توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأفكار القاتلة.. أين تحيا؟

  مصر اليوم -

الأفكار القاتلة أين تحيا

بقلم: د. محمود خليل

تقارير إعلامية تتحدث عن عودة «داعش» إلى العمل من جديد فى العراق. تحوُّل نوعى مهم طرأ على أداء التنظيم إذ بدأ يعود إلى أسلوب «القاعدة»، فتخلى عن فكرة العمل على «الأرض المفتوحة» (إشباعاً لوهم إنشاء دولة خلافة) وعاد إلى الأسلوب التقليدى الذى دأبت الجماعات الإرهابية -وأبرزها تنظيم القاعدة- على استخدامه، أسلوب «الاختفاء ثم الضرب». آوى مَن تبقى من أعضاء التنظيم إلى شعاب الجبال، وانتشرت عناصرهم المؤمنة بأفكارهم فى أنحاء شتى من الدولة، وليس من المستبعد أن تنفذ عمليات إرهابية بأسلوب «الذئاب المنفردة».

الفكرة القاتلة التى يستند إليها تنظيم «داعش» لم تمت رغم الضربات القوية التى وجِّهت إلى التنظيم فى كل من سوريا والعراق، وآخرها مقتل أبوبكر البغدادى الذى نصب نفسه خليفة!. وثمة أسباب عدة لذلك، يأتى على رأسها أن هناك من يريد لهذا التنظيم أن يوجد وأن يواصل العمل. ثمة دول داخل الإقليم وخارجه ترى فى «داعش» -وغيره من التنظيمات الإرهابية- أداة لخوض صراعات بالوكالة عنها، تجد ذلك حاضراً فى النموذج السورى، وأيضاً فى العراق، لكن الأمر فى الدولة الأخيرة يتمدد من الإقليم إلى دول من خارجه. الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال هيّأت بعد غزو العراق عام 2003 المناخ المواتى لاحتضان التنظيمات الإرهابية. يشهد على ذلك تجربة أبومصعب الزرقاوى الذى لقى حتفه عام 2006. وقد أعربت كونداليزا رايس، الوزير الأسبق للخارجية الأمريكية، عن فرط إعجابها بالمهارات العسكرية التى تمتع بها «الزرقاوى» الزعيم السابق لتنظيم القاعدة فى العراق!. إذن الفكرة القاتلة التى يحملها تنظيم داعش تجد من يرعاها.

واستمرار الفكرة يتطلب وجود مؤمنين بها. وليس فى مقدور أحد أن يغفل الظروف الحالية التى يمر بها العراق، والتى أدت إلى خروج الناس ضد حالة التردى المعيشى والاقتصادى الذى يعيشون فى ظلاله. وقوبل هذا الخروج برد فعل عنيف من جانب أولى الأمر هناك، وسقط ما يزيد على 450 قتيلاً وآلاف الجرحى. وفى حين يصر العراقيون على التغيير يُصمم من يجدون صالحهم فى استمرار الأوضاع الحالية على العناد. ثنائية «الإصرار الشعبى/ العناد الرسمى» تخلق أجواء مواتية للفوضى، حيث تجد التنظيمات الإرهابية مثل داعش نفسها فتسارع إلى استغلالها. ولا نستطيع أيضاً أن نغفل أن اليأس أحياناً ما يسوق مَن يسيطر عليهم نوع من الغضب المرضى إلى تبرير العنف، ومن بين ثنايا الهشاشة النفسية التى يعانى منها هؤلاء يتسرب «داعش» بأفكاره. ولا يستوعب هؤلاء أن العنف لم يشكل عبر تجارب التاريخ البشرى حلاً، سواء ارتدى ثوب الدين أو ثوب السياسة أو ثوب الاقتصاد أو ثوب الاجتماع.

مسئولية بث الحياة فى الأفكار القاتلة التى يتبناها تنظيم داعش تقع على العديد من الأطراف. فمردها أطراف راعية من داخل الإقليم وخارجه، وكما تقع المسئولية فيها على من ينقادون للفكر التدميرى تقع أيضاً على المسئولين العراقيين الذين يتسببون بسياساتهم وحرصهم على مصالحهم المغموسة فى الفساد فى تهيئة الأجواء لانتشار هذه الأفكار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأفكار القاتلة أين تحيا الأفكار القاتلة أين تحيا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon