توقيت القاهرة المحلي 19:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبدالمجيد «أوف كورس»

  مصر اليوم -

عبدالمجيد «أوف كورس»

بقلم - محمود خليل

لخبطة اللغة وما يتوازى معها من لخبطة التفكير، عملية بدأت منذ أواخر السبعينات، بالتزامن مع توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وهى لم تقتصر على النخبة المسيطرة فقط، بل امتدت إلى الشعب نفسه، بحيث لم تعتق أحداً.

الجرى والتنافس على إلحاق الأولاد بالمدارس الدولية ومدارس اللغات (بشرائحها المختلفة) مثّل قاسماً مشتركاً بين أغلب فئات المجتمع، وصل الجرى إلى حد قبول أولياء الأمور الدخول فى اختبارات شخصية يخضعون لها، فإذا نجحوا فيها أُلحق أولادهم بالمدرسة، وإن لم ينجحوا ذهبوا هم وأولادهم يبحثون عن مدرسة أخرى، كل هذا حدث فى ظل شرائح مصروفات ملتهبة، كانت الأسر تحرم نفسها من حاجات أساسية كثيرة، حتى تستطيع الوفاء بها، ناهيك عن الفشخرة فى التجمّعات العائلية بالولد أو البنت الذى أو التى لا تعرف كيف تتكلم عربى، بسبب تعليمها الأجنبى!لا تجد مسلسلاً رصد هذا التحول بالإبداع الذى رصده به مسلسل «ذات»، عن رواية صنع الله إبراهيم، وإخراج الفنانة كاملة أبوذكرى والفنان خيرى بشارة.

تتبعت الأحداث غرام عبدالمجيد باللغة الإنجليزية، ومحاولة التحذلق بها على من حوله، وكانت عبارة «أوف كورس» أكثر ما يتردّد على لسانه، إلى حد أن أطلق عليه من حوله «عبدالمجيد أوف كورس».

عبّرت حالة «اللخبطة اللغوية» من جانب البشر العاديين عن حلم أو محاولة للصعود إلى مربع النخبة، وهو ما لم يكن يحدث بحال، لا لشىء إلا بسبب الكُلفة الكبيرة للدخول، إذ لم يكن يُسمح بدخول جدد إلى المربع، إلا من التركيبة نفسها التى استقرت عليها النخبة القائمة.

فمن هذا الذى يملك إلحاق أولاده بالمدارس الدولية؟ وإن استطاع فهل فى مكنته بعدها إلحاقهم بالجامعة الأمريكية بمصروفاتها الدولارية؟ وإن حالفه الحظ فهل فى مكنته تسفير ابنه إلى الخارج حتى يكتسب اللغة والإلمام بأدوات الشغلانات النخبوية؟ وهل إذا امتلك كل هذا بمقدوره أن يجد طريقاً للوصول إلى صفوف النخبة والانضمام إليها بسهولة؟

لم تكن مسألة الصعود سهلة، وكل ما حدث أن طبقة النخبة أعادت -وتعيد- إنتاج نفسها من خلال الأبناء أو شبكة الأهل والأقارب. وأى محاولات خارج هذا المربع لم تكن موفّقة فى الأغلب، بما فى ذلك الابن العبقرى لـ«عبدالمجيد أوف كورس»، الذى كان أبوه يصفه بالعبقرية، لأنه يتحدث الإنجليزية دون العربية.

أسهمت أدوات الثقافة والإعلام والتعليم خلال تلك الفترة فى خلق وعى اجتماعى زائف بقيمة من يرطنون، أو أهمية الرطانة، فما دام فلان ينطق بالإنجليزية فلا بد أنه بارع وخبير، ويفهم أكثر من الجميع، وعنده الحل لكل مشكلة، حتى لو كان محشواً هواء. تماماً مثل الحاج «عبدالتواب» فى مسرحية «طبيخ الملايكة»، حين عاتبته زوجته على تصديق نصاب أخذ ماله لتأسيس شركة لصيد القراميط من البحر المالح، وقالت له: حد يصدق إن القراميط تطلع من الميه المالحة.. رد عليها قائلاً: كان بيتكلم إنجليزى يا عيشة.. علقت عيشة: طب تبقى معذور يا خويه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبدالمجيد «أوف كورس» عبدالمجيد «أوف كورس»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon