حزب الله»، تشكل العلاقة اللبنانية – السعودية عامل توازن في السياسة الداخلية وفي علاقات بيروت الإقليمية والدولية. وتحظى هذه العلاقة برضى معظم اللبنانيين، بمن فيهم البيئة المسماة حاضنة للمقاومة، ذلك أن الطبيعة «الامبراطورية» للتصريحات الإيرانية حول المنطقة وتصرف طهران الاستعلائي تجاه الحكم والمجتمع في العراق وسورية، يعززان حساسية اللبنانيين من اللغة السياسية للنخب الحاكمة في طهران، ويدفعانهم للحفاظ على استقلال وطنهم، وإن في الحدود المتاحة، لئلا يلتحق لبنان بفوضى المشرق العربي.

وإذا كان صحيحاً اتهام النخبة الحاكمة في لبنان إجمالاً بالفساد، فالصحيح أيضاً أن هذه النخبة التي تتناقض توجهاتها السياسية، تتواصل فجأة، وفي الوقت المناسب، للاتفاق على نقطة جامعة للبنانيين والعرب، هي الاستقلال المعبّر عنه باللبننة وفق اتفاق الطائف المؤكد عروبة الوطن الصغير.

إنها العروبة الحضارية الاستراتيجية لا عروبة الحزازات الصغيرة أو الكبيرة المسماة سياسة.

 

 

نقلا عن الحياه اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان «اللبناني» مطلباً عربياً لبنان «اللبناني» مطلباً عربياً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon